رفع الحظر عن الوكالة الروسية يزعزع صدقية "وادا"

إعلان رفع الحظر عن الوكالة الروسية يلاقي ترحيبا من موسكو فيما يلقى انتقادات واسعة من الوكالة الأميركية التي اعتبرته ضربة قاسية لمعنويات الرياضيين "النظيفين".
السبت 2018/09/22
خيبة أمل كبيرة

فيكتوريا (سيشل)- رفعت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات “وادا” الإيقاف المفروض منذ ثلاثة أعوام على الوكالة الروسية “روسادا” على خلفية فضيحة التنشط الممنهج، ما قد يمهد لعودة الرياضيين الروس إلى المنافسات الدولية تحت راية بلادهم، وسط انتقادات حادة.

 وأخذت الوكالة الدولية في اجتماع للجنتها التنفيذية في جزر سيشل بتوصية لجنة داخلية مستقلة منحت الأسبوع الماضي الضوء الأخضر لإعادة “روسادا” إلى كنف “وادا”، في خطوة لاقت ترحيبا روسيا، بينما اعتبرها منتقدوها “ضربة مدمرة” للرياضيين “النظيفين”. وقال رئيس الوكالة الدولية كريغ ريدي بعد الاجتماع “اليوم، وافقت غالبية كبيرة من اللجنة التنفيذية على إعادة روسادا (..) تحت شروط قاسية”.

وأوضح المسؤول الدولي أن هذا القرار “يوفر جدولا زمنيا واضحا يجب أن تمنح بموجبه ‘وادا’ حق النفاذ والكشف عن المعطيات والعينات في مختبر موسكو السابق”، مشيرا إلى أنه في حال عدم التزام الجانب الروسي بذلك، فإن الإيقاف سيعاد فرضه على الوكالة الروسية.

ولاقى القرار ترحيبا روسيا عبّرت عنه نائبة رئيس الوزراء المكلفة بشؤون الرياضة أولغا غولوديتس، والتي نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية قولها “نحيي هذا القرار من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. في الأعوام الماضية، قمنا بعمل هائل في روسيا لتوفير ظروف شفافة وواضحة”.

وأوضحت أن بلادها عاقبت ضالعين في قيام الرياضيين بتناول مواد ممنوعة، مشددة على التزام بلادها “مبادئ المنافسة الرياضية النظيفة”. إلا أن الانتقادات للخطوة أتت من رأس هرم الوكالة الدولية ونائبة رئيسها النرويجية ليندا هيليلاند المرشحة لرئاسة الوكالة عام 2019، والتي سبق لها الإعلان أنها ستصوت بعكس التوصية.

ليندا هيليلاند: خاب أملي بالنيابة عن الرياضيين النظيفين وكل من يؤمن برياضة نظيفة
ليندا هيليلاند: خاب أملي بالنيابة عن الرياضيين النظيفين وكل من يؤمن برياضة نظيفة

وفي تعليق على القرار، اعتبرت هيليلاند أنه “يلقي بظلال قاتمة على صدقية حركة مكافحة المنشطات (..) خاب أملي بالنيابة عن الرياضيين النظيفين وكل من يؤمن برياضة نظيفة”. وأضافت “اليوم اتخذنا القرار الخاطئ”.

وأوقفت الوكالة الدولية “روسادا” في نوفمبر 2015 مع بدء تكشف فصول وجود نظام تنشط ممنهج للرياضيين الروس برعاية الدولة لا سيما في الفترة ما بين العامين 2011 و2015.

وفي العام التالي، كشف تقرير للمحقق الكندي ريتشارد ماكلارين العديد من تفاصيل هذه الفضيحة التي هزت الرياضة عالميا، وحرمت الرياضيين الروس من المشاركة في منافسات عالمية تحت راية بلادهم.

والأسبوع الماضي، كشفت “وادا” أن لجنة داخلية أوصت برفع الإيقاف عن “روسادا”، على اعتبار أن الجانب الروسي أوفى بالشروط المحددة لإعادة الدمج، والتي شملت على وجه الخصوص فتح المجال أمام “وادا” للكشف عن مختبر موسكو، وإقرار روسيا بشكل كامل بخلاصات تقرير ماكلارين.

وأوضحت اللجنة المستقلة أنها تلقت رسالة من وزارة الرياضة الروسية تقر فيها “بشكل كاف” بما جاء في تقرير ماكلارين، وتبدي استعدادها لمنح “وادا” حق النفاذ إلى عينات من مختبر موسكو عبر خبير مستقل.

وقوبل إعلان اللجنة المستقلة بانتقادات واسعة، منها من الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات التي اعتبر رئيسها ترافيس تايغارت أن “وادا” ستوجه ضربة قاسية إلى معنويات الرياضيين “النظيفين” في حال أعادت روسيا.

وبعد الانتقادات بحق توصية اللجنة الداخلية، صدر العديد من الانتقادات للقرار، لا سيما من كنف “وادا” نفسها، إذ أعربت رئيسة لجنة الرياضيين في الوكالة المتزلجة الكندية بيكي سكوت عن “خيبة أمل عميقة”. وأضافت أن القرار “ضربة قاسية جدا توجه لمصداقية المنظمة”، في إشارة إلى “وادا”، وذلك في تصريحات لقناة “سي.بي.سي” الكندية.

أما رئيس الوكالة الأميركية تايغارت، فرأى أن القرار يمثل “ضربة مدمرة للرياضيين النظيفين في العالم”، مضيفا “في اجتماعها المحوري اليوم، بعثت ‘وادا’ برسالة واضحة إلى العالم: نضع أمنيات مجموعة صغيرة من مسؤولي الرياضة فوق حقوق ملايين الرياضيين النظيفين وأحلام المليارات من مشجعي الرياضة”.

وكان عدد كبير من الرياضيين قد وقعوا رسالة مشتركة رفضا لرفع إيقاف الوكالة الروسية، اعتبروا فيها أن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات “تدين لكل الرياضيين النظيفين بأن تكون حارسة رياضة نظيفة”.

22