يوروبا ليغ فرصة مانشستر يونايتد الوحيدة لإنقاذ موسمه

وصلت بطولة الدوري الأوروبي إلى مرحلة دور الثمانية، وتقام اليوم الخميس أربع مباريات في مرحلة الذهاب. وستكون المواجهة الأبرز في هذا الدور تلك التي تجمع بين ليون الفرنسي وضيفه مانشستر يونايتد. وسوف يسعى ليون إلى مواصلة طريقه في المسابقة، بعدما اجتاز ستيوا بوخارست الروماني، في حين يأمل عملاق إنجلترا في متابعة سعيه نحو إنقاذ موسمه الكارثي.
لندن - يأمل مانشستر يونايتد الإنجليزي في مواصلة سعيه نحو إنقاذ موسمه الكارثي عندما يواجه مضيفه ليون الفرنسي الخميس في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” لكرة القدم. ويسافر “الشياطين الحمر” إلى ليون قبل الإياب في ملعب “أولد ترافورد” في 17 هذا الشهر، وذلك في أول مواجهة بين الفريقين وتحديدا منذ أن منح هدف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مباراة الإياب لدور ثمن النهائي (انتهت مباراة الذهاب 1 – 1) فريقه السابق يونايتد بطاقة العبور إلى ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في طريقه للفوز باللقب عام 2008.
يمرّ يونايتد بفترة صعبة على صعيد النتائج إذ برغم خروجه بنقطة ثمينة جراء تعادله السلبي مع جاره سيتي بطل الأعوام الأربعة الماضية في دربي مانشستر، فإنه يحتل المركز الـ13 في الدوري الممتاز. ودفعت هذه النتائج مدربه البرتغالي روبن أموريم إلى إطلاق ناقوس الخطر مصرحا بأن على “فريقي التطور في جميع النواحي”، في حين يتحضر لإنهاء أسوأ موسم له في السنوات الـ35 الأخيرة.
فرصة وحيدة
أموريم يواجه منافسا مألوفا وهو مدرب ليون مواطنه باولو فونسيكا الذي قاد فريقه لتحقيق 8 انتصارات في مبارياته الـ10 الأخيرة
وتمنح “يوروبا ليغ” يونايتد فرصته الوحيدة للعودة إلى المسابقات القارية في العام المقبل، حيث إن الفشل في رفع الكأس في ملعب “سان ماميس” في مدينة بلباو الإسبانية الشهر المقبل ستكون له ارتدادات كارثية على الصعيد المالي. وقال أموريم البالغ 40 عاما “ليس هذا هو أهم شيء بالنسبة لمانشستر يونايتد، فلدينا الكثير لنفعله، ولكن كما ترون، الدوري الأوروبي مهم جدا هذا الموسم.” وأضاف “يمكننا التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، والفوز بلقب، لذا سنبذل قصارى جهدنا للوصول إلى الدور التالي.”
ومن المتوقع أن يكلّف الفشل في التأهل إلى بطولة أوروبية كبرى فريق يونايتد ما لا يقل عن 127.6 مليون دولار، ما يزيد الضغوط في وقت أصبحت فيه المساحة المالية للنادي محدودة على وقع تدابير خفض التكاليف. وأقرّ أموريم الأسبوع الماضي الذي تعاقد مع يونايتد في نوفمبر العام الماضي بدلا من الهولندي إريك تن هاغ المقال من مهامه بأن الوقت لم يكن في صالحه “نعاني كثيرا لنجعل العام المقبل أفضل بكثير، وهذا هو هدفنا. نحن في عجلة من أمرنا.” ويعوّل يونايتد على قائده البرتغالي برونو فرنانديز الذي سجل ثلاثية “هاتريك” في الفوز على ريال سوسييداد الإسباني 4 – 1 في إياب ثمن النهائي بعد تعادلهما 1 – 1 ذهابا.
موقف غريب
ويواجه أموريم منافسا مألوفا هذا الأسبوع وهو مدرب ليون مواطنه باولو فونسيكا الذي قاد فريقه لتحقيق 8 انتصارات في مبارياته الـ10 الأخيرة على الرغم من الوضع الغريب المتمثل في غيابه عن دكة المدربين في “ليغ1” وذلك بسبب الإيقاف. تم إيقاف فونسيكا في الدوري حتى نوفمبر المقبل بعدما فجّر جام غضبه في وجه أحد الحكام الشهر الماضي، إلّا أن عقوبة الإيقاف لا تنطبق على مسابقة الدوري الأوروبي.
تعاقد ليون مع فونسيكا في أواخر يناير بعد إقالته من ميلان الإيطالي، وقد حظي بدعم الأميركي جون تكستور، مالك النادي الفرنسي رغم عجزه عن أداء دوره على أكمل وجه. لم يؤثر غيابه عن الملعب بشكل كبير على ليون الذي يحتل المركز الخامس في الدوري ويسعى للعودة إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ وصوله إلى نصف نهائي المسابقة القارية الأم في موسم 2019 – 2020. ويمرّ ليون بالضائقة المالية ذاتها التي يعاني منها يونايتد، حيث حذّرت هيئة الرقابة المالية الفرنسية في كرة القدم بطل الدوري سبع مرات في وقت سابق من الموسم من هبوطه في حال عدم اتخاذ إجراءات حاسمة لسداد ديونه.
قد يؤدي ذلك إلى رحيل جناحه الشاب الجزائري الأصل ريان شرقي (21 عاما) الذي يتألق بشكل كبير منذ فشل صفقة انتقاله إلى بوروسيا دورتموند الألماني في السوق الشتوي، مُسجّلا هدف الفوز بعد دخوله احتياطيا أمام ليل 2 – 1 في المرحلة الثامنة والعشرين السبت عقب إصابة الجناح الغاني إرنست نواماه بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي. وقال شرقي الساعي لقيادة ليون في مشواره الأوروبي، بدءا من زيارة يونايتد “سنلعب بثقة ونسعى للفوز. نحن مُستعدون. لقد انتظرنا هذا طويلا. ستكون معركة بين الرجال وعلينا خوض غمار الحرب.”
إثارة وتشويق
وفي مباراة أخرى، يستضيف توتنهام الإنجليزي منافسه آينتراخت فرانكفورت الألماني، في مباراة لن تخلو من الإثارة. ونجح توتنهام في اجتياز عقبة ألكمار الهولندي في دور الستة عشر، حيث خسر ذهابا بهدف نظيف، قبل أن يفوز إيابا 1 – 3 ويتأهل لدور الثمانية. ومثل مواطنه مانشستر يونايتد، لا يمر توتنهام بظروف مثالية في بطولة الدوري، حيث يحتل المركز الرابع عشر، ولا يلقى أداء الفريق تحت قيادة مدربه الأسترالي آنجي بوستيكوغلو إعجاب الجماهير ولا النقاد.
على الجانب الآخر، يحتل فرانكفورت المركز الثالث في الدوري الألماني، وكان قد حقق انتصارا كبيرا على أياكس الهولندي في مجموع مباراتي الذهاب والإياب في دور الستة عشر بنتيجة 2 – 6. ويلتقي رينجرز الأسكتلندي مع ضيفه أتلتيك بلباو الإسباني ضمن منافسات الدور ذاته.
واجتاز رينجرز عقبة فناربخشة التركي ومدربه الشهير جوزيه مورينيو بضربات الترجيح في الدور الماضي، ليواجه بلباو الذي فاز على روما الإيطالي 3 – 1 في إياب دور الستة عشر، بعدما كان خسر ذهابا في إيطاليا بهدف مقابل اثنين. كما يحل لاتسيو الإيطالي ضيفا على بودو جليمت النرويجي، وهو من مفاجآت البطولة هذا الموسم. وعلى عكس لاتسيو الذي تصدر ترتيب مرحلة الدوري وتأهل مباشرة لدور الستة عشر، كان على بودو جليمت أن يشارك في ملحق دور الستة عشر، حيث تغلب على تفينتي الهولندي في الملحق، ثم أطاح بأولمبياكوس اليوناني في دور الستة عشر ليتأهل لدور الثمانية.