الفائز بينهما سيمثل تونس في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا

النجم يتسلح بالحرس القديم على غرار عمار الجمل وأمين الشرميطي لقيادة الفريق للفوز، والترجي بأسبقية الذهاب يواصل الدفاع عن حظوظه في التأهل.
الجمعة 2018/09/21
لقاء الحسم
 

يتواصل الحماس والتشويق بين النجم الساحلي والترجي الرياضي، حيث سيحتضن ملعب سوسة الأولمبي عشية الجمعة مباراة الإياب بين الفريقين ضمن ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا. وكان الترجي حسم موقعة الذهاب على ملعبه بنتيجة 2ـ1، وهي نتيجة تبقي على آمال الفريقين من أجل التأهل إلى المربع الذهبي، كما أنها ستزيد من “حرارة” المواجهة المرتقبة التي ستقصي أحد ممثلي الكرة التونسية مبكرا.

تونس – لم تكن مباراة الذهاب حاسمة، ولم تمنح أي أسبقية معتبرة لفريق على حساب آخر، فالترجي حقق فوزا ثمينا وغاليا قد يساعده على تخطي عقبة الإياب في صورة تحقيق التعادل أو الخسارة مع ضرورة تسجيل هدفين. أما النجم فقد سجل هدفا قد يكون وزنه من ذهب بما أنه سيكون مطالبا بالفوز بنتيجة 1ـ0 كي يضمن العبور.

كل هذه المعطيات تجعل من هذا “الكلاسيكو” التونسي قمة واعدة للغاية تصدرت عناوين كل الصحف وأخذت حيزا هاما في البرامج التلفزيونية طيلة الفترة الماضية.

فالفائز خلال هذه المنافسة سيتمكن من مداواة “جراحه” القديمة ويواصل تمثيل الكرة التونسية في هذه المسابقة، أما الفريق المنهزم فسيخسر الكثير وقد يدفع جهازه الفني الثمن غاليا.

ويتفق الطرفان على أن مباراة العودة الحاسمة قد يتحدد مصيرها وفق جزئيات ومعطيات بسيطة في ظاهرها، لكنها شديدة الأهمية، أبرزها على الإطلاق ضرورة التسجيل والنيل من شباك المنافس.

فالنجم إن أراد العبور وتجاوز هزيمة الذهاب يتعيّن عليه تسجيل هدف على أقل تقدير دون قبول أي هدف، أما الترجي فإن الوصول إلى مرمى منافسه قد يمنحه حظوظا مضاعفة لتجاوز هذا الاختبار بسلام.

الجهاز الفني للنجم الساحلي بدأ بمنح اللاعب المخضرم ياسين الشيخاوي عناية فائقة كي يتسنى له أن يكون جاهزا تماما لهذا الموعد

وقد اتفق في هذا السياق مدرب النجم الساحلي شهاب الليلي مع منافسه خالد بن يحيى المدير الفني للترجي الرياضي، فعقب مباراة الذهاب، صرح الليلي لـ”العرب” قائلا “أعترف بأن الفريق لم يكن في أفضل حالاته وخاصة في الهجوم الذي كان بعيدا عن مستواه في أغلب ردهات المباراة، لذلك سيكون الهدف الرئيس في مباراة الإياب هو إيجاد الحلول الهجومية وفك شفرة دفاع المنافس.. لقد خسرنا في الجولة الذهاب بنتيجة 1ـ2، واليوم يتعين علينا الفوز كي نضمن التأهل”.

أما المدرب الترجي بن يحيى، فقد كان سعيدا نسبيا بعد لقاء الذهاب، وبدت عليه علامات الارتياح لمستوى أبنائه، قائلا في تصريحه لـ”العرب” “قدمنا أداء رفيعا في موقعة رادس، كنا أكثر شراسة ورغبة في الفوز، تمنيت لو حافظنا على شباكنا نظيفة، لكن ذلك سيزيدنا إصرارا على ضرورة التسجيل في موقعة الإياب، فالتأهل يمر حتما عبر النيل من شباك المنافس لأننا لن نلعب من أجل التعادل”.

تعديلات منتظرة

بعد المستوى المهزوز الذي ظهر به النجم الساحلي خلال موقعة الذهاب، بات من المؤكد أن تشهد تشكيلة الفريق بعض التعديلات التي ستمس الخط الهجومي، والهدف من ذلك إيجاد التوليفة القادرة على قيادة الفريق للفوز.

 وفي هذا السياق بدأ الجهاز الفني بمنح اللاعب المخضرم ياسين الشيخاوي عناية فائقة كي يتسنى له أن يكون جاهزا تماما لهذا الموعد.

ويعول المدرب الليلي كثيرا على الخبرة الطويلة التي اكتسبها الشيخاوي بعد تجربة موفقة في الدوري السويسري مع نادي زيورخ. فضلا عن ذلك سيتمسك الجهاز الفني بمنح الثقة بخبرة “الحرس القديم” على غرار قائد الفريق المدافع عمار الجمل الذي كان ضمن المتوجين مع الفريق بالكأس الوحيدة في رصيد النجم وحصل عليها سنة 2007.

وهو ما ينطبق أيضا على المهاجم المخضرم أمين الشرميطي المتوقعة مشاركته مجددا ضمن التشكيل المثالي. ويرى المدرب شهاب الليلي أن مثل هذه المواجهات الصعبة والحاسمة تتطلب حضور لاعبين يتمتعون بتجربة كبيرة وخبرة لا يستهان بها.

وأضاف لـ”العرب” “يتألف النجم من لاعبين أغلبهم شارك في بطولات قوية ولديهم رصيد معتبر من المشاركات في هذه البطولة. هذه الخبرة ستساعد بلا شك الفريق على تحقيق المطلوب وتقديم أداء رفيع سيساعدنا على انتزاع بطاقة العبور إلى المربع الذهبي”. قبل أن يشدد على أن فريقه جاهز تماما من جميع النواحي كي يتدارك نتيجة الذهاب ويسعد أنصاره في مباراة الحسم.

أسبقية معنوية

خالد بن يحيى: قطعنا نصف المسافة نحو الدور الموالي، ويتعين علينا التأكيد خارج قواعدنا
خالد بن يحيى: قطعنا نصف المسافة نحو الدور الموالي، ويتعين علينا التأكيد خارج قواعدنا

في الطرف المقابل سيخوض الترجي مباراة الجمعة بأسبقية معتبرة، فالفوز الذي حققه خلال موقعة رادس سيكون عاملا حاسما كي يواصل الدفاع عن حظوظه كاملة في الوصول إلى الدور نصف النهائي.

فالترجي مرّ خلال الأسابيع التي سبقت مباراة الذهاب بأزمة ظرفية مردها الهزيمة ضد الأهلي المصري ضمن منافسات دور المجموعات، قبل أن يخرج مبكرا من مسابقة الأندية العربية، وكاد المدرب بن يحيى يخسر مكانه نتيجة سوء النتائج. 

بيد أن الفوز المقنع الذي حققه فريق “باب سويقة” في اللقاء السابق زاد من منسوب الثقة في قدرة الفريق على تحقيق انطلاقة جديدة.

كما ساهم في رفع المعنويات قبيل مباراة العودة، حيث قلّت الضغوط وأصبحت الظروف ملائمة للتحضير الأفضل لتخطي هذه العقبة.

وفي هذا الإطار أوضح بن يحيى لـ”العرب” “كنا موفقين إلى حد بعيد في مباراة ملعب رادس، لقد قدم الفريق أداء مميزا وكان الطرف الأفضل والأجدر بتحقيق الفوز. لقد قطعنا نصف المسافة نحو الدور الموالي، لكن يتعين علينا التأكيد خارج قواعدنا، ولا يتحقق ذلك إلا عبر تقديم أفضل ما لدينا وتأكيد أحقيتنا بمواصلة مسيرتنا في هذه البطولة”.

ويرى أنصار الترجي أن تحسن الأداء الدفاعي وتطور مستوى بعض اللاعبين خاصة من الناحية البدنية وهو ما لاح في المباراة السابقة سيمكنان الفريق من اكتساب جرعة معنوية إضافية ستساعد الترجي على التعامل جيدا مع مجريات مباراة سوسة وظروفها.

22