السوريون في ملاعب مصر.. قرار منصف وتجربة متواضعة

القاهرة – فتح مسؤولو النادي الأهلي مجددا الحديث عن ضم اللاعب السوري أحمد الصالح، على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر، من ناديه الحالي هينان غياني الصيني، خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل، ويرغب الجهاز الفني للفريق بقيادة حسام البدري في تدعيم خط دفاعه الذي تأثر برحيل أحمد حجازي إلى ويست بروميتش الإنكليزي.
ولاقي أداء الصالح استحسان مدرب الأهلي، وسبق وأن طلب ضمه خلال فترة الانتقالات الصيفية في يوليو الماضي، إلا أن مغالاة النادي الصيني في المطالب المادية حالت دون إتمام الصفقة، فضلا عن مطالبة اللاعب نفسه بتوقيع عقد يمتد لخمسة مواسم، وهو ما لا يتفق مع لوائح اتحاد كرة القدم المصري، التي تنص على التعاقد مع اللاعب السوري لمدة موسمين فقط.
ويرغب البدري في ضم اللاعب السوري (28 عاما)، في ظل النقص الذي يعانيه الفريق في خط الدفاع، حتى أنه خاض مباراته أمام فريق وادي دجلة الاثنين، في الأسبوع الخامس عشر من الدوري المحلي، دون ثلاثي الدفاع محمد نجيب وسعد سمير ورامي ربيعة، بسبب الإصابة. ومع قرار اتحاد كرة القدم في أغسطس الماضي، بمعاملة اللاعب السوري المحترف نفس معاملة اللاعب المصري، بشترط ألا تزيد مدة التعاقد عن موسمين، حاولت الأندية المصرية الاستفادة من القرار بضم لاعبين سوريين خلال موسم الانتقالات الصيفية، وهو قرار يحمل معاني أخرى، في ظل الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها سوريا.
وبعد مرور قرابة خمسة أشهر من انطلاق موسم الدوري، لم يظهر هؤلاء المحترفون بالمستوى المأمول، ولم ينجح أي منهم في حجز مكانه ضمن التشكيلة الأساسية في صفوف فريقه، باستثناء الظهير الأيسر لفريق نادي الزمالك مؤيد العجان. لا يعرف الاحتراف في كرة القدم سوى بالاستعانة باللاعب الأكثر جاهزية، ويستفيد منه الفريق ربما على حساب لاعبين محليين آخرين، وأن يكون اللاعب المحترف قادرا على سد ثغرة ما في أحد الخطوط، سواء الدفاع أو الوسط أو الهجوم، مع الوضع في الاعتبار أن بعض اللاعبين يحتاجون إلى فترة انسجام.
وضم فريق الأهلي المدافع السوري عبدالله الشامي في صفقة انتقال حر، وفشل في التعاقد مع أحمد الصالح وعمر الميداني لارتفاع القيمة المادية، كما ضم فريق الزمالك الثنائي مؤيد العجان من الوحدة السوري وعلاء الشبلي مدافع النفط العراقي، بينما تراجع عن التعاقد مع خالد المبيض من الوحدة.
وتعاقد فريق نادي الرجاء المصري مع اللاعب ربيع عبدالله مدافع فريق الكرامة والمنتخب الأولمبي السوري، وضم فريق الداخلية مهاجم المنتخب السوري محمد درويش، أما فريق سموحة السكندري فتعاقد مع الثنائي مؤيد الخولي ونصوح النكلي، في محاولة للاستفادة من القرار، لكنه تراجع عن الصفقتين، وهو ما فعله فريق الإنتاج الحربي الذي فسخ تعاقده مع محمد حامد وعلي شبيب بعد انضمامهما إلى الفريق.
اللاعبون العرب لم يسجلوا نجاحات فائقة في الملاعب المصرية، لكن حاليا يبرز اسم التونسي علي معلول لاعب نادي الأهلي
حضور دائم
بين اللاعبين السوريين المتواجدين حاليا مع الأندية المصرية، لم تعرف الجماهير سوى اللاعب الدولي مؤيد العجان، وأهله مستواه لتثبيت أقدامه مع الزمالك، وأدى اقتناع المونتونيغري نيبوشا مدرب الفريق بأداء اللاعب، إلى الدفع به بصورة أساسية في المباريات، أما مواطنوه في الأندية الأخرى فلم تعرف غالبية الجماهير أسماءهم.
وظهر العجان مع الزمالك في سبع مباريات وغاب عن اثنتين، ونجح في تسجيل هدفين، على عكس مواطنه وزميله في الفريق علاء الشبلي، ورغم أن الأخير يعد اللاعب الأساسي لمنتخب بلاده في مركز الظهير الأيمن، إلا أنه لم يشارك حتى الآن، ويلعب أحمد توفيق وحازم إمام في نفس مركزه، وفي الأهلي لم يشارك عبدالله الشامي مع الفريق حتى الآن.وفقا لخبراء، يعتبر وجود لاعب محلي جيد في نفس مركز اللاعب السوري المحترف، عائقا دون مشاركته بصورة أساسية. ويرى لاعب الأهلي والزمالك السابق معتز إينو، أنه حتى الآن لم تستفد الأندية المصرية من اللاعبين السوريين الذين تم التعاقد معهم مع بداية الموسم، واستثنى من بينهم مؤيد العجان.
طبيعة صعبة
قال إينو لـ”العرب” إن طبيعة الدوري المصري قد تكون صعبة على اللاعبين السوريين، خصوصا إذا لعبوا في صفوف الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك أو الأندية الشعبية مثل الإسماعيلي والمصري، لافتا إلى صعوبة هذه المنافسات التي لا ينسجم معها اللاعب الجديد بسهولة، فضلا عن أن وجود لاعب جيد في نفس المركز يغلق الفرصة أمام اللاعب الجديد.
بينما اعتبر رئيس قطاع الناشئين السابق بالأهلي محمد عامر، أن مؤيد العجان هو اللاعب الأكثر حظا، لأنه وجد مكانه في الزمالك شاغرا، وهو ما منحه فرصة في المشاركة وإثبات الذات.
وأضاف لـ”العرب” أن بعض اللاعبين يمكن أن يتألقوا مع أنديتهم أو منتخبات بلادهم، ومع الانتقال إلى أي ناد آخر قد يصعب الانسجام، وذلك لاختلاف البيئة الكروية من ناد لآخر وهذا أمر طبيعي.
وأشار إلى ضرورة أن ينتبه كل مدير فني للوقوف تماما على مستوى أي لاعب جديد قبل التعاقد معه، لأنه يكلف الفريق مكانا في القائمة دون الاستفادة منه، إضافة إلى التكلفة المادية، خصوصا وأن السوريين لا يتواجدون في الدوريات القوية، والدوليين منهم لا يشاركون مع المنتخب إلا على فترات متباعدة.
وبشكل عام لم يسجل اللاعبون العرب نجاحات فائقة في الملاعب المصرية، لكن حاليا يبرز اسم التونسي علي معلول قائد الجهة اليسرى للنادي الأهلي، وحجز اللاعب مكانه أساسيا على حساب حسين السيد لفارق المستوى الفني والبدني الواضح، ويتميز معلول بعرضياته المتقنة، ومن قبله نجح مع الأهلي كل من مواطنه أنيس بوجلبان، والفلسطينيين مروان كنفاني ورمزي صالح.
ونجح أيضا الفلسطيني مصطفى نجم مع الزمالك، والسوري مهند البوشي مع الترسانة والحارس الأردني عامر شفيع مع الإسماعيلي، والمغربي عمر النجدي مع المقاصة، فيما أخفق كثيرون منهم الجزائريان قاسي سعيد ومحمد عودية والتونسيان وسام العابدى ويامن بن ذكرى، وجميعهم لعبوا في صفوف الزمالك، واللبناني محمد غدار والجزائري أمير سعيود مع الأهلي.