كريستيانو رونالدو يلعب دور المنقذ لريال مدريد في دوري أبطال أوروبا

مدريد - يواجه باريس سان جرمان الفرنسي مهمة صعبة في قلب تخلفه ذهابا أمام ريال مدريد الإسباني في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد أن خالف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو جميع التوقعات التي قالت بأن شهيته التهديفية تراجعت في الآونة الأخيرة، بتسجيله هدفين ليقود فريقه إلى فوز 3-1 قبل موقعة الإياب بعد ثلاثة أسابيع في باريس.
وكانت المباراة المرتقبة مواجهة بين رونالدو أفضل لاعب في العالم وخليفته المنتظر البرازيلي نيمار، لكن البرتغالي ابن الثالثة والثلاثين تفوق بشكل واضح وبات أول لاعب يسجل 100 هدف في دوري أبطال أوروبا في صفوف الفريق ذاته.
وسجل رونالدو هدفين أحدهما من ركلة جزاء ليساهم في قلب فريقه تخلفه 0-1 إلى فوز 3-1 مع إضافة البرازيلي مارسيلو للهدف الثالث. وقال رونالدو الذي توج أفضل لاعب في المباراة “ريال مدريد يعشق دوري الأبطال ونحن كلاعبين نشعر بهذا الأمر على أرضية الملعب”.
وأضاف “سارت الأمور بشكل جيد من خلال تسجيلي هدفين ومساعدة فريقي على الفوز لكننا ندرك تماما أن النتيجة لم تحسم بعد”. وسجل رونالدو 11 هدفا هذا الموسم في البطولة القارية في 7 مباريات فقط.
في المقابل، اعترف نيمار بأن فريقه ارتكب “أخطاء في بعض الأوقات”، وأضاف “لم نكن ناضجين بما فيه الكفاية في نهاية المباراة”. وتابع “لم نلعب بطريقة سيئة لكني أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون أفضل إذا أردنا إخراج ريال مدريد”. وحذر مدرب ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان من أن فريقه سيعاني في مباراة الإياب وقال “نستطيع أن نحتفل. يجب أن نشعر بالرضا والاستمتاع بما قدمناه”.
لكنه أضاف “ثمة مباراة ثانية تنتظرنا ويتعين علينا أن نلعب بقتالية عالية. ندرك تماما أننا سنعاني”.
وعانى ريال مدريد كثيرا خلال مواجهته لسان جرمان الذي كان الطرف الأفضل لا سيما في الدقائق العشرين الأولى من الشوط الثاني، قبل أن ينهار في أواخر المباراة لفشله في التأقلم مع التغيير الذي قام به زيدان بإشراك الجناح السريع ماركو أسنسيو. ولا شك أن زيدان سيلقى الكثير من الإشادة لهذه الخطوة لأن أسنسيو كان صاحب التمريرتين الحاسمتين للهدفين المتأخرين لفريقه، الأولى عندما مرر كرة عرضية داخل المنطقة ليتابعها رونالدو بركبته، والثانية بتمريرة مماثلة إلى مارسيليو الذي أطلقها قوية داخل الشباك.
ضغوط شديدة
خاض زيدان المباراة وسط ضغوط شديدة نظرا لتواضع نتائج فريقه في الدوري المحلي حيث يتخلف بفارق شاسع عن غريمه التقليدي برشلونة، وخرج على يد جاره المتواضع ليغانيس من مسابقة الكأس، وبالتالي لم يتبق له سوى دوري الأبطال لإنقاذ موسمه وربما مستقبله. وبعد المباراة أشاد زيدان برونالدو قائلا “مع رونالدو، من الصعب دائما تكرار الأمر ذاته. لقد أثبت مرة أخرى أنه يتواجد دائما في المناسبات الكبرى”.
ويسعى زيدان لقيادة ريال مدريد إلى إحراز اللقب للمرة الثالثة تواليا وهو إنجاز حققه بايرن ميونيخ للمرة الأخيرة عام 1976، والمرة الثالثة عشرة في تاريخه، في حين يتطلع باريس سان جرمان إلى أن يصبح ثاني فريق فرنسي يحرز اللقب بعد مرسيليا عام 1993.
دافع الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد الإسباني، عن القيمة الكبيرة التي يمثلها ناديه في عالم كرة القدم، مؤكدا أن النادي الملكي فاز بـ12 لقبا في البطولة الأوروبية وأن هذا يجب أن يكون لسبب ما. وقال زيدان “اللاعبون يعرفون ما ننافس عليه ونرغب في أن نبرهن دائما أن هذا النادي -وهذا الفريق- له قيمة لا تنتهي”. وأضاف “يمكننا الآن أن نكون سعداء، لقد لعبنا بشكل جيد من البداية حتى النهاية، حققنا نتيجة جيدة ويجب تهنئة الفريق كله”.
مدرب سان جرمان أوناي إيمري يتعين عليه تخطي ريال مدريد ليبقى في منصبه لكنه اتخذ بعض القرارات غير الصائبة
ولم يتطرق زيدان إلى الحديث عن حكم اللقاء، جيانلوكا روتشي، الذي اتهمه أوناي إيمري المدير الفني لباريس سان جرمان بالتسبب في خسارة فريقه للمباراة. واستطرد زيدان قائلا “لن أتحدث عن هذا، علينا أن نكون سعداء بما قمنا به أمام منافس جيد للغاية، لقد حققنا فوزا جيدا”.
واعترف زيدان بصعوبة مباراة العودة في العاصمة الفرنسية باريس، وقال “نعرف أن العودة ستكون معقدة وصعبة للغاية، على أي حال عندما تلعب خارج الديار يمكن لأي شيء أن يحدث، ندرك مدى صعوبة مباراة العودة وعلينا أن نكون فخورين بالفريق كله”.
في الطرف المقابل أشار الإسباني أوناي إيمري، المدير الفني لنادي باريس سان جرمان الفرنسي بأصابع الاتهام إلى حكم اللقاء. وأوضح إيمري أن حكم اللقاء لم يتخذ قرارات “متزنة”، وقال في بداية المؤتمر الصُّحفي الذي أعقب المباراة “لقد لعبنا مباراة جيدة ولم نستحق هذه النتيجة، المباراة حسمت بتفاصيل صغيرة والحكم لم يساعدنا، هذه النتيجة ستجعلنا ننظر إلى الأمور بشكل مختلف، إنها نتيجة سيئة ولكنها غير مستحقة وعلينا أن نكون متفائلين من أجل مباراة العودة”.
وأطلق إيمري سهام انتقاداته ضد حكم اللقاء، حيث أشار قائلا “ركلة الجزاء التي احتسبت ضدنا لم تكن واضحة وكانت هناك لمسة يد على سيرجيو راموس، لقد اتخذ (الحكم) قرارات أضرت بنا، لم تكن قراراته متزنة، سنرى ما إذا كانت الأمور ستسير في باريس على نحو مختلف”. وتحدث إيمري عن خروجه أمام برشلونة في نفس الدور من البطولة الأوروبية في الموسم الماضي، وذكر قائلا “إنها (الأمور) تتكرر، لسنا محظوظين، الحكم كان أقرب إلى ريال مدريد، لم يتعامل بنفس المعايير”.
ويتعين على مدرب سان جرمان أوناي إيمري تخطي ريال مدريد ليبقى في منصبه لكنه اتخذ بعض القرارات غير الصائبة من خلال استبعاد قائد الفريق وقطب الدفاع ثياغو سيلفا وإبقاء الجناح الأرجنتيني أنخل دي ماريا، المتألق في الآونة الأخيرة، على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين حتى بعد إخراج الهداف الأوروغوياني إدينسون كافاني منتصف الشوط الثاني.
مواصلة التألق
في لقاء آخر واصل ليفربول تألقه بقميصه الثالث بعد انتصاره 5-0 على بورتو في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا ليحقق انتصاره الخامس في ست مباريات عند ارتداء القميص البرتقالي اللامع وأحرز 24 هدفا في هذه المباريات. وكانت المباراة الأولى في الانتصار الساحق 7-0 على ماريبور في دور المجموعات بدوري الأبطال وهو أكبر فوز للفريق خارج أرضه في البطولات الأوروبية.
ومرتديا القميص البرتقالي واصل ليفربول تألقه بانتصارين برباعية على وست هام يونايتد وثلاثية على ستوك سيتي في الدوري الإنكليزي.
ويملك محمد صلاح رقما مميزا إذ أحرز ثمانية أهداف في خمس مباريات بهذا القميص وسجل هدفه الـ22 في الدوري إثر الانتصار 2-0 على ساوثهامبتون.
وهز مهاجم مصر الشباك مرة أخرى مع ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو في الفوز على بورتو إذ سجل اللاعب السنغالي ثلاثية ليقترب ليفربول من دور الثمانية. ورغم وجود جدل بين المشجعين حول شكل القميص البرتقالي فإنه لا يوجد شك في أن الفريق نفسه يشعر بالراحة إذ بلغ معدله أربعة أهداف في المباراة الواحدة عند ارتداء القميص الثالث.