رائحة تحلل النظام الإيراني!

عقد مسؤولون إيرانيون اجتماعات طارئة في الثاني من يناير الماضي، بطهران، بعد أن تذمر الآلاف من الإيرانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب انتشار رائحة كريهة وشبيهة برائحة الكبريت في العاصمة.
لم تتم كتابة التقارير عن هذه الرائحة الغامضة في وسائل الإعلام الإيرانية، في محاولة للتقليل من أهمية الموضوع، فيما لجأ بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى السخرية لدى التعليق على المصدر المحتمل لتلك الرائحة، حيث قال أحدهم مشيرا إلى الثورة الإسلامية التي حدثت عام 1979 “هذه الرائحة موجودة هنا منذ 40 عاما والآن فقط تم اكتشافها”.
ومن اللافت للنظر، أن من تقدموا بهذه الفكرة ليسوا فقط من المدونين ممن ينتقدون النظام، ولكن أيضا أولئك الذين يمكن وصفهم بأعمدة دعم الجمهورية الإسلامية. وفي غضون ذلك، يثير الجمهور علانية قضايا تعتبر عموما من المحرمات.
ويعتبر السيد حسن الخميني، أحد أعمدة دعم الجمهورية الإسلامية، حيث كان الخميني، وهو حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية، شرح في الآونة الأخيرة سياسة “دعم وانهيار” الأنظمة.
وفي خطاب له في 31 ديسمبر الماضي، الذكرى الأربعين للثورة، حذر حسن الخميني قائلا “لا يوجد ضمان بأننا (الجمهورية الإسلامية) يجب أن نعيش بينما الأنظمة الأخرى تنبئ بزوالها. إن نشر الكراهية والنفاق وإجبار الناس على أن يكون لهم وجهان وعدم التحلي بالصدق، كلها عوامل تنذر بسوء الحظ الذي قد يلحق بالأنظمة”.
وشدد حفيد الخميني على أهمية إحياء الأمل من جديد في تغيير النظام السلمي. وقال “إن أحد الشروط الأساسية المسبقة لإحياء هذا الأمل هو إعطاء القدرة للناس من أجل تغيير المجتمع. جهد منع التغيير ومعارضته لا طائل من ورائه”. وعند قراءة ما بين السطور، كان حفيد الخميني يحذر بوضوح من خطر حرمان الشعب من الأمل في التغيير والإصلاح السلمي.
وتعد عائلة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي توفي في يناير 2017 في ظروف غامضة، من أوجه الدعم الأخرى للجمهورية الإسلامية. وبداية عام 2019، تحدثت فاطمة هاشمي عن وفاة والدها.
وفي مقابلة أجريت معها في 1 يناير 2019، قالت “في نوفمبر 2016، حضر إلى مكتبي اثنان من السادة الذين زعموا أنهم من قدامى المحاربين، وقالوا ’هم يريدون اغتيال والدك. أخبريه بذلك’. بعد ذلك أثرت المسألة في المجلس الأعلى للأمن القومي، بعد أن وجدت دليلا على أنه لم يمت بأسباب طبيعية”.
وفي مقابلة منفصلة، قال ياسر هاشمي رفسنجاني، إن المجلس “أعاد فتح التحقيق” في وفاة والده. وقدم أعضاء آخرون في أسرة رفسنجاني ادعاءات مماثلة من قبل، ويشكون من أن السلطات منعت تشريح الجثة بل وسارعت في دفنها مما يثير الريبة.
ويبدو أن أفراد الأسرة، الذين كانوا في يوم من الأيام داعمين للجمهورية الإسلامية، يديرون ظهورهم الآن للنظام بشكل متزايد مع تزايد الادعاءات بارتكاب مخالفات في حادثة وفاة والدهم.
ولا تعتبر طبقة النخبة فقط التي تنتقد الجمهورية الإسلامية، ولكن أصبح الشعب الإيراني العادي يثير بعض القضايا المحظورة، بما في ذلك الحرب مع العراق في الثمانينات، والتي تُعرف أيضا باسم حرب “الدفاع المقدس”.
وعلى الرغم من أنه لم يتم التشكيك في هذه الحرب لبعض الوقت، لكن يطالب الآن الآلاف من مستخدمي تويتر من الإيرانيين ببعض الإجابات من اللواء محسن رضائي، القائد السابق لحرس الثورة الإسلامية حول قراراته المشكوك فيها أثناء الحرب. حيث كتب رضائي كتابا تحليليا عن عملية كربلاء -4 في ديسمبر 1986، والتي كلفت أرواح الآلاف من الجنود الإيرانيين.
وربما لاقى نشطاء تويتر تشجيعا من طبقة النخبة، التي يبدو أنها تدير ظهرها للجمهورية الإسلامية. وقد تشم أيضا رائحة النظام المتحلل.