ممارسة الجمباز مبكرا تبني جسما مرنا وقويا

يفضل الكثير من الآباء تسجيل أطفالهم لتعلم الجمباز، مبكرا ويرون أن هذه الرياضة تعد من أنسب التدريبات التي تجعل أجسامهم أكثر مرونة وليونة. وعلاوة على ذلك يستمتع الأطفال بممارسة الجمباز لارتباطه بملابس تدريب جذابة وبموسيقى إيقاعية محفزة.
برلين – تسهم ممارسة الجمباز في نمو الأطفال الجسدي والنفسي والذهني، بشكل كبير. وأوضحت البروفيسورة كاتيا شميت، الأستاذة بمعهد العلوم الرياضية بجامعة هومبولت بالعاصمة الألمانية برلين، أن الرياضة تساعد على تقوية العضلات وتطوير القدرات الحركية وتدريب التناسق والتوازن، فضلا عن رفع القدرة على التركيز وتنمية المهارات الاجتماعية للأطفال.
وترى إلونا غيرلينغ من الجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولن، أن الرياضات التنافسية ليست مناسبة للأطفال في سن رياض الأطفال، مشيرة إلى أنه من المهم أن يمارس الأطفال في هذا السن الرياضات، التي تتطلب حركات جسدية طبيعية تتسم بطابع اللعب واللهو.
وأضافت أنه إذا بدأ الطفل في ممارسة رياضة يتم فيها تدريب مجموعة عضلية معينة فقط، فقد تكون النتيجة حدوث أضرار بالعمود الفقري. لذا فمن المهم ممارسة رياضة تعمل على تدريب الجسم بشكل شامل.
وينصح الخبراء بممارسة رياضة الجمباز في سن رياض الأطفال. وهو ما تعتبره الخبيرة الرياضية الألمانية نيكول غريسنر أساسا جيدا للغاية لكل أنواع الرياضات الأخرى.
كما يمكن للأطفال البدء في ممارسة الرياضات الإيقاعية، بدءا من عمر 5 سنوات، وهي تحتاج إلى أساس جسدي جيد، كي يتمكن الطفل من أداء حركات فنية تحتاج إلى المهارة.
وتسهم هذه الرياضات في تدريب مهارات التناسق والتوازن لدى الطفل.
* تعمل هذه الرياضة على تحسين مرونة الجسم وتزيد من قوته وتوازنه.
* يعلم الجمباز الطفل أهمية الالتزام في سن مبكرة من حياته.
* يعطي الطفل ثقة بنفسه ويزيد من قدرته على إعجاب من حوله من خلال تنمية قدراته وطريقة حله لجميع المشكلات التي تواجهه بكل هدوء وذكاء.
* يساعد على تقوية العضلات ويحسن من صحة الهيكل العظمي بالكامل.
* يمكن للطفل من خلال رياضة الجمباز الحصول على ميداليات عديدة كمكافأة وتقدير لجميع جهوده وهو ما يعد إنجازا كبيرا لطفل في أول حياته.
* تحسين قوة ومرونة الجسم وإزالة التوتر النفسي والبدني وتلافي حدوث آلام للعضلات.
وتختلف أنواع رياضة الجمباز ومنها الجمباز الفني وهو خاص بالفتيات والجمباز الإيقاعي والذي يتطلب مرونة إضافية في استخدام الكرات وشرائط خاصة بالجمباز وجمباز الأيروبك والأكروباتيكي والترامبولين وجمباز الفريق الذي يعتمد عادة على فريق مكون من 6 إلى 12 فرداً، لأداء حركات رياضية تتناسق والإيقاعات الموسيقية.
ومن أجل ضمان السّلامة أثناء أداء أنشطة رياضة الجمباز يجب اتباع هذه النصائح:
1- تقوية عضلات المعدة من أجل تسهيل أداء تمارين التدحرج.
2 - ارتداء مشدّات الرسغين والواقيات؛ حيثُ إنّها تُستخدم من قِبَل لاعبي الجمباز الذكور على الحلقات الثّابتة، والعمود المُرتفع، والأعمدة المتوازية، والفتيات يستخدمْنها على الأعمدة غير المتساوية، فهذه المُعدّات تزيد من قوّة قبضة اللاعبين، كما أنّها تقي من احتكاك الجلد على المُعدّات، ممّا يَحُدُّ من الإصابات المؤلمة الناتجة عن ذلك.
يمكن للأطفال البدء في ممارسة الرياضات الإيقاعية، بدءا من عمر 5 سنوات، وهي تحتاج إلى أساس جسدي جيد، كي يتمكن الطفل من أداء حركات فنية تحتاج إلى المهارة
3- ارتداء حذاء خاص.
4- أكل الطعام الصحّي والمفيد لإبقاء الجسم رشيقاً.
5- النوم جيّداً قبل يوم التمرين؛ حيثُ إنَّ خطر حدوث الإصابات يكون أعلى عندما يكون الشّخص مُتعباً.
6- الإحماء قبل البدء بأنشطة الجمباز المُختلفة؛ حيثُ يُفضَّل البدء ببعض تمارين الهرولة لزيادة تدفُّق الدم في الجسم، وبعد ذلك القيام ببعض تمارين الشدّ للعضلات والمفاصل.
7- عدم الاستعجال في أداء التمارين والمُمارسات الصّعبة أو التي تحتاج إلى خبرة، وإنّما يُفضَّل معرفة المهارة الذّاتيّة والقيام بما يتناسب معها.
الجمباز من الرياضات التي تتطلب العمل باستمرار على تمدد العضلات وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى توقف النمو عند الطفل أو إبطائه.
كما كشف بعض الباحثين أن رياضة الجمباز تسبب أحيانا توقف نمو الثديين عند الأنثى.
ويعتبر لاعبو الجمباز الأطفال معرضين للإصابات البالغة أكثر من اللاعبين الكبار، وتكون الإصابات إما في الكاحل وإما الركبة وإما القدم كاملة والحوض.
وهناك أدوات مستعملة في رياضة الجمباز مثل الحلقات وغيرها تعمل على نمو الجلود القاسية على أيدي الطفل وقد تتسبب في تمزق في أربطة راحة اليد.
العمل الشاق والضغط الكبير والتعرض للتعب والإجهاد كلها عوامل تجعل ممارسة الجمباز مصدرا لتوتر بعض الأطفال وحرصهم على تحقيق إنجازات أكبر في كل مرة فيهملون بذلك تفوقهم الدراسي. كما يمكن أن يسبب الجمباز اضطرابات كبيرة عند الأطفال من ناحية الأكل.
تجدر الإشارة إلى أنه يمكن تفادي بعض المخاطر، بالاهتمام بالطفل جيدا ومتابعة نسق تمارينه لكن لا يمكن أن تكون مبررا لعدم ممارسة هذه الرياضة أو غيرها من النشاطات التي تساعد الطفل وتبني فيه جسدا وعقلا سليمين.
عرض الموقع الألماني دويتشه فيله، نتائج مبادرة تشجع الأطفال على ممارسة الجمباز، في محاولة لترسيخ الالتزام بالنشاط المنتظم، منذ الصغر.
ويقول القائمون على الدراسة إن الأطفال استطاعوا في الماضي تسلق الحبال الموجودة في صالة الألعاب الرياضية، أما اليوم “فيصعب على الكثير منهم صعود هذه الحبال”. وتشير ميشئيلا نيلسن، مديرة قسم الأطفال لألعاب الجمباز في ناد قرب مدينة كولونيا إلى “أنها رأت خلال سنوات عملها هناك الكثير من الأطفال الذين يعانون من صعوبة حفظ التوازن كما لا يستطيع بعضهم اللعب بالكرة” وهو ما تراه بالأمر “المخيف”.
وتؤكد الدراسات العلمية انطباعات ميشئيلا، خاصة بعد فحص الأطفال في فئتي القفز الطويل والعالي، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة كارلسروه على مستوى ألمانيا انخفاض مستوى الأداء الرياضي لدى الأطفال بنسبة تتراوح بين 10 و20 بالمئة مقارنة بعام 1976. وتثير هذه النتائج قلق الباحثين الذين يخشون من أن يجلب تراجع ممارسة الرياضة وقلة الحركة عند الأطفال تداعيات صحية وخيمة مثل زيادة الوزن، التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري أو صعوبة الوقوف أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
تؤكد المُدربة ميشئيلا نيلسن على ضرورة إدراج مثل هذه البرامج بقولها “يُصاب الأطفال أثناء ممارستهم لرياضة الجمباز أحيانا بالحيرة، بسبب إفرازهم للعرق. فهم لا يعرفون هذا الشيء”، وذلك في إشارة منها إلى قلة حركة الأطفال.
الجمباز من الرياضات التي تتطلب العمل باستمرار على تمدد العضلات وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى توقف النمو عند الطفل أو إبطائه
ويشارك أحد الأولياء المُدربة نيلسن الرأي بأن الآباء يتحملون جزءا من المسؤولية في هذا الشأن، ويرى أن “بعض الآباء والأمهات يحضرون أبناءهم إلى المدرسة بالسيارة، رغم أنها لا تبعد كثيرا عن مكان سكنهم ولا يدركون أن ذلك يقلل من حركة أبنائهم”. وتظهر نتائج مُبادرة “الصف في الرياضة” انخفاض نسبة السمنة بين الأطفال المُشاركين فيها بنسبة 30 بالمئة.
وأكدت دراسة نرويجية أن النشاط البدني يؤثر بالإيجاب على الأطفال، من حيث خفض خطر الإصابة بالاكتئاب، مثل الشباب والبالغين تماما.
الدراسة أجراها باحثون في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، ونشروا نتائجها في دورية (بيدياتركس) العلمية.
ولمعرفة تأثير ممارسة الرياضة على الأطفال، تابع الباحثون حالة 800 في سن السادسة من أعمارهم، على مدى 4 سنوات، لكشف العلاقة بين النشاط البدني وأعراض الاكتئاب.
ووجد فريق البحث أن ممارسة الرياضة، خصوصًا تلك التي ينتج عنها تعرق، تحمي الأطفال من الإصابة بالاكتئاب. وقالوا إن نتائج دراستهم تشير إلى أن النشاط البدني يمكن أن يستخدم لطريقة الوقاية والعلاج من الاكتئاب في مرحلة الطفولة. ونصح الفريق، أولياء الأمور والعاملين في مجال الصحة، بضرورة حثّ الأطفال على ممارسة النشاط البدني، مثل ركوب الدراجة أو اللعب في الهواء الطلق، والحد من مشاهدة التلفزيون وألعاب الفيديو، لحياة صحية أفضل.
كما كشفت دراسة أميركية عن أن تناقص النشاط الحركي للشباب والمراهقين يقودهم إلى أن يصبحوا مماثلين لأشخاص في الستين من العمر.
وأشارت الدراسة، التي أجراها باحثون من كلية جون هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة بولاية بالتيمور، إلى أن خطر نقص النشاط والحركة أكبر بكثير على المراهقين وصغار السن من البالغين.
وقد أوضحت الدراسة أن عدم الحركة البدنية لم يعد قاصرا على من هم متقدمون في العمر بل شمل الفئات الأقل عمرا وحذرت أنه يجب ألا تقل ممارسة المجهود البدني للبالغين عن ساعتين ونصف الساعة كل أسبوع. وأشارت إلى أن واحدا فقط من كل 5 بالغين يحصل على القدر الكافي من الحركة البدنية، وهي الحركة التي تعد مهمة جدا من أجل الوقاية من الأمراض مثل النوبات القلبية ومرض السكري من النوع الثاني بل وحتى بعض أنواع من السرطانات.
وأوضح الباحثون أن الأمر أسوأ بالنسبة إلى الأطفال، حيث إن المجهود البدني المقدر لهؤلاء يجب ألا يقل عن 60 دقيقة يوميا (وهي المدة المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية) وأن 3 فقط من كل عشرة من أطفال المدارس هم الذين يمارسون هذه النشاطات. وقام فريق البحث بمقارنة للنشاط البدني عبر الأعمار المختلفة فضلا عن قدر النشاط اليومي وأوقات ممارسته وأيضا راعى الفوارق بين الجنسين.