كأس العالم تعود لأوروبا من بوابة روسيا

المنتخب الروسي يتوق إلى كتابة التاريخ وتحقيق نتائج إيجابية خصوصا أنها البلد المستضيف.
الثلاثاء 2018/06/05
اللمسات الأخيرة

موسكو - مع وصول البطولة إلى أرض الدب الروسي للمرة الأولى في التاريخ، يتطلع الجميع في روسيا إلى كتابة التاريخ من خلال استضافة استثنائية وبطولة تاريخية خاصة مع ضعف فرص روسيا في المنافسة على لقب البطولة أو على الأقل بلوغ الأدوار النهائية فيها. وقبل 8 سنوات استضافت جنوب أفريقيا نهائيات كأس العالم 2010 لتكون المرة الأولى التي تقام فيها نهائيات البطولة بالقارة الأفريقية لتصبح كأس العالم، بحق، بطولة للعالم كله.

وعادت البطولة العالمية في النسخة الماضية عام 2014 إلى أرض السحر الكروي، إلى بلاد السامبا البرازيلية بعد 64 عاما من إقامتها للمرة الأولى في هذا البلد الذي يتمتع بمساحة قارة داخل قارة أميركا الجنوبية. وفيما خرج منتخب جنوب أفريقيا من الدور الأول في مونديال 2010 على أرضه، بلغ المنتخب البرازيلي المربع الذهبي في النسخة التالية على أرضه. ورغم هذا، كان خروج المنتخب البرازيلي قاسيا ربما بشكل أقوى من الخروج المبكر لمنتخب جنوب أفريقيا في 2010.

أوروبا الأكثر تتويجا.. والبرازيل على القمة

شهدت بطولات كأس العالم لكرة القدم منذ انطلاقها عام 1930 حتى الآن تتويج العديد من المنتخبات بها. وتترقب الجماهير المنتخب الفائز بالنسخة الـ21 للمونديال المزمع انطلاقها في روسيا في يونيو الجاري. ومن اللافت للنظر أن هذه البطولة لم يفز بها أي منتخب من قارات أفريقيا وأميركا الشمالية والوسطى والكاريبي وأوقيانوسيا وآسيا، إذ انحصرت دائرة الفوز بها بين منتخبات قارتي أميركا الجنوبية وأوروبا. وتتربع أوروبا على عرش أكثر القارات انتزاعا للقب بإجمالي 11 مرة، فيما فازت منتخبات قارة أميركا الجنوبية بالعرس العالمي 9 مرات. ويعتبر منتخب البرازيل أكثر المنتخبات على مستوى العالم تتويجا بكأس العالم بإجمالي 5 مرات ليتربع على القمة منفردا، بفارق لقب وحيد عن منتخبي ألمانيا وإيطاليا.وجاء منتخبا الأرجنتين وأوروغواي في المرتبة الثالثة بواقع لقبين لكل منهما، فيما توّجت بكأس العالم مرة واحدة فقط منتخبات إنكلترا وفرنسا وإسبانيا. ومنتخب أوروغواي هو الفائز بالنسخة الأولى للمونديال التي أقيمت على أرضه ووسط جمهوره عام 1930، فيما انتزعت إيطاليا بطولتين متتاليتين عامي 1934 و1938. واستعادت أوروغواي اللقب العالمي عام 1950 بعد أن توقفت البطولة ولم تقم في نسختي 1942 و1946 بسبب اندلاع الحرب العالمية. وجاء اللقب الأول لـ”الماكينات” الألمانية عام 1954، ثم تمكنت البرازيل من التتويج ببطولتين متتاليتين عامي 1958 و1962. وتمكنت إنكلترا من انتزاع أول الألقاب عام 1966، ثم استعادت البرازيل وألمانيا مونديالي 1970 و1974. وجاء الدور على المنتخب الأرجنتيني ليتوج بأول ألقابه مع أسطورته دييغو أرماندو مارادونا عام 1978، تلاه استعادة إيطاليا للقب العالمي للمرة الثالثة في تاريخها عام 1982، ثم عادت البطولة العالمية إلى “راقصي التانغو” عام 1986.

حلم روسيا

مع إقامة البطولة العالمية في روسيا للمرة الأولى، سيكون حلم الروس هو تجنب الصدمات الكبيرة التي تعرض لها أصحاب الأرض في النسختين الماضيتين، كما يتمنى الجميع في هذا البلد صاحب أكبر مساحة في العالم تقديم أفضل نسخة على المستوى التنظيمي وتقديم روسيا للعالم بأفضل صورة ممكنة.

وبينما يترقب المتابعون بطولة ناجحة وتاريخية على المستوى التنظيمي، ستكون المفاجأة كبيرة بأن يبلغ الدب الروسي الأدوار النهائية للبطولة.

وعلى عكس ما كان عليه الحال في النسختين الماضيتين عامي 2010 و2014 من مخاوف بشأن اكتمال العمل في الملعب ومختلف منشآت البطولة قبل انطلاق فعاليات البطولة، تبدو كل الاستعدادات بمحلها قبل المونديال الروسي.

لكن المشكلة الأساسية التي واجهت روسيا قبل المونديال كانت فضائح المنشطات التي تفجرت خلال الفترة الماضية والتي ألقت بظلالها على الرياضة الروسية في المحافل الدولية، وهو ما تسعى روسيا للرد عليه من خلال هذا المونديال.

ولم يكن مؤسسو البطولة يدركون لدى طرح فكرة إقامة كأس العالم قبل عشرات السنين أن اللعبة ستشهد هذا التطور الهائل وأن البطولة ستصبح واحدة ضمن أبرز البطولات الرياضية على مستوى العالم بل إنها الأبرز في عالم كرة القدم.

وبدأ الحديث عن فكرة إقامة بطولة كأس العالم بعد فترة قصيرة للغاية من تأسيس الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” في عام 1904. ولكن السياسات الرياضية تسببت في تأخير تحويل الفكرة إلى حقيقة لأكثر من عقدين من الزمان بعدما طرحها الفرنسيان جول ريميه وهنري ديلوني.

عهد مدرب المنتخب الروسي ستانيسلاس تشيرتشيسوف للثنائي فيودور سمولوف وأرتيم دزيوبا مهمة قيادة خط الهجوم بإعلانه التشكيلة الرسمية المشاركة في نهائيات كأس العالم التي تستضيفها بلادهم.

وكان سمولوف (28 عاما) توج هدافا للدوري الروسي الموسم الماضي مع فريقه كراسنودار برصيد 17 هدفا بفارق 4 أهداف أمام دزيوبا قبل أن يحتل الوصافة في الموسم الحالي برصيد 14 هدفا بفارق هدف واحد خلف مهاجم سبارتاك موسكو كوينسي بروميس.

واستعاد دزيوبا (29 عاما) مستواه هذا الموسم بعد إعارته من فريقه زينيت سانت بطرسبرغ إلى أرسنال تولا. وأبقى تشيرتشيسوف على لاعب وسط فياريال الإسباني دينيس تشيريشيف الذي تعافى من الإصابة ودخل بديلا في المباراة الودية الأخيرة أمام النمسا (0-1).

غياب الركائز

يخوض المنتخب الروسي المونديال محروما من العديد من الركائز الأساسية في مقدمتها جورجي دجيكيا وفيكتور فاسين وألكسندر كوكورين وألكسندر تاشاييف. واستبعد مدربه سوسلان دجاناييف ورومان نوستاتدر وقسطنطين روش وألكسندر تاشاييف وفيودور تشالوف.

وخسرت روسيا مبارياتها الثلاث الإعدادية أمام ضيفتها البرازيل 0-3 وفرنسا 1-3 في 23 و27 مارس تواليا والنمسا 0-1، وتخوض تجربتها الأخيرة في الخامس من يونيو الحالي ضد تركيا في موسكو قبل خوض المباراة الافتتاحية للعرس العالمي أمام السعودية في 14 الحالي ضمن المجموعة الأولى التي تضم مصر (19 من الشهر الحالي) والأوروغواي (25 منه).

22