مواجهات قوية وحضور آسيوي في كوبا أميركا 2019

قرعة سهلة للبرازيل المضيفة، وقطر تقع ضمن مجموعة صعبة للغاية تضم الأرجنتين وكولومبيا.
الأحد 2019/01/27
منتخب السامبا يبحث عن أرقام جديدة في مسيرته

أسفرت نتائج قرعة بطولة كوبا أميركا 2019، التي أجريت بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، عن مجموعة قوية تضم منتخبات أوروغواي، الإكوادور، اليابان وتشيلي. وتعد المجموعة الثالثة من بين الأقوى في النسخة الـ46 للبطولة، إذ أنها ضمّت منتخبين سبق لهما التتويج باللقب 17 مرة في ما بينهما. ويتقاسم المنتخبان الأوروغوياني والتشيلي التتويج باللقب 17 مرة، إذ فاز الأول به في 15 نسخة بينما توج الأخير باللقب مرتين.

ريو دي جانيرو - كشفت قرعة النسخة الـ46 من بطولة كوبا أميركا لمنتخبات أميركا الجنوبية، المقررة بين 14 يونيو و7 يوليو المقبلين، عن مجموعة سهلة للبرازيل المضيفة، فيما وقعت ضيفة البطولة قطر ضمن مجموعة صعبة للغاية تضم الأرجنتين وكولومبيا.

وشارك في إجراءات القرعة التي أقيمت الخميس في ريو دي جانيرو نجوم مثل أسطورة منتخب البرازيل للسيدات مارتا إضافة إلى مواطنيها في صنف الرجال كافو وزيكو والأرجنتيني خافيير زانيتي والكولومبي فرانشيسكو ماتورانا الذين اختاروا الفرق الموزعة على ثلاث مجموعات.

وكبلد مضيف، وضعت البرازيل في المجموعة الأولى التي أوقعتها القرعة بجانب بوليفيا وفنزويلا وبيرو، ما يجعل رجال المدرب تيتي من أبرز المرشحين للحصول على إحدى البطاقات المؤهلة إلى ربع النهائي ضمن مسعى “سيليساو” لإحراز اللقب للمرة الأولى منذ 2007، حين توج به على حساب غريمه الأرجنتيني (3-0).

ويتأهل إلى ربع النهائي من يحلا في المركزين الأولين في كل من المجموعات الثلاث إلى جانب أفضل منتخبين في المركز الثالث. لكن على المنتخب المضيف أن يكون حذرا رغم الأفضلية الواضحة على الورق، لأنه ودع الدور الأول من النسخة الأخيرة عام 2016 (4 مجموعات عوضا عن 3) بخسارته في الجولة الأخيرة أمام بيرو (0-1) التي يلتقيها مجددا في الجولة الأخيرة في 22 يونيو.

ويأمل نيمار وزملاؤه في المنتخب البرازيلي أن يعوضوا الجمهور على ما عاشه في مونديال 2014 في آخر بطولة كبرى على الأراضي البرازيلية، حين أذل “سيليساو” في نصف النهائي بالخسارة 1-7 أمام ألمانيا ثم بهزيمته بثلاثية نظيفة أمام هولندا ليحصل على المركز الثالث، وذلك في غياب نيمار الذي أصيب في مباراة ربع النهائي ضد كولومبيا.

ذكرى جميلة

للبرازيليين ذكرى جميلة من استضافتهم الأخيرة للبطولة القارية قبل 30 عاما، وتحديدا عام 1989 حين تألق الثنائي روماريو وبيبيتو وقادا بلادهما لفك صيام دام 40 عاما عن الألقاب في كوبا أميركا. ويمني البرازيليون النفس هذه المرة بأن يكون نيمار في قمة جاهزيته وعطائه، خلافا لمونديال الصيف الماضي في روسيا حين خاضه مباشرة بعد عودة من إصابة أبعدته طويلا عن الملاعب (خرجت البرازيل من ربع النهائي).

لكن نجم باريس سان جرمان الفرنسي تعرض الأربعاء لنفس الإصابة في مشط القدم اليمنى خلال مباراة فريقه ضد ستراسبورغ في كأس فرنسا. وتأتي هذه الإصابة الجديدة قبل ثلاثة أسابيع من لقاء فريقه المرتقب ضد مانشستر يونايتد الإنكليزي في الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا.

منتخب أوروغواي يعد أحد الفرق المرشحة دائما لنيل اللقب، بصفته حامل الرقم القياسي كأكثر المنتخبات تتويجا برصيد 15 لقبا، وهو ما يجعله ملكا على عرش القارة اللاتينية

ولم تعرف مدى خطورة إصابة نيمار، لكن مدربه الألماني توماس توخيل أكد أن اللاعب قلق من الإصابة الجديدة بقوله بعد المباراة “نيمار قلق لأنها الساق ذاتها والمكان ذاته. لا أملك معلومات في الوقت الحالي وهو موجود في المستشفى وبالتالي يتعين علي انتظار ما سيقوله الطبيب لي”.

وفي المقابل، أصدر نادي العاصمة الفرنسية بيانا جاء فيه أن “الفحوصات الأولية التي أجريت أظهرت إصابة جديدة في المشط الخامس للقدم. العلاج يتوقف على مدى التطور في الأيام المقبلة”.

أما بالنسبة للغريم التقليدي المنتخب الأرجنتيني الذي خسر نهائي النسختين الماضيتين عامي 2015 و2016 بركلات الترجيح أمام تشيلي في المناسبتين، فلم ترحمه القرعة، إذ وقع في المجموعة الثانية بمواجهة كولومبيا والباراغواي.

ووقعت في هذه المجموعة أيضا قطر، منظمة مونديال 2022 التي انضمت في نسخة 2019 إلى لائحة ضيوف البطولة من خارج القارة، على غرار منافستها الآسيوية اليابان التي تعود إليها للمرة الثانية بعد عام 1999، لخوض الدور الأول في المجموعة الثالثة بجانب تشيلي بطلة النسختين الأخيرتين والأوروغواي حاملة الرقم القياسي بعدد الألقاب (15) والإكوادور.

ولا تزال الأرجنتين تبحث عن تتويج أول على الصعيد الدولي منذ عام 1993 حين أحرزت لقب البطولة القارية للمرة الـ14 في تاريخها، وهي تمني النفس بأن تكرر نتيجة آخر مشاركة لها في البرازيل وأن تذهب خطوة أخرى إلى الأمام والفوز باللقب، بعد أن حلت وصيفة في مونديال 2014 (خسرت أمام ألمانيا 0-1).

ويبقى التساؤل بشأن القائد ونجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي الذي اعتكف عن المشاركة مع المنتخب منذ الخروج من الدور ثمن النهائي لمونديال الصيف الماضي في روسيا.

وستكون المواجهة بين الأرجنتين وكولومبيا في الجولة الأولى المقررة في 15 يونيو في سلفادور، الأقوى في دور المجموعات إلى جانب مباراة الأوروغواي وتشيلي في 24 يونيو على ملعب “ماراكانا”.

وفي سياق متصل قال رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، كلاوديو تابيا، إن هدف “الألبيسيليستي” ليس الفوز ببطولة كوبا أميركا، ولكن الاستمرار في مشروع تجهيز فريق يتمكن من تقديم أداء مميز في كأس العالم 2022. وأوضح تابيا أن “الهدف ليس الفوز ببطولة كوبا أميركا، ولكن الاستمرار في مشروعنا، فنحن نرغب في تكوين فريق مميز لكأس العالم 2022، نريد استعادة هوّيتنا وإحساس المنتخب الوطني”.

وأضاف “لكوننا أرجنتينيين نفكر في أنه يجب أن نكون الأبطال في كل المسابقات، ولكن لا تسير الأمور هكذا، فقد ارتكبنا أشياء كثيرة سيئة ويجب علينا جميعا التعلم من هذا، أتمنى أن نقدم أداء جيدا في كوبا أميركا وأن نحظى بتوقعات جيدة للمستقبل”.

وعلى جانب آخر، ألمح تابيا إلى إمكانية عدم استمرار ليونيل سكالوني في منصبه كمدير فني للمنتخب قائلا “هذه هي كرة القدم، فمن الممكن أن يحدث أي شيء”. وعبر رئيس الاتحاد الأرجنتيني عن قناعته بأن ليونيل ميسي، الذي لم يشارك مع “الألبيسيليستي” منذ انتهاء مونديال 2018 بروسيا، سيشارك في كوبا أميركا “إذا تم استدعاؤه للقائمة”.

الملك والأمير

يعد منتخب أوروغواي أحد الفرق المرشحة دائما لنيل اللقب، بصفته حامل الرقم القياسي كأكثر المنتخبات تتويجا برصيد 15 لقبا، وهو ما يجعله ملكا على عرش القارة اللاتينية. ويعود آخر تتويج لأوروغواي إلى عام 2011، في النسخة التي استضافتها الأرجنتين، بعدما فاز على باراغواي في المباراة النهائية بثلاثية نظيفة.

وانتظرت تشيلي حتى عام 2015 لملامسة الكأس لأول مرة في تاريخها، بعد التغلب على الأرجنتين بركلات الترجيح في النهائي. وأكد منتخب تشيلي أن فوزه باللقب في النسخة الـ44 ليس من قبيل الصدفة، ليعود في العام التالي ليظفر به مجددا، للمرة الثانية على التوالي، ويتوج أميرا ضمن صفوة المتوجين باللقب على مدار التاريخ. وتضم المجموعة الثالثة أبطال الـ3 نسخ الماضية، أوروغواي وتشيلي، ما يجعلهما أبرز مرشحين للتأهل للدور الثاني على حساب اليابان والإكوادور.

ويتواجد المنتخب الياباني في البطولة للمرة الثانية في تاريخه، بعد مشاركته في وقت سابق خلال نسخة 1999، التي استضافتها باراغواي. وحصلت اليابان على دعوة من اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم “كونميبول”، للمشاركة في البطولة هذا العام، إلى جانب منتخب قطر، ليكون هناك ممثلان لآسيا في البطولة اللاتينية.

الأرجنتين لا تزال تبحث عن تتويج أول على الصعيد الدولي منذ عام 1993 حين أحرزت البطولة القارية للمرة الـ14، وهي تمني النفس بأن تكرر نتيجة آخر مشاركة لها في البرازيل
الأرجنتين لا تزال تبحث عن تتويج أول على الصعيد الدولي منذ عام 1993 حين أحرزت البطولة القارية للمرة الـ14، وهي تمني النفس بأن تكرر نتيجة آخر مشاركة لها في البرازيل

ولم تشهد نسخة 1999 مشاركة مثالية لليابان، التي ودعت البطولة من الدور الأول، باحتلال ذيل مجموعتها بنقطة وحيدة، بعد الخسارة في مباراتين والتعادل في واحدة.

ويرغب المنتخب الياباني في استغلال تطور مستوى لاعبيه في السنوات الماضية، لتسجيل ظهور مميز هذا العام، والنجاح في عبور دور المجموعات رغم قوة المجموعة. وتملك اليابان خبرات هائلة في قارتها بعيدا عن كوبا أميركا، حيث تستحوذ على الرقم القياسي، كأكثر المنتخبات فوزا بلقب كأس آسيا، 4 مرات، ما يعزز حظوظها في الظهور بشكل جيد هذا العام.

ولا يملك منتخب الإكوادور تاريخا مميزا في كوبا أميركا، حيث تعود أهم إنجازاته إلى النسخة التي استضافها عام 1993، باحتلاله المركز الرابع. وبات المنتخب الإكوادوري بمثابة ضيف شرف في البطولة، دون إنجاز يُذكر في تاريخه، بحيث لا يختلف حاله عن حال منتخب اليابان، الذي يشارك بدعوة شرفية.

ويعد أنطونيو فالنسيا، ظهير مانشستر يونايتد الإنكليزي، أبرز اللاعبين في التشكيلة الحالية للمنتخب الإكوادوري، الذي لا يضم مجموعة هائلة من النجوم البارزين، عكس باقي منتخبات المجموعة. وتبدو الإكوادور الأقرب لوداع البطولة من الدور الأول، نظرا لضعف مستوى الفريق مقارنة بباقي منتخبات المجموعة، بما فيها اليابان.

وتحتضن البرازيل النسخة الـ46 من بطولة كوبا أميركا. وستكون نسخة 2019 هي الأخيرة في السنوات الفردية، على أن يبدأ خوضها باستمرار في ذات العام مع بطولة اليورو، مع بداية النسخة المقبلة في 2020.

ومن المقرر أن تحتضن 5 مدن برازيلية البطولة القارية، حيث تقرر خوضها في سالفادور، ريو دي جانيرو، ساو باولو، بيلو هوريزونتي وبورتو أليغري، لتقام المباريات على 6 ملاعب مختلفة.

وتقام المباراة الافتتاحية على ملعب مورومبي في ساو باولو، في حين ستتم إقامة مباراتي نصف النهائي على ملعبي جريميو أرينا في بورتو أليغري، ومينيراو في بيلو هوريزونتي. أما المباراة النهائية فيحتضنها ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو، والذي يسع لـ74738 ألف مشجع.

وتسعى البرازيل إلى تنظيم بطولة كوبا أميركا 2020 للمرة الثانية على التوالي، بعد نسخة 2019 التي ستنطلق الصيف المقبل على أرض “السيليساو”. وكشفت صحيفة “أو غلوبو” رغبة الاتحاد البرازيلي في تكرار استضافة كوبا أميركا مجددا في العام التالي، حيث سيتم اعتماد إقامة البطولة في الأعوام الزوجية بالتزامن مع مسابقة اليورو، اعتبارا من 2020. وأوضح رودريغو كابوكلو، رئيس الاتحاد البرازيلي، الأسباب الكامنة وراء الرغبة في الاحتفاظ بتنظيم البطولة في نسختين متتاليتين، بعدما بات من الصعب إقامتها في الولايات المتحدة الأميركية. 

وقال رودريغو “ليس لدينا أي مشكلة لتنظيم البطولة، نرغب في الاستفادة من الملاعب التي تحتضن مباريات النسخة المقبلة”. ولن يكون استعداد الاتحاد البرازيلي لاستضافة البطولة القارية أمرا كافيا للفوز بحق التنظيم مجددا، حيث سينتظر موافقة بقية الاتحادات في الكونميبول.

22