إيران تطمح لرفع كأسها الآسيوية الرابعة رغم مشاكلها المستمرة

فرص عبور المنتخب الفيتنامي إلى الدور الثاني مرهونة بقدرته على تفجير مفاجأة في مجموعته التي تضم منتخبات أكثر منه خبرة وخاصة منتخبي إيران والعراق.
الأحد 2018/12/30
نتائج لا ترقى إلى مستوى الفريق الإيراني
 

تبدو الطموحات متباينة بين المنتخب الإيراني صاحب الثلاثة ألقاب آسيوية والمنتخب الفيتنامي المتعثر في المسابقة القارية التي ستحتضنها الإمارات أوائل شهر يناير من العام القادم 2019، وهما اللذان وضعتهما القرعة في مجموعة رابعة تبدو متوسطة المستوى، إلى جانب كل من العراق واليمن.

أبوظبي - لم يسلم البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب الإيراني لكرة القدم من الانتقادات قبل أيام من خوض النسخة السابعة عشرة من بطولة كأس آسيا، والتي تستضيفها الإمارات من 5 يناير إلى غاية 1 فبراير المقبل، خاصة بعدما صرح بأن الفريق يحتاج لتقديم المزيد والتفكير بشكل أعلى من أجل بلوغ المربع الذهبي للبطولة.

ومع المسيرة الرائعة التي قدمها الفريق في التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا وكأس آسيا 2019 بالإمارات، تضاعفت طموحات جماهيره في المنافسة على استعادة اللقب الآسيوي الذي أحرزه الفريق من قبل في ثلاث نسخ متتالية.

وربما تبدو تصريحات كيروش صادمة، لكنها تتفق مع الواقع الذي يعيشه الفريق منذ سنوات طويلة، حيث يتمتع المنتخب الإيراني دائما بوجود لاعبين بارزين يتمتعون بالحماس، إلاّ أنه يفتقد للإعداد الجيد المناسب لهذه البطولات الكبيرة بسبب المشاكل الاقتصادية في أغلب الأحيان.

ولهذا، لم يترجم الفريق مسيرته الرائعة في التصفيات إلى واقع جيد في نهائيات كأس العالم بروسيا، وودع البطولة من الدور الأول مجددا بعدما حقق انتصارا واحدا وتعادلا واحدا ومني بهزيمة واحدة.

ورغم الحماس الشديد لدى الفريق ولاعبيه لاستعادة أمجاده الآسيوية الغائبة منذ عقود طويلة، وبالتحديد منذ فوزه باللقب القاري ثلاث مرات متتالية في 1968 و1972 و1976، يعاني الفريق من المشاكل التي تحاصره بشكل شبه دائم قبل مشاركاته في البطولات الكبيرة.

وقبل مشاركته في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، عانى الفريق أيضا من التشتّت بين الحماس التام والإحباط الشديد وساهم هذا في عدم عبوره للدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة، بعدما خاض الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الثانية التي ضمت معه منتخبات إسبانيا والبرتغال والمغرب، وإن قدم الفريق عروضا جيدة ضاعفت من طموحات جماهيره.

الفريق الإيراني يبرز دائما ضمن أقوى المرشحين للفوز بلقب البطولة، وهذه الترشيحات ليست بعيدة عن الفريق هذه المرة أيضا رغم المشاكل التي تحيط به منذ سنوات

والآن، وبعد أشهر من خروجه المبكر من المونديال، سيكون المنتخب الإيراني مطالبا بالدفاع عن صورته على الساحة الآسيوية والتأكيد على أن مسيرته في التصفيات لم تأت  صدفة أو ضربة حظ، وإنما كانت معبرة عن تطور ملموس في مستوى الفريق.

وكان الفريق حسم تأهله مبكرا لبطولة كأس آسيا بالنجاح في الجزء الأول من التصفيات المشتركة، حيث تصدر المجموعة الرابعة برصيد 20 نقطة من ستة انتصارات وتعادلين ولم يتعرض لأي هزيمة كما سجل لاعبوه 26 هدفا واهتزت شباكه ثلاث مرات فقط.

وفي الجزء الثاني من التصفيات، كان المنتخب الإيراني أول المتأهلين من القارة الآسيوية للمونديال الروسي، بل إنه كان ثالث فريق يضمن مقعده في المونديال الروسي، حيث لحق بالمنتخب الروسي صاحب الأرض ونظيره البرازيلي أول المتأهلين عبر التصفيات.

وخلال مسيرته في هذه المرحلة من التصفيات، تصدر المنتخب الإيراني مجموعته أيضا على حساب منتخبات كوريا الجنوبية وسوريا وأوزبكستان والصين وقطر، وحصد 22 نقطة من ستة انتصارات وأربعة تعادلات ولم يتعرض لأي هزيمة وسجل لاعبوه عشرة أهداف فيما اهتزت شباكه بهدفين فقط.

ويتصدّر المنتخب الإيراني المنتخبات الآسيوية في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، كما يبرز الفريق دائما ضمن أقوى المرشحين للفوز بلقب البطولة، وهذه الترشيحات ليست بعيدة عن الفريق هذه المرة أيضا رغم المشاكل التي تحيط به منذ سنوات.

وبينما تقتصر المشاركات الإيرانية في بطولات كأس العالم على خمس نسخ فقط في 1978 و1998 و2006 و2014 و2018، يحظى المنتخب الإيراني بتاريخ حافل من المشاركات في البطولة الآسيوية، إذ يقتسم الفريق مع منتخب كوريا الجنوبية الرقم القياسي لعدد المشاركات في البطولة القارية، ويشاركان في البطولة للمرة الـ14 في تاريخ كل منهما.

وبخلاف فوز الفريق باللقب ثلاث مرات متتالية، فاز المنتخب الإيراني بالمركز الثالث أربع مرات وبالمركز الرابع مرة واحدة كما بلغ دور الثمانية في أربع نسخ، ولم يخرج من الدور الأول للبطولة إلاّ في نسخة 1992 التي استضافتها اليابان.

ومثلما هو الحال قبل البطولات الكبيرة التي يخوضها الفريق، مثلت استعدادات الفريق للبطولة مشكلة أيضا في ظل استمرار بعض العقوبات المفروضة على إيران.

كما ضاعفت من مشكلة الاستعدادات العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد، ما تسبب في حرمان الاتحاد الإيراني لكرة القدم من الحصول على الدعم المالي المناسب لتمويل خطط الاستعداد التي يضعها كيروش المدير الفني السابق لريال مدريد الإسباني.

وظلت الاستعدادات للبطولة الآسيوية قاصرة على عدد من المباريات الودية، التي لا تتناسب مع حجم المنافسة التي سيواجهها الفريق في البطولة الآسيوية وإن أوقعته القرعة في مجموعة رابعة متوسطة المستوى، تضم منتخبا العراق واليمن إضافة إلى المنتخب الفيتنامي.

رغم حضوره في النهائيات، فقد احتل المنتخب الفيتنامي المركز الرابع الأخير في كل من النسختين الأولى والثانية في 1956 و1960

وقد تكون فرص المنتخب الإيراني جيدة للغاية للعبور دون عناء من هذه المجموعة، لكن الفريق سيواجه بالتأكيد اختبارات أكثر صعوبة في الأدوار الإقصائية.

ومن خلال خبرة الكثير من  اللاعبين وحماسهم، يستطيع المنتخب الإيراني التغلب على المشاكل التي يعاني منها ليقدم صورة جيدة تليق بتاريخه في البطولة الآسيوية، لا سيما وأن اللاعبين اكتسبوا خبرة وثقة كبيرة من مشاركتهم في المونديال الروسي، كما أضفى استمرار كيروش في تدريب الفريق المزيد من الاستقرار على أجواء الفريق.

وفي المقابل، لم يستطع المنتخب الفيتنامي ترك بصمة حقيقية في تاريخ مشاركاته بالبطولة القارية للفارق الكبير الذي يفصل بين مستواه وبين مستوى منتخبات أخرى عديدة في آسيا، وذلك رغم مشاركته المبكرة للغاية في بطولات كأس آسيا لكرة القدم.

وخاض المنتخب الفيتنامي فعاليات أول نسختين من البطولة في ظل إحجام المنتخبات العربية عن المشاركة في البطولة، بسبب وجود المنتخب الإسرائيلي في النسخ الأولى لكأس آسيا.

ورغم حضوره في النهائيات، فقد احتل المنتخب الفيتنامي المركز الرابع الأخير في كل من النسختين الأولى والثانية في 1956 و1960، ولم يحقق أي فوز منهما حيث اقتصر رصيده على تعادل واحد في النسخة الأولى وخمس هزائم من بين المباريات الست التي خاضها في النسختين.

وغاب المنتخب الفيتنامي عن البطولة بعدها على مدار ما يقرب من خمسة عقود، حتى سجل مشاركته الثالثة في البطولة من خلال النسخة التي استضافتها بلاده بالتنظيم المشترك مع إندونيسيا وماليزيا وتايلاند.

ورغم المشاركات والخبرة المتواضعة للفريق في البطولة الآسيوية، فقد نال الفريق دفعة معنوية هائلة قبل أقل من عام على خوض هذه النسخة من البطولة الآسيوية، وذلك بحصول المنتخب الفيتنامي على المركز الثاني في البطولة الآسيوية للمنتخبات الأولمبية (تحت 23 عاما) والتي أقيمت مطلع العام الحالي.

ونال الفريق دفعة معنوية أخرى، حيث قاده المدرب الكوري الجنوبي بارك هانغ سيو للفوز بلقب بطولة كأس سوزوكي لاتحاد جنوب شرق آسيا وذلك للمرة الأولى منذ 2008.

ورغم الانتفاضة الجيدة للكرة الفيتنامية في 2018، تبدو فرص الفريق في العبور إلى الدور الثاني مرهونة بقدرته على تفجير مفاجأة في مجموعته التي تضم منتخبات أكثر منه خبرة وخاصة منتخبي إيران والعراق.

23