سيتي يعيد خلط أوراق الدوري الإنكليزي

البطل مانشستر سيتي يعيد إطلاق السباق نحو لقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، بإلحاقه بالمتصدر ليفربول هزيمة أولى هذا الموسم في قمة المرحلة الحادية والعشرين، قلص بنتيجتها الفارق إلى أربع نقاط فقط.
السبت 2019/01/05
كسرت العقدة

لندن - فاز مانشستر سيتي بإشراف مدربه الإسباني جوسيب غوراديولا، على ليفربول فريق المدرب الألماني يورغن كلوب. وكبح الفريق الأزرق اندفاع منافسه الأحمر في الدوري هذا الموسم، ملحقا به الهزيمة الأولى بعد 17 فوزا وثلاثة تعادلات، وموقفا سلسلة الانتصارات التسعة المتتالية التي حققها في الدوري المحلي. وبهذه النتيجة، توقف رصيد ليفربول في الصدارة عند 54 نقطة، بينما رفع سيتي رصيده إلى 50 نقطة واستعاد المركز الثاني من توتنهام (48 نقطة).

ولاقى لاعبو سيتي تحذير مدربهم غوارديولا الأسبوع الماضي من أن الخسارة أمام ليفربول قد تعني عمليا إسقاط فريقهم عن عرشه ومنح ليفربول لقبا أول في الدوري الإنكليزي ينتظره منذ عام 1990، وتمكنوا من الفوز في مباراة كانت في الجزء الأغلب منها دون التوقعات.

عودة إلى المنافسة

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إن سباق المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم كان سينتهي لو خسر فريقه أمام ليفربول، لكن الفوز 2-1 الخميس ساعده على تقليص الفارق مع المتصدر إلى أربع نقاط وأنعش النادي بعد الهزائم الأخيرة. وأبلغ غوارديولا “الخسارة كانت تعني تقريبا انتهاء كل شيء. فارق عشر نقاط بالإضافة إلى فارق الأهداف يعني أن الفارق يصل إلى 11 نقطة وهو أمر صعب لتجاوزه حقا لكن الآن نتأخر عن المنافس بأربع نقاط”.

وتابع “يجب علينا القتال لكن فارق الأربع نقاط يعد سببا كافيا للهدوء وهذه لحظة جيدة لتوجيه التهنئة والشكر إلى اللاعبين المذهلين الذين أظهروا مدى كفاءتهم ولعبوا أمام فريق مذهل. كانت مباراة ممتعة ولعب الفريقان من أجل الفوز. كانت مباراة نهائية بالنسبة لنا لأن الخسارة تعني انتهاء كل شيء تقريبا. كانت متكافئة مرة أخرى”.

وقال غوارديولا “كان من المهم أن نلعب بشجاعة. كنّا شرسين في ضغطنا لأننا كنا نعلم أن الوضع معقد ومدى سرعة المنافس عند الانطلاق في الهجمات المرتدة. صنعنا العديد من الفرص. ليفربول لا تهتز شباكه وسجلنا هدفين”.

ووجّه غوارديولا إشادة خاصة لمدافعه إيميرك لابورتي إذ اضطر لإشراكه في مركز الظهير الأيسر ولم يرتكب أي خطأ تقريبا. وأضاف “تحية هائلة له للعب في هذا المركز غير المعتاد بالنسبة له. قدّم أداء مذهلا ضد ثلاثي الهجوم”.

وقال القائد فينسن كومباني مدافع سيتي “لم أكن قلقا من النتيجة. أنا سعيد للغاية بالأداء المذهل الذي قدّمناه ضد فريق شرس وقويّ من الناحية البدنية ونجحنا في مجاراته إن لم يكن أكثر من ذلك”. وواصل “الأداء الذي قدمناه فاق كل ما شاهدته من قبل. جاء من الشجاعة واللاعب رقم 12 كان أكثر من مجرد الجماهير فهو الرغبة وشيء بداخلك لا يمكن وصفه وظهر ذلك ونتحول إلى فريق أفضل عندما نلعب بمشاعر”.

الألماني يورغن كلوب يرى مدرب ليفربول أن تصدر الدوري بفارق أربع نقاط أمام مانشستر سيتي ما زال أمرا مذهلا

في الطرف المقابل يرى يورغن كلوب مدرب ليفربول أن تصدر الدوري الإنكليزي الممتاز بفارق أربع نقاط أمام مانشستر سيتي رغم الهزيمة ما زال أمرا مذهلا نظرا إلى افتقار فريقه لخبرة الفوز بالألقاب.

ووصف كثيرون المباراة في مانشستر أنها ربما تكون حاسمة في صراع المنافسة على اللقب إذ كان فوز ليفربول سيمنحه التفوق بفارق عشر نقاط قبل 17 مباراة من النهاية وبعد انتهاء مواجهتيه ضد سيتي.

وقال كلوب “أؤمن في هذه المجموعة من اللاعبين أكثر مما تتخيلوا. كنت على استعداد لدفع أي مبلغ من المال لو أبلغني أي شخص أنني بعد المباراتين ضد سيتي سأتفوق عليه بأربع نقاط. كنت أعتقد أن هذا ليس ممكنا”. وتابع “لو فزنا باللقب في خمسة من آخر عشرة مواسم لكان الأمر مختلفا. لا نملك هذه الخبرة. ما زلنا في موقف جيد وأنا سعيد للغاية”.

وأضاف “كنت أعلم أن سيتي يستطيع الفوز علينا وهذا ليس أمرا جديدا. فاز علينا 5-0 في الموسم الماضي. الأمر لا يتعلق بالتفوق النفسي لطرف أو لآخر. لم نكن محظوظين فقط”. ولم يكن كلوب سعيدا بقرار حصول فينسن كومباني مدافع سيتي على إنذار فقط بعد التدخل العنيف ضد محمد صلاح.

وتابع “أحببت (كومباني) منذ أن كان في هامبورغ. لكن هذه المواقف تحدث. لاعب يتدخل ويخاطر. لو كان محمد (صلاح) على الأرض وليس في وضع القفز فكلنا نعلم ما الذي كان سيحدث. محمد كان سيذهب باتجاه المرمى ولا ألقي باللوم على أحد”. وأضاف يورغن “عندما كنا هنا في الموسم الماضي طُرد (ساديو ماني) ولم يعترض أحد على الأمر. نعم اللعبة كانت طردا لكن هل أراد ذلك؟ هل رآه؟ كومباني رأى صلاح وضربه ويمكن لكل شخص أن يوضح رأيه”.

سر الاستمرار

في سياق متصل يؤمن ماوريسيو بوكيتينو، مدرب توتنهام هوتسبير، أنه كانت ستتم إقالته لو فضلت الإدارة الفوز بالكؤوس المحلية على إنهاء الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في المربع الذهبي.

ولم يفز توتنهام بلقب الدوري منذ 1961 وجاء لقبه الأخير في 2008 عندما نال كأس رابطة الأندية، لكن بوكيتينو يصر على أن لقب الدوري أو دوري أبطال أوروبا فقط سينقل النادي إلى درجة أعلى.

وأبلغ الصحافيين “كانت ستتم إقالتي لو كان طموحي الوحيد مع توتنهام هو الفوز بكأس الاتحاد أو كأس رابطة الأندية مع كامل الاحترام، لأن هذا لا يناسب فريقا مثلنا”. وأضاف “هدفي هو الفوز بدوري الأبطال مع توتنهام أو الدوري الممتاز”.

وقاد بوكيتينو توتنهام لإنهاء الدوري بين أول 3 مراكز في 3 مناسبات متتالية، رغم الميزانية الصغيرة سواء لرواتب اللاعبين أو الانتقالات. وكان العائد المالي من المشاركة في دوري الأبطال مهما لاستقرار الفريق الذي يستعد للانتقال إلى ملعبه الجديد البالغ سعته 62 ألف متفرج.

وتابع بوكيتينو “في بعض الأندية تفشل عندما لا تفوز بالألقاب. لكن مشروعنا في توتنهام مختلف تماما ولدينا أشياء أكبر من التركيز فقط على الفوز بالألقاب”. وأتم “لكن هذا لا يعني أننا لا نركز على الفوز أمام تشيلسي في كأس رابطة الأندية أو في كأس الاتحاد. لكنك بحاجة إلى بعض الظروف للفوز بالألقاب”.

23