ولادة أسطورة زيدان عام 1998

باريس - شهد العالم في 12 يوليو 1998 ولادة أسطورة الفرنسي زين الدين زيدان. صانع الألعاب الفذّ منح بكرتين رأسيتين، لقب كأس العالم في كرة القدم لفرنسا على أرضها. بعد 20 عاما، لم يتوقف الجزائري الأصل عن المفاجأة.
كان ستاد دو فرانس على موعد. نهائي مرتقب بين فرنسا والبرازيل حاملة اللقب. أي عنوان أكبر من هذا لتحقيق المجد؟ بعد بداية مخيبة لكأس العالم وبطاقة حمراء للاعب الحامل الرقم 10 في مباراة ضد السعودية، عرف لاعب يوفنتوس الإيطالي (في حينه) أين يضرب ومتى. وقال زيدان “حياتي انقلبت رأسا على عقب بعد تلك المباراة".
في السادسة والعشرين من عمره، تحول زيدان إلى معبود للجماهير الفرنسية التي هتفت باسمه على جادة الشانزيليزيه ورفعت صورته على قوس النصر في قلب باريس، وصولا الى المطالبة به رئيسا للجمهورية!
تدريب “الديوك” هو المسار المرجح للفرنسي الذي اختار في 31 مايو الماضي، أن يعلن رحيله عن تدريب ريال مدريد الإسباني بعدما قاده إلى إحراز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة تواليا، ليصبح أول مدرب في التاريخ يحقق إنجازا مماثلا. اختار “زيزو” الخروج من الباب العريض، كما دخل تاريخ كرة القدم من باب النجومية في نهائي كأس العالم.
شارة القائد
بعد خيبة الخروج من الدور الأول في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 في ظل غيابه عن المباراتين الأوليين بسبب إصابة تعرض لها قبل نحو أسبوع على انطلاق البطولة، عاد زيدان في 2006 حاملا شارة القائد، وعازما على إنهاء مسيرته الكروية بأفضل شكل ممكن في مونديال ألمانيا.
"زيزو اختار الخروج من الباب العريض، كما دخل تاريخ كرة القدم من باب النجومية في نهائي كأس العالم
قاد زيدان فرنسا إلى النهائي، وقدم خلال البطولة لمحات عبقرية، لا سيما في ربع النهائي ضد البرازيل (1-0) عندما راوغ لاعبي السيليساو بطول الملعب وعرضه، وصنع من ضربة حرة، تمريرة حاسمة لهدف تييري هنري.
إلا أن الأمور لم تصل إلى خواتيمها السعيدة. في المباراة النهائية ضد إيطاليا، وبدلا من أن يرفع زيدان كأس العالم، رفعت في وجهه البطاقة الحمراء بعد “نطحة” شهيرة وجهها إلى صدر المدافع الإيطالي ماركو ماتيزارتزي.
التحول الرابح
بعد انقطاع لبضعة أعوام عن كرة القدم، عاد زيزو المتجدد في العام 2011، وهذه المرة من بوابة الإدارة الرياضية للنادي الذي أنهى في صفوفه مسيرته كلاعب: ريال مدريد الإسباني. تدرّج النجم السابق في أرض الملعب، في مسار التأقلم مع الحياة على أطراف العشب الأخضر. قرر أن يخطو نحو التدريب خطوة خطوة. في 2014 أصبح مساعدا لمدرب الفريق الأول الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ولم يتأخر في حصد النجاح مع تتويج الفريق في نهاية الموسم بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخه.
في 2016، دفع رئيس النادي فلورنتينو بيريز بزيدان إلى واجهة المشهد على نحو غير متوقع مديرا فنيا للفريق الأول خلفا لرافائيل بينيتيز. لم يتأخر الفرنسي في حصد الثمار في رحلة إثبات الجدارة بعد توليه، من دون خبرة تدريبية تذكر، مسؤولية أحد أبرز الأندية في العالم وأكثرها تطلبا. بعد أشهر، قاد ريال مدريد إلى لقبه الحادي عشر في دوري الأبطال، ولم يتخل عنه منذ ذلك الحين. في أقل من ثلاثة أعوام، صنع زيدان للريال فترة من الأنجح في المسيرة التاريخية للنادي، حيث حصد لقب الدوري ودوري الأبطال ثلاث مرات وكأس العالم للأندية مرتين.
اختلف زيدان المدرب عن زيدان اللاعب أمام وسائل الإعلام. بات يتقن لعبة الكاميرات والتصريحات، وتوزيع الابتسامات وتمرير الرسائل. على رغم نجاحاته كمدرب، بقي زيدان يلاقي انتقادات بعض المعلقين الذين يعتبرون أنه ليس “تكتيكيا” ناجحا.
زميله السابق في المنتخب مارسيل دوسايي يخالف المشككين الرأي. ويقول إن زيدان هو على عكس ما يعتقد الجميع “هو انطوائي إلا أنه متحفز للغاية، طموح للغاية”. يضيف “لا أعتقد أن ثمة أحدا يمكنه القول إنه لم يفاجأ بمسيرته. يكذب من يقول إنه كان يعرف إنه سيحقق نجاحا على هذا المستوى”.