المنتخب التونسي يجتاز اختبار البرتغال بسلام

تونس - كانت المباراة الودية الثالثة في رصيد المنتخب التونسي ضد المنتخب البرتغالي بطل أوروبا الذي يعتبر من المنتخبات المرشحة للعب الأدوار الأولى خلال كأس العالم، ورغم غياب الهداف العالمي كريستيانو رونالدو إلا أن بقية نجوم منتخب البرتغال كانوا حاضرين على غرار أندري سيلفا وكواريزما وبيبي، وكان جليا أن هذا المنتخب يريد استغلال وديته ضد نظيره التونسي كي يعالج بعض النقائص ويدعم التجانس بين اللاعبين قبل التوجه إلى روسيا.
ومنذ البداية “كشر منتخب البرتغال عن أنيابه” ليضرب بقوة ويفتتح النتيجة قبل أن يضيف الهدف الثاني مستغلا أخطاء لاعبي المنتخب التونسي، لكن الرد لم يتأخر حيث ذلل أنيس البدري الفارق قبل نهاية الفترة الأولى، ليدرك في الشوط الثاني المهاجم البديل فخرالدين بن يوسف التعادل الذي حسم في نهاية المطاف هذا اللقاء.
وبهذا النتيجة يمكن للمنتخب التونسي أن يحافظ على مركزه الرابع عشر في التصنيف الدولي للفيفا بما أنه تفادى الهزيمة للمباراة الودية الثالثة، وبعد أن فاز سابقا على المنتخبين الإيراني والكوستاريكي صمد أمام بطل أوروبا في عقر داره وعاد من بعيد في مباراة مثيرة، قبل أن يتبارى في الفترة القادمة مع المنتخبين التركي ثم الإسباني على التوالي.
وما قدمه المنتخب التونسي ضد مضيفه البرتغالي يعتبر في مطلق الأحوال جيدا بالنظر إلى حجم الغيابات التي ضربت “المعسكر” التونسي، فبعد الإصابة الحادة التي تعرض لها النجم يوسف المساكني والتي جعلته يتخلف عن الموعد المونديالي قبل أن يصاب الهداف ياسين الخنيسي ويضطر بدوره للخروج من الحسابات، شهدت ودية البرتغال تواصل احتجاب أمين بن عمر وكذلك النجم الأول حاليا في صفوف “نسور قرطاج” وهبي الخزري.
لكن رغم هذه الغيابات نجح المنتخب التونسي إلى حد كبير في الصمود أمام منافسه والعودة بقوة في هذا الاختبار، وهو ما جعل المدرب نبيل معلول يؤكد عقب اللقاء أنه فخور بما قدمه أغلب اللاعبين مضيفا “أعتقد أن المنتخب التونسي لديه قوة شخصية مميزة تجعله قادرا على تحدي الصعوبات وقلب كل المعطيات، ليس من السهل على أي منتخب أن يعود في النتيجة ضد بطل أوروبا، لكن ما قدمه أبنائي يجعلنا متفائلين للغاية قبل اقتحام المغامرة الروسية”.
معلول عبر عن ارتياحه الكبير لمردود أغلب اللاعبين مبرزا أنه يتعين على الجميع الاستفادة من هذا الاختبار الهام
خارطة طريق
وعبر معلول عن ارتياحه الكبير لمردود أغلب اللاعبين الذين شاركوا في المباراة مبرزا أنه يتعين على الجميع الاستفادة من هذا الاختبار الهام، وأوضح أن للمنتخب التونسي مصادر قوة عديدة يجب تقويتها قبل بداية الجديات في روسيا، مفسرا بالقول “لقد أثبت المنتخب أن لديه خط هجوم قوي وقادر على تخطي كل العقبات، ففي مواجهة المنتخب البرتغالي الذي يضم مدافعين جيدين للغاية وجدنا الحلول عبر التسربات الجانبية والتوزيعات المتقنة وكذلك التسديدات المؤطرة، يجب علينا أن ندعم هذه النقاط ويتوجب علينا أن نستثمر الاختبارين القادمين ضد تركيا ثم إسبانيا حتى نكون على أتم الاستعداد لمباراتنا الأولى في المونديال ضد المنتخب الإنكليزي”.
وما قدمه النجمان حمدي النقاز وعلي معلول في هذا الاختبار كان جيدا ومشجعا للغاية، فالظهير الأيمن النقاز لاح في أفضل حالاته الذهنية وحاول دعم العمل الهجومي في أكثر من مناسبة لينجح في المساهمة في عملية الهدف الأول بعد أن أحسن التمرير لنعيم السليتي، كما كانت توغلاته في بعض الأحيان مصدر خطورة على دفاع المنافس، الأمر الذي يجعله حاليا المرشح الأول كي يكون ضمن الأساسيين في مباريات المونديال.
تنشيط هجومي
أما علي معلول فإن عودته إلى الملاعب بعد غياب طويل كانت موفقة بما أن دخوله خلال الشوط الثاني ساهم كثيرا في تنشيط العمل الهجومي ووفر حلولا إضافية على الجهة اليسرى للهجوم التونسي والدليل على ذلك أنه كان صاحب اللمسة الحاسمة في عملية هدف التعادل.
وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى أن المباراة الودية ضد البرتغال كانت بمثابة التأكيد على نجاح موسم هذين اللاعبين في الدوري المصري، فمعلول كان من أبرز نجوم الأهلي المصري حيث ساهم بقوة في حصوله على لقب الدوري المحلي والوصول إلى نهائي دوري الأبطال قبل أن يتعرض لإصابة أبعدته لفترة طويلة عن الميادين، في حين كانت نهاية الموسم بالنسبة للنقاز رائعة للغاية مع الزمالك بعد أن ساهم بقسط وافر في حصوله على كأس مصر، وفي سياق حديثه عن هذين اللاعبين أوضح المدرب نبيل معلول أن هذا الثنائي يعتبر من مفاتيح لعب منتخب تونس ومن أهم مصادر القوة الهجومية في الفريق.