نجوم الكرة السورية ينتشرون في الملاعب المصرية

فتح قرار اتحاد كرة القدم المصري، والذي يقضي بمعاملة اللاعبين السوريين والفلسطينيين معاملة المصريين وليسوا كأجانب، الباب على مصراعيه أمام نجوم الكرة السورية لخوض تجربة احتراف في مصر، وتحوّل الأمر إلى ظاهرة بعد وجود أكثر من لاعب ضمن ناد من أندية الدوري الممتاز في الموسم الجديد، فضلا عن لاعبين آخرين في أندية الدرجة الثانية.
الاثنين 2017/09/11
العجان والشبلي مع رئيس الزمالك

القاهرة – على غرار الدوريات الأوروبية، التي لا يتعامل فيها اللاعب الأوروبي معاملة الأجنبي في نظام الاحتراف، أقر الاتحاد المصري لكرة القدم، برئاسة هاني أبوريدة، في لائحة شؤون اللاعبين للموسم الكروي الجديد، اعتبار اللاعب السوري أو الفلسطيني، مثل اللاعب المصري، مع السماح للأندية بالتعاقد مع لاعبين اثنين فقط كحد أقصى.

قامت الأندية المصرية بالتعاقد مع عدد من اللاعبين السوريين، ممن تألقوا في الدوري السوري المحلي أو المحترفين في دوريات عربية أخرى، وأشاد خبراء الكرة بهذه الخطوة، لكونها تتيح لعدد من اللاعبين السوريين الاحتكاك مع مستويات كروية مختلفة، وهو ما يعتبر مدخلا جديدا لتواجد لاعبي سوريا في دوريات أخرى.

أسهمت الأزمات الطاحنة التي تمر بها سوريا، في رحيل لاعبي الكرة إلى أماكن متفرقة، وتمنى البعض عدم استغلال الأندية لهذه الأزمات، وبخس اللاعبين حقوقهم المادية، أو أن يكون ضعف عقودهم هو الدافع الرئيسي وراء التعاقد معهم، في وقت تعتبر آراء أخرى أن هذه الخطوة جاءت متأخرة، وكان لا بد من التبكير بها لإنقاذ الكرة السورية.

وكان نادي الزمالك صاحب النصيب الأكبر في صفقات اللاعبين السوريين خلال موسم الانتقالات الصيفية، في يوليو وأغسطس الماضيين، وأتم مسؤلو الزمالك التعاقد مع ثلاثة لاعبين هم، مدافع النفط العراقي، علاء الشبلي، الذي وقع عقدا مدته ثلاثة مواسم في صفقة انتقال حرة، وظهر اللاعب بمستوى متميز مع النفط خلال البطولة العربية التي استضافتها القاهرة مؤخرا. كما تعاقد الزمالك أيضا مع الظهير الأيسر لنادي الوحدة السوري، مؤيد العجان وزميله خالد المبيض، واستقر النادي على إعارة الشبلي إلى أي ناد مصري يطلب ضمه، بينما يبقي النادي على اللاعبين الآخرين، العجان والمبيض، وفقا للائحة.

ومن جهته نجح النادي الأهلي في التعاقد رسميا مع المدافع السوري، عبدالله الشامي، لثلاثة مواسم مقبلة في صفقة انتقال حرة، بعد فسخ اللاعب تعاقده مع نادي الصفا اللبناني، ويحتاج الأهلي إلى خدمات اللاعب بعد رحيل مدافعه أحمد حجازي إلى ويست بروميتش الإنكليزي.

انتقال حر

بخلاف قطبي الكرة المصرية، تعاقد نادي الداخلية مع مهاجم المنتخب السوري، محمد درويش، بينما لم تستفد بقية أندية الدوري من هذا القرار، وفسخ نادي سموحة تعاقده مع الثنائي مؤيد الخولى ونصوح النكلي، وتراجع الإنتاج الحربى عن ضم اللاعبين محمد حامد (ميدو) وعلي شبيب.

النجم السوري عبدالفتاح الآغا يرى أن احتراف اللاعبين السوريين بالدوري المصري سيعود بالنفع على منتخب بلاده

وربما تعاود هذه الأندية التفكير في الأمر مرة أخرى، مع انطلاق موسم الانتقالات الشتوية في يناير المقبل، خصوصا أن التعاقد مع اللاعبين السوريين لا يكلف خزائن الأندية أموالا كثيرة، إذا قورنت بصفقات اللاعبين الأفارقة.

وكان لعدد من اللاعبين السوريين تجارب سابقة في الدوري المصري، أبرزها اللاعب مهند البوشي، الذي احترف في صفوف نادي الترسانة، في أواخر التسعينات من القرن الماضي، وحصل البوشي على لقب أفضل لاعب أجنبي موسم (2001-2002)، ومن بعده يأتي اللاعب عبدالفتاح الآغا، الذي لعب لناديي وادي دجلة والجونة.

وقبل ذلك بعشرات السنين، خاض اللاعب عبدالعليم عبدالرازق الشهير بـ”كولكو” تجربة احتراف في نادي الزمالك لمدة موسمين، بدأها عام 1971، بعد انضمام مواطنه أحمد عزام إلى صفوف فريق نادي السكة الحديد، أحد أشهر الأندية المصرية في فترة ستينات القرن الماضي، ولعب عزام في مصر موسما واحدا عام 1961.

بالنظر إلى هذه التجارب، وباستثناء مهند البوشي، لم يترك أغلب اللاعبين السوريين البصمة التي تمنحهم مساحة جيدة في ذاكرة الجماهير المصرية، العاشقة لكرة القدم، إلا أن التجربة هذه المرة مختلفة، بسبب الظروف التي تمر بها سوريا، والتي تعد الدافع وراء تألق لاعبيها لإثبات الذات، ومن ثم العودة بالنفع على المنتخب السوري، الذي حقق نصف معجزة التأهل لمونديال روسيا 2018، عقب صعوده إلى الملحق المؤهل للمونديال، ويواجه خلاله منتخب أستراليا لحسم البطاقة الأخيرة.

فرصة للتألق

فند السوري عبدالفتاح الآغا، مهاجم وادي دجلة والجونة السابق، هذه التجربة وقال لـ”العرب”، إن اللاعب السوري يلج ملعبا جديدا من خلال الدوري المصري، يتيح أمامه فرصة الظهور والانتشار، كي يفتح الباب أمام زملائه لمواصلة المشوار الاحترافي.

وأشاد الآغا بقرار اتحاد الكرة المصري، خصوصا وأنه عانى من صعوبات كثيرة بسبب قيده كلاعب أجنبي، ولفت إلى أن درايته بطبيعة الكرة في مصر، دفعت بعض وكلاء اللاعبين أن يسألوه عن مستوى اللاعبين السوريين لجلب أفضلهم إلى الأندية المصرية.

وأضاف، أنه يمكن تناول هذه التجربة من زاويتين، أولاهما تتعلق باستفادة اللاعبين وهو ما سيتحقق فعليا، لأن الدوري المصري كبير بأنديته ويتمتع بجماهيرية عريضة، وتمنى ألا تخفض أسعار عقود مواطنيه، أو أن يقبلوا بأي عروض ضعيفة، خاصة أن هناك أندية تتعاقد مع بعض اللاعبين بأسعار زهيدة، ثم تعيد بيعهم في صفقات مادية ضخمة.

ويرى أن احتراف اللاعبين السوريين بالدوري المصري سيعود بالنفع على منتخب بلاده، لكنه يخشى تفريغ الأندية المحلية من اللاعبين المهمين، ما يؤدي إلى تراجع مستوى الدوري المحلي، وهذا يتطلب ضخ دماء جديدة وبناء قاعدة من الناشئين، لسد فراغ كبير يتركه اللاعبون الراحلون. واختتم لاعب وادي دجلة السابق قائلا “إن اللاعبين السوريين، سيتأقلمون سريعا في الدوري المصري”، وتمنى أن يكرر بعضهم النجاح المبهر الذي حققه عمر السومة مع الأهلي السعودي، وعمر خريبين مع الهلال السعودي، والثنائي يعتبر خير سفيرين للكرة السورية حاليا.

22