برشلونة يتربص بريال مدريد

تتجه أنظار متابعي كرة القدم العالمية، السبت، صوب ملعب “سانتياغو بيرنابيو” لمتابعة كلاسيكو الأرض الذي سيجمع بين ريال مدريد وبرشلونة في الجولة السابعة عشرة للدوري المحلي. ويتصدر الفريق الكتالوني ترتيب الدوري برصيد 42 نقطة، بينما يمتلك الملكي في رصيده 31 نقطة وهو في المركز الرابع.
السبت 2017/12/23
معركة قوية

برشلونة- فيما لا يزال ريال مدريد منتشيا باللقب الثمين الذي أحرزه خلال بطولة كأس العالم للأندية التي اختتمت السبت الماضي في أبوظبي، يتطلع برشلونة إلى وضع الريال مجددا تحت الضغط من خلال الفوز عليه في مباراتهما المقررة السبت ضمن منافسات المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

ويصطدم الفريقان السبت على ملعب سانتياغو برنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد في مواجهة أطلق عليها لقب “كلاسيكو الكريسماس” لتزامنها مع الاستعداد لأعياد الميلاد ولكونها المباراة الأخيرة لكليهما في العام الحالي حيث تبدأ بعدها بفترة قصيرة العطلة الشتوية.

ويسعى برشلونة إلى توجيه ضربة قاتلة وقاضية نحو طموحات منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد من خلال هذه المباراة. وعلى مدار 16 مباراة خاضها برشلونة في المسابقة حتى الآن، لم يتعرض الفريق لأي هزيمة كما يتفوق الفريق المتصدر حاليا على الريال صاحب المركز الرابع بفارق 11 نقطة قبل هذه المباراة وتبقى للريال مباراة مؤجلة.

وبعد الكبوة التي تعرض لها الفريق في بداية رحلة الدفاع عن لقبه بالدوري الإسباني هذا الموسم، استعاد الريال بقيادة مديره الفني الفرنسي زين الدين زيدان اتزانه مؤخرا وسحق إشبيلية 5-0 قبل السفر إلى أبوظبي حيث توج هناك بلقب مونديال الأندية.

ورغم هذا، لا يزال الريال يعاني من أزمة ثقة ما يؤكد حاجة الفريق الماسة إلى الفوز في لقاء الكلاسيكو لأن الهزيمة في هذه المباراة ستقصي الريال بشكل كبير من دائرة المنافسة على لقب البطولة في الموسم الحالي قبل وصول قطار الموسم إلى منتصف الطريق.

فالفيردي يسعى لكسر "شوكة" زيدان
مدريد- يشهد “كلاسيكو الأرض” والذي سيجمع بين قطبي كرة القدم الإسبانية، صراعا خارج الخطوط بين الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال، وإرنستو فالفيردي المدير الفني لبرشلونة.

ويتطلع زيدان إلى أن يكرر السبت، تفوقه في مباريات “الكلاسيكو” أمام برشلونة بعد الفوز على الفريق الكتالوني في 3 من أصل 5 مواجهات تولى خلالها القيادة الفنية لـ“الملكي”.

كما يسعى المدرب الفرنسي زيدان لأن يواصل هيمنته وتفوقه على إرنستو فالفيردي بعدما فاز عليه في كل المباريات التي جمعت بينهما.

وجاء سجل “زيزو” أمام فالفيردي كالآتي حيث جمعتهما خمس مباريات، حقق الفوز في جميعها، وسجل لاعبو زيدان في مواجهات فريقه أمام فريق فالفيردي 13 هدفا، بينما استقبلت شباك فريق زيدان 5 أهداف.

ويحاول فالفيردي الفوز على زيدان في الكلاسيكو بعدما فشل في التتويج بكأس السوبر الإسباني بالهزيمة أمامه قبل انطلاق الموسم الحالي.

وقدم إيرنستو فالفيردي المدير الفني لبرشلونة بداية ناجحة مع الفريق في الدوري الإسباني رغم الصدمة الكبيرة التي تعرض لها بالهزيمة الثقيلة أمام الريال في كأس السوبر الإسباني مطلع هذا الموسم خلال أغسطس الماضي. وواجه فالفيردي أزمة أخرى في بداية عمله مع برشلونة حين رحل البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان الفرنسي كما أصيب بديله الفرنسي عثمان ديمبلي ليغيب عن صفوف الفريق لفترة طويلة.

ورغم هذا، نجح فالفيردي في التحدي وقدم فريقا قويا سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية. واهتزت شباك برشلونة سبع مرات فقط في 16 مباراة خاضها حتى الآن في الدوري الإسباني هذا الموسم. وكان هذا بفضل تألق الألماني مارك أندري تير شتيغن حارس مرمى الفريق وأيضا بفضل الأداء الخططي الرائع الذي طبقه فالفيردي.

كلاسيكو داخل الكلاسيكو

على مدار سنوات طويلة، أصبحت المواجهة بين البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد والأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة بمثابة كلاسيكو خاص داخل كلاسيكو الكرة الإسبانية. ولن يختلف الحال كثيرا عندما يلتقي الريال مع برشلونة حيث يترقب الجميع ما سيقدمه كل من اللاعبين لمعرفة من منهما سيلقي بكلمة الختام في 2017. وفاز رونالدو بكل شيء في 2017 سواء على المستوى الفردي أو الجماعي حيث كانت له اليد العليا على مدار 12 شهرا في 2017 ولم يفلت منه سوى لقب كأس ملك إسبانيا وجائزة الحذاء الذهبي التي تمنح لأفضل هداف في أوروبا على مدار الموسم.

وذهب لقب الكأس إلى برشلونة بقيادة ميسي الذي حصد أيضا جائزة الحذاء الذهبي ليعبر هذا مجددا عن هيمنة اللاعبين على عالم اللعبة واقتسامهما معظم الجوائز الكبيرة الممكنة. وحتى يتغير هذا الحال في المباراة، يتطلب الأمر شيئا غريبا يدفع بنجم آخر إلى صدارة المشهد بخلاف النجمين الكبيرين رونالدو وميسي.

ومنذ أن انتقل رونالدو إلى الريال في مطلع 2009 قادما من مانشستر يونايتد الإنكليزي، كان هذا هو الحال حيث تقاسم اللاعبان صدارة المشهد كما تقاسما معظم الألقاب والجوائز المهمة في إسبانيا وأوروبا والعالم.

وتشهد الإحصائيات على هذا. وخلال مواجهات الكلاسيكو بين الريال وبرشلونة، سجل رونالدو 17 هدفا في شباك برشلونة وهز ميسي شباك الريال 23 مرة. وكان ميسي هو صاحب هدف الفوز 3-2 في آخر لقاء كلاسيكو بين الفريقين في الدوري الإسباني والذي أقيم على استاد سانتياغو برنابيو أيضا في 23 أبريل الماضي. وسجل ميسي الهدف بيسراه في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة ثم خلع قميصه للاحتفال وإظهار الرقم 10 في مواجهة جماهير الريال. وانتهت مسابقة الدوري الإسباني في الموسم الماضي لصالح الريال بقيادة رونالدو والمدرب الفرنسي زين الدين زيدان.

كما ثأر الريال لهزيمته أمام برشلونة وميسي من خلال الفوز الكبير على برشلونة في كأس السوبر الإسباني خلال شهر أغسطس الماضي مطلع الموسم الحالي. ورغم انضمامه متأخرا إلى استعدادات الفريق للموسم الجديد حيث غاب عن معظم فترة الإعداد، لعب رونالدو في الدقائق الأخيرة من مباراة الذهاب في كأس السوبر الإسباني والتي أقيمت على ملعب برشلونة باستاد “كامب نو”.

تحت الأضواء

خطف رونالدو الأضواء كالمعتاد حيث سجل هدف التقدم للريال 2-1 في الدقيقة 80 ليفتح الطريق أمام فوز الفريق 3-1 وإن جاء هدف الريال الثالث بعد طرد رونالدو لنيله الإنذار الثاني في المباراة. وكان الإنذار الأول بسبب خلع قميص اللعب احتفالا بالهدف ثم نال الإنذار الثاني في الدقيقة التالية. ولم تقدم الأشهر الأولى من الموسم الحالي سوى التأكيد على هذه الحقيقة البديهية حيث ظل رونالدو (32 عاما) وميسي (30 عاما) على تأثيرهما الواضح والكبير في أداء فريقيهما.

وعلى مدار 2017، وقبل مباراة الكلاسيكو المثيرة بينهما، تساوى رونالدو وميسي في زيارتهما للشباك حيث سجل كل منهما 53 هدفا مع ناديه ومنتخب بلاده. ولهذا، يتطلع كل من اللاعبين إلى هز الشباك السبت، من أجل فض هذا الاشتباك في رصيد الأهداف وتأكيد التفوق على الآخر قبل أيام قليلة من نهاية العام. وقبل أسبوع واحد، وعلى هامش آخر مبارياته قبل المباراة والتي فاز فيها الريال على غريميو البرازيلي في نهائي كأس العالم للأندية، قال رونالدو “الأرقام تتحدث عن نفسها. إني أقدّم الإجابات على أرض الملعب”.

23