بوفون.. عملاق خارج معركة المونديال

أخفقت إيطاليا في بلوغ كأس العالم لكرة القدم لأول مرة منذ 60 عاما بعد تعادلها على أرضها مع السويد التي حجزت مكانها في نهائيات روسيا العام المقبل بالفوز في مجموع مباراتي ملحق التصفيات. وهذه الكبوة جعلت الحارس جيانلويجي بوفون، يقرر إنهاء مسيرته التي استمرت 20 عاما مع منتخب إيطاليا بطريقة محزنة.
الأربعاء 2017/11/15
وداع حزين

روما - قرر حارس مرمى منتخب إيطاليا لكرة القدم المخضرم جيانلويجي بوفون اعتزاله اللعب دوليا بعد الفشل في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا إثر التعادل سلبا مع السويد على ملعب سان سيرو في ميلانو في إياب الملحق الأوروبي.

وخرج المنتخب الإيطالي في مجموع المباراتين لخسارته ذهابا في ستوكهولم 0-1. وقال بوفون بعد المباراة “إنه أمر تعيس وحزين أن تنتهي الأمور بهذا الشكل. إنها مباراتي الأخيرة في صفوف المنتخب”. وأضاف “أترك تشكيلة مليئة بالمواهب وستقول كلمتها في المستقبل من بينها جيجي دوناروما وماتيا بيران (حارس جنوى)”.

وتابع “لا أشعر بالأسى تجاه نفسي بل تجاه الكرة الإيطالية. لقد فشلنا في أمر يعني الكثير. أنا واثق من وجود مستقبل لكرة القدم الإيطالية لأننا شعب يملك كبرياء وتصميما وبعد السقوط نجد دائما وسيلة للنهوض”.

وكان بوفون (39 عاما) يمني النفس بالمشاركة في سادس نهائيات عالمية له لكن غياب إيطاليا عن المونديال للمرة الأولى منذ 60 عاما حال دون ذلك. وكان بوفون الذي خاض 175 مباراة دولية، توج في صفوف المنتخب الإيطالي بطلا للعالم عام 2006 في نسخة ألمانيا.

ويدافع بوفون عن ألوان نادي يوفنتوس حيث خاض في صفوفه 496 مباراة منذ انتقاله إليه قادما من بارما الذي خاض في صفوفه 186 مباراة. ويعتبر بوفون رمزا للمنتخب الذي حمل ألوانه للمرة الأولى قبل 20 عاما، وكان ذلك في مباراة ضمن الملحق الأوروبي المؤهل إلى مونديال فرنسا 1998 ضد روسيا في 29 أكتوبر 1997 حين كان عمره 19 عاما وتسعة أشهر. وأضاف بوفون “أود أن أشكر كيلليني وأندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي الذين لعبت معهم لسنوات عديدة”. وأوضح “الرياضة تعلمك أن تفوز وتخسر كمجموعة، وأن تتقاسم الألم والسعادة، المدرب فينتورا عليه بعض اللوم أيضا”.

خيبة أمل

حذا كل من لاعب وسط روما دانييلي دي روسي وقطب دفاع يوفنتوس أندريا بارزالي حذو قائد فريق “السيدة العجوز” والمنتخب الإيطالي لكرة القدم جيانلويجي بوفون، وأعلنا اعتزالهما اللعب دوليا. وكان بوفون ودي روسي وبارزالي الثلاثي الأخير المتوج بلقب كأس العالم مع إيطاليا عام 2006، الذي لا يزال يلعب على أعلى مستوى.

وقال بارزالي (36 عاما و73 مباراة دولية) “إنها أكبر خيبة أمل في حياتي من وجهة نظر رياضية. إنها خيبة أمل استثنائية. تكرار هذه المجموعة أمر صعب جدا، لا أجد الكلمات للتعبير عن ذلك”.

وأضاف “حقبة تنتهي وأخرى تفتح بلاعبين شباب لديهم رغبة كبيرة”. من جهته، أكد دي روسي (34 عاما) اعتزاله اللعب دوليا بعد 117 مباراة مع المنتخب الإيطالي. وقال “أتدرب منذ 16 أو 17 عاما في كوفيرتشيانو (مركز التدريبات الخاص بالمنتخب الإيطالي). وأعتقد أنني خلعت هذا القميص للمرة الأخيرة، الأمر مؤلم”. وتابع “بعد المباراة، كانت هناك أجواء جنائزية”.

من جانبه قرر كارلو تافيكيو، رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، منح نفسه مهلة 48 ساعة للتفكير في مستقبله بعد إخفاق منتخب البلاد الأول في التأهل إلى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. وكشفت وسائل الإعلام الإيطالية أن تافيكيو لم يصدر أي تصريحات عقب فشل إيطاليا في التأهل للمونديال. ومن جانبه، اعتذر المدير الفني للمنتخب الإيطالي، جيان بيرو فينتورا، لجماهير بلاده، ولكنه في الوقت نفسه لم يشر إلى إمكانية رحيله عن منصبه.

وقال المدرب الإيطالي في تصريحات صحافية “ماذا عن المستقبل؟ سأتحدث مع تافيكيو وسنصل إلى اتفاق”. ورغم ذلك، تكهنت مختلف الصحف الإيطالية بأن المدرب سيتقدم باستقالته بعد إخفاق “الآتزوري” في التأهل لكأس العالم. دفع الخروج الصادم للمنتخب الإيطالي الأول لكرة القدم “الآتزوري” من تصفيات بطولة كأس العالم 2018 على يد المنتخب السويدي الصحف الإيطالية إلى إطلاق عناوين شديدة اللهجة معربة عن أسفها لعدم تأهل منتخب البلاد إلى المونديال.

“إيطاليا، هذه هي نهاية العالم، نحن خارج المونديال”، كان هذا هو العنوان الذي اختارته صحيفة “لاغازيتا ديلو سبورت” الإيطالية في نسختها الإلكترونية على الإنترنت لوصف إخفاق منتخب إيطاليا في الوصول إلى المونديال، كما وضعت بجوار العنوان صورة لثلاثة لاعبين يفترشون أرضية الملعب عقب التعادل السلبي المخيب مع المنتخب السويدي.

مدرب منتخب إيطاليا، جيان بيرو فينتورا، اعتذر للجماهير، ولكنه في الوقت نفسه لم يشر إلى إمكانية التنحي عن منصبه

وأعرب حارس المرمى الإسباني المخضرم، إيكر كاسياس، عن دعمه لنظيره الإيطالي جيانلويجي بوفون، وبعث له برسالة على مواقع التواصل الاجتماعي. جاء ذلك بعد أن أعلن بوفون، بينما تنهمر الدموع من عينيه، اعتزاله اللعب الدولي، بعد إخفاق منتخب إيطاليا في التأهل لمونديال 2018 في روسيا.

وكتب كاسياس، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي “أرغب في رؤيتك كأسطورة، لا يعجبني مطلقا أن أراك هكذا”. وتابع كاسياس “أود رؤيتك مثلما كنت دائما حتى هذه اللحظة، أسطورة، فخور بمعرفتك واللعب أمامك مرات كثيرة. مازال عليك أن تبث البهجة في كرة القدم يا صديقي”.

وكان بوفون، الذي سيكمل في يناير المقبل، عامه الـ40، قد غلبته دموعه، بعد فشل منتخب بلاده في التأهل للمونديال لأول مرة منذ عام 1958.

تحقيق الأهم

حقق المنتخب السويدي لكرة القدم الأهم بانتزاعه تعادلا سلبيا ثمينا من مضيفه الإيطالي، وحجز بطاقته إلى النهائيات حارما الأخير من التواجد فيها للمرة الأولى منذ 60 عاما. وهي المرة الثانية عشرة التي تبلغ فيها السويد العرس العالمي في تاريخها والأولى منذ 2006 في ألمانيا، فيما فشلت إيطاليا بطلة العالم 4 مرات في التأهل للمرة الثالثة بعد عام 1930 عندما قررت عدم المشاركة في النسخة الأولى في الأوروغواي. وأصبحت السويد المنتخب الأوروبي الثاني عشر المتأهل إلى نهائيات روسيا.

ولحقت سويسرا وكرواتيا بالمنتخبات التسعة التي تأهلت مباشرة عن القارة الأوروبية وهي فرنسا والبرتغال وألمانيا بطلة 2014 وصربيا وبولندا وإنكلترا وإسبانيا وبلجيكا وإيسلندا، والمنتخبان الكرواتي والسويسري اللذان تأهلا عن مباراتي الملحق الأوليين.

23