"دريكسيونا" مشروع مصري يصالح النساء مع عجلة القيادة

مشروع دريكسيونا تجربة مصرية لتغيير الثقافة الشعبية السائدة عن سوء قيادة المرأة لسيارتها، وتسعى صاحبة المشروع لفتح منصة جديدة في السعودية بعد السماح لنسائها بالقيادة.
الخميس 2018/07/19
تواصل مستمر دعما للمرأة خلف عجلة القيادة

القاهرة – أطلقت الشابة المصرية نيروز طلعت مشروعا نسائيا لتعليم المرأة القواعد الصحيحة لقيادة السيارة، مستعينة بمدربات نساء، بهدف تغيير النظرة النمطية السلبية لقيادة النساء، وتمزيق لافتة “ما أسوأ أن تجاورك سيارة تقودها امرأة”.

وانتشرت مؤخرا مجموعة ساخرة من “الكوميكس” تعليقا على حوادث السيارات الناجمة عن قيادة الجنس اللطيف، مثل “صنعت السيارة لقضاء المشاوير وليس للقضاء على خلق الله”، وتعليقات مكتوبة في مؤخرة بعض سيارات الأجرة، منها “امشي خلف أتوبيس هيئة نقل عام ولا تمشي خلف ست سائقة”، وظهرت حملات ودعوات متعددة لمنع النساء من قيادة السيارات لما ينتج عن ذلك من تعطيل لحركة المرور، منها حملة “سوقي عدل” على فيسبوك، والحملة الرسمية لمنع النساء من قيادة السيارات، إلى جانب هاشتاغ “يعني إيه ست وبتسوق؟”.

وقالت طلعت -مؤسسة منصة دريكسيونا- لـ”العرب” “المرأة هي الجاني في حوادث الطرقات ومتهمة بالتقصير في ظل ثقافة تسعى لفقدان النساء الثقة في أنفسهن وترك مقود السيارة للجلوس في المقعد الخلفي، وهذا ما دفعني إلى إنشاء منصة تساعد النساء ليس على التمكن من القيادة فقط، إنما أيضا على الإلمام بالقواعد والثقافة المرورية وميكانيكا السيارات، وكيفية شراء السيارة المناسبة، وأحاول توفير كل ما ينقص هذا المجال بداية من القواعد النظرية وحتى توفير مراكز خدمة على الطريق بالتعاقد مع المراكز الفنية الكبرى لإصلاح الأعطال”.

وأضافت “سعيت لتكوين فريق من نساء محترفات لتعليم القيادة مع التركيز على التوافق الاجتماعي والثقافي بين المدربة والمتدربة حرصا على عدم انفصال المتعلمة عن معلمتها وحتى تتقبلها بالشكل اللائق، وتكسير الحاجز النفسي عند البعض وتوفير الراحة والشعور بالأمان”.

وتابعت “أريد تدعيم المرأة على الطريق بصورة جيدة وأكثر تمكنا من قيادة السيارة لحمايتها من الهجوم الشديد الذي تتعرض له طوال الوقت ولا تجد من يعطيها المعلومة، فكثيرا ما نسمع مقولة “هذه الزحمة مصدرها امرأة، ركنت السيارة السيئة بسبب امرأة”، وتتهم النساء بإرباك المرور وافتعال الزحام وتعطيل السيارات خلفها.

ولم يشفع للمرأة أن أول مصرية تحصل على رخصة لقيادة السيارة كانت عباسية أحمد فرغلي ابنة تاجر الأقطان الشهير أحمد بك فرغلي عام 1920 في محافظة الإسكندرية على البحر المتوسط، أو إنصافها إحصائيا بتسجيل أقل مخالفات مرورية، كونها أكثر حرصا والتزاما بالتعليمات المرورية.

وأوضحت طلعت أنها استعانت ببعض البرامج والجهات التي تتيح تدريب المهتمين على كيفية بدء مشروع خاص.

وتحرص دريكسيونا على فتح نوافذ جديدة تستطيع من خلالها ترسيخ فكرتها، ولا تعتبرها مهنة عادية لكنها منصة تمكن النساء وتنقل لهن الخبرات الحياتية والمهارية والاحترافية، وتنقل صورة إيجابية لهن عن عالم السيارات، وتكسر الصورة النمطية للبعد عن النقد الدائم ووضعها في خانة المخطئ، خروجا بهن إلى الدعم النفسي الكامل.

وتسعى طلعت لدخول السوق العربية وخاصة القيام بالتدريب على أرض السعودية بعد قرار السماح للنساء بقيادة السيارة ومنحهن رخصة قيادة للمرة الأولى.

ويقدم دريكسيونا إلى جانب تعليم القيادة ومهارات التعامل مع السيارة في حالة حدوث عطل، ورش تعليم الفتيات مهارات الدفاع عن النفس وكيفية حماية أنفسهن إذا تعرضن لخطر ما على الطريق خاصة التحرش والمضايقات والسطو.

ولا تعتبر دريكسيونا مدرسة لتعليم قيادة السيارات فقط وإنما تتميز عن غيرها من مدارس تعليم القيادة التقليدية بتخطي الفكرة إلى توفير خدمات أخرى، عبر تعزيز قاعدة بيانات لتوجيه المتدربات إلى أفضل أماكن الصيانة وتوافر قطع الغيار.

وتظل المتدربة على تواصل تام مع المنصة حتى بعد انتهاء فترة التدريب لمساعدتها في حل أي مشكلة أو مأزق تتعرض له.

24