كأس ديفيس أمام تعديلات تاريخية

لوس أنجلس - تقف مسابقة كأس ديفيس في كرة المضرب على عتبة تعديلات تاريخية مثيرة للجدل قد تغير من شكل المسابقة التي تعود إلى 118 عاما، وستطرح على التصويت خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للعبة هذا الأسبوع.
وسيصوت المشاركون في الجمعية العمومية السنوية التي تنعقد في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية الخميس، على تعديلات شاملة للمسابقة، قدمها رئيس الاتحاد الدولي لكرة المضرب الأميركي ديفيد هاغرتي.
وتتضمن الاقتراحات حصر إقامة المسابقة في مكان واحد وفي أسبوع واحد في نهاية الموسم، بعدما كانت تمتد على أسابيع وتقام في أمكنة جغرافية متعددة، فضلا عن تقليص عدد المجموعات المطلوبة للفوز بالمباريات إلى مجموعتين من ثلاث ممكنة، واقتصارها على 18 منتخبا، وتقليص المواجهات بين المنتخبات إلى مباراتين في الفردي ومباراة في الزوجي، بدلا من أربع مباريات في الفردي ومباراة في الزوجي بحسب الصيغة الحالية.
وقال هاغرتي في تصريح سابق إن المسابقة بالصيغة الجديدة، ستمكن الاتحاد الدولي لكرة المضرب والاتحادات الوطنية الأعضاء من تعزيز التنمية العالمية للعبة في السنوات المقبلة.
وتحظى الصيغة المقترحة برعاية مالية تبلغ ثلاثة مليارات دولار أميركي من مجموعة “كوزموس” للاستثمارات التي أسسها لاعب كرة القدم الإسباني جيرار بيكيه والمدعومة من الميلياردير الياباني هيروشي ميكيتاني، والتي وقعت عقدا مع اتحاد المضرب للترويج للصيغة الجديدة للمسابقة.
وقال هاغرتي “ستمكن الإصلاحات المقترحة الاتحاد الدولي لكرة المضرب والاتحادات الوطنية من القيام بما لا تستطيع القيام به هيئة أخرى، وهو تطوير الجيل الجديد من اللاعبين”.
وستمنح الإصلاحات المقترحة مسابقة كأس ديفيس التي انطلقت عام 1900 بفوز الولايات المتحدة على ضيفتها بريطانيا على ملعب نادي لونغوود للكريكيت في بوسطن بولاية ماساتشوستس، شكلا جديدا.
ويعتبر رؤساء الاتحادات الوطنية أن المسابقة بصيغتها الجديدة هي بمثابة إضافة بطولة خامسة في “الغراند سلام”، وستؤدي الجوائز المالية المضافة إلى جذب أفضل اللاعبين وتحرير مساحة أكبر في روزنامة كرة المضرب.
إلا أن التعديلات المقترحة أثارت في المقابل اعتراض العديد من أبرز اللاعبين الذين عرفتهم ملاعب كرة المضرب، ومدربي ولاعبي منتخب أستراليا السابقين، رود لايفر وجون نيوكومب ولايتون هيويت، على انتقاد التعديلات المقترحة.
ووصف نيوكومب المتوج خمس مرات كلاعب في المسابقة، الاقتراحات بأنها “وصفة طبية لموت كأس ديفيس التي نعرفها”.
وأضاف “عمر مسابقة كأس ديفيس 118 سنة وهي ساهمت في جعل كرة المضرب لعبة رائدة دوليا (…) هي مهمة للعبة إلى درجة تحتم عدم جعلها حدثا آخر في الروزنامة السنوية لا يحمل أي معنى”.
من جهته، رأى هيويت في التغييرات المقترحة محاولة للاستيلاء على المسابقة من دون أي اعتبار لتاريخها.
وعكست الانتقادات الأسترالية تعليقات مماثلة من مناطق أخرى، وقال الفرنسي يانيك نواه المتوج كلاعب بلقب بطولة رولان غاروس (1983) والذي قاد فريق بلاده إلى لقب كأس ديفيس العام الماضي على حساب بلجيكا، “إن التغييرات المقترحة ستؤدي إلى القضاء على المسابقة”، وأضاف أن الطروحات تمثل “نهاية كأس ديفيس (…) من المحزن قيامهم ببيع الروح التاريخية للمسابقة”.
في المقابل، لقيت الاقتراحات الجديدة ترحيبا من كثيرين، بينهم الصربي نوفاك ديوكوفيتش المتوج بـ13 لقبا في بطولات “الغراند سلام”، إذ اعتبر أن التغييرات في شكل المسابقة قد طال انتظارها.
وقال “أعتقد أن الصيغة الحالية للمسابقة تحتاج إلى تغيير، وأنا أدعم ذلك”، مضيفا على هامش مشاركته في دورة تورونتو الكندية الأسبوع الماضي “جدولة هذه الصيغة كانت سيئة جدا حتى الآن”.
ويحتاج إقرار التعديلات إلى موافقة ثلثي أعضاء الجمعية العمومية، وفي حال إقرارها، ستنطلق المسابقة بحلتها الجديدة في نوفمبر 2019، مع ضمان استضافة أوروبا للنسختين الأوليين.
إلا أن بعض العراقيل يتوقع أن تواجه هذه التعديلات، ومنها توجه رابطة اللاعبين المحترفين والاتحاد الأسترالي لإعادة إطلاق كأس العالم، وإقامتها في الأسبوع الأول من عام 2020. وتوقفت هذه المسابقة عام 2012 بعد 35 عاما على إقامتها في مدينة دوسلدورف.
وستقام كأس العالم بمشاركة 24 منتخبا، وتصل قيمة جوائزها إلى 15 مليون دولار أميركي وتمنح اللاعبين أيضا نقاطا في التصنيف العالمي.