وكالة الأدوية الأوروبية توافق على علاجين لكورونا قائمين على الأجسام المضادة

تعمل الأجسام المضادة الأحادية النسيلة المنتجة في المختبر على منع العامل الممرض من غزو الخلايا البشرية، ما يقلل من انتشار الفايروس.وتعد العلاجات المعتمدة على الأجسام المضادة الأحادية النسيلة “أم.أي.بي” من العلاجات الأكثر فاعلية في القضاء على فايروس كورونا، لذلك وافقت وكالة الأدوية الأوروبية على علاجين لكوفيد ـ 19 قائمين على هذه الخاصية.
باريس- أعطت وكالة الأدوية الأوروبية الضوء الأخضر لاستخدام علاجين لكوفيد – 19 قائمين على الأجسام المضادة، من شأنهما أن يساعدا في منع ظهور أعراض شديدة على المصابين بالوباء.
ووافقت الوكالة على عقار “رونابريف” الذي طورته شركة “روش” السويسرية العملاقة بالاشتراك مع شركة “ريجينيرون” الأميركية، وآخر يدعى “ريغكيرونا” طورته “سيلتريون” الكورية الجنوبية.
وقالت ستيلا كيرياكيدس مفوضة الصحة في الاتحاد الأوروبي إن الموافقة على العقارين كانت “خطوة مهمة” ضد الفايروس، في ظل اعتماد التكتل حاليا على أربعة لقاحات. وأضافت في بيان “مع ارتفاع إصابات كوفيد – 19 في جميع الدول الأعضاء تقريبا، من المطمئن رؤية العديد من العلاجات الواعدة قيد التطوير كجزء من استراتيجيتنا العلاجية”.
والأجسام المضادة الأحادية النسيلة المنتجة في المختبر عبارة عن بروتينات على شكل Y ترتبط بالانتفاخات التي تنتشر على سطح الفايروس، ما يمنع العامل الممرض من غزو الخلايا البشرية.
وتُعد العلاجات المعتمدة على الأجسام المضادة الأحادية النسيلة “أم.أي.بي” من العلاجات الأكثر فاعلية، وفي هذا النوع من العلاجات يتلقى المريض تركيزات عالية من الأجسام المضادة المصممة خصوصا لمكافحة سارس – كوف – 2، وهو الفايروس المسبب لمرض كوفيد.
وانتشرت هذه العلاجات بشدة في ولايات أميركية مثل فلوريدا، حيث أعداد غير المتلقين للقاح مرتفعة، وحيث كانت الولاية تعاني من تفشٍّ هائل للمتحورة دلتا منذ شهر أغسطس الفارط.
وكان رون دي سانتيس حاكم الولاية قد قلل من أهمية لقاحات كوفيد واصفا تلقيها بأنه اختيارٌ شخصي ليست له آثارٌ واسعة على المجتمع، وأشاد بالأجسام المضادة الأحادية النسيلة، مشيرا إلى أنها أفضل ما يمكنهم فعله لتقليل أعداد الأشخاص الذين يحتاجون إلى دخول المستشفيات.
ويزعم المسؤولون بالقطاع الصحي أن التلقيح طريقةٌ أفضل لتجنُّب الحاجة إلى مثل هذه العلاجات من الأساس، لكن الأجسام المضادة الأحادية النسيلة تظل فعالة عند إعطائها للمريض في بداية العدوى.
وتعمل اللقاحات على تدريب أجهزة المناعة على إنتاج مثل هذه الأجسام المضادة أيضا، لكن بعض الأشخاص، بمن فيهم كبار السن والذين يعانون من نقص المناعة، لا يستجيبون جيدا للقاحات، وتستفيد هذه الفئات أكثر من “التطعيم السلبي”، حيث يتم توصيل الأجسام المضادة مباشرة.
وفي دراسة رصدية، أبلغ باحثو مايو كلينك بالولايات المتحدة أن مزيج عقار كاسيريفيماب وإيميفيماب، علاجان بالأجسام المضادة أحادية النسيلة بموجب إذن الاستعمال الطارئ من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يقي المرضى مرتفعي الخطورة من الدخول إلى المستشفى عند الإصابة المعتدلة إلى المتوسطة بفايروس كورونا المستجد.
وسجَّل حوالي 1400 مريض من مايو كلينك في الدراسة، 696 منهم حصلوا على مزيج الدواء بين ديسمبر 2020 وأوائل أبريل، وهناك مجموعة مساوية أخرى لم تتلقاه. وتم تقييم حالتهم بعد 14 و21 و28 يوما بعد العلاج. وفي كل مرحلة من المراحل المذكورة، كانت أعداد الدخول إلى المستشفى أقل بكثير في المجموعة الخاضعة للعلاج.
وفي اليوم الرابع العشر، كان 1.3 في المئة من المجموعة الخاضعة للعلاج في المستشفى، في مقابل 3.3 في المئة ممن لم يخضعوا للعلاج. وفي اليوم الحادي والعشرين، دخل 1.3 في المئة فقط من الخاضعين للعلاج إلى المستشفى، في مقابل 4.2 في المئة ممن لم يخضعوا للعلاج.
وفي نهاية الأيام الثمانية والعشرين، دخل 1.6 في المئة من الخاضعين للعلاج إلى المستشفى، في مقابل 4.8 في المئة ممن لم يخضعوا للعلاج، أي أنه يوجد انخفاض في نسبة الدخول إلى المستشفى بين المرضى الخاضعين للعلاج. وبين من دخلوا إلى المستشفى في وقت لاحق، كانت معدلات القبول إلى وحدة العناية المركزة والوفيات منخفضة.
وتشير هذه الدراسة إلى أنه عندما يُصاب المرضى مرتفعو الخطورة من جرّاء مجموعة من الأمراض المصاحبة بحالة معتدلة أو متوسطة من فايروس كورونا المستجد، فإن هذا المزيج من الحُقَن أحادية النسيلة يمنحهم فرصة للتعافي دون الدخول إلى المستشفى. بعبارة أخرى، هم يتعافون بأمان في المنزل، كما يقول رايموند رازونابل أخصائي الأمراض المعدية في مايو كلينك والمؤلف الرئيسي للدراسة.
وسجل الأخصائيون في المركز العلمي الـ27 التابع لوزارة الدفاع الروسية مكملا غذائيا أطلقت عليه تسمية “كوباد”، سيستخدم للوقاية من كوفيد – 19. وصرح بذلك إيغور كيريلوف قائد قوات الوقاية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية، في حديث أدلى به لصحيفة “كراسنايا زفيزدا” الروسية.
وقال كيريلوف “قام المركز العلمي الـ27 في وزارة الدفاع بوضع عينات واعدة من المكملات الغذائية التي تتضمن خلاصة التوت البري، القنفذية، الفوكويدان، التحلل المائي لحبار المحيط الهادئ، وغيرها من المواد ذات الأصل الطبيعي التي تزيد من مقاومة الجسم للفايروسات”.
وأكد أن التجارب أظهرت انخفاض كمية الفايروسات في البلعوم الأنفي في اليوم الثاني من استخدام المكمل الغذائي النشيط بيولوجيا والمسمى بـ”كوفباد”، أما في اليوم السادس فقد انخفضت نسبة تركيزها بمقدار 16 مرة.
وأوضح كيريلوف أنه نتيجة لذلك يتناقص تأثيرها على جسم الإنسان ويمضي المرض قدما بمضاعفات أقل. وأشار إلى أن مركزه الـ48 يقوم بتقييم النشاط المميز لسلاسل مطبقة من الدواء ضد أخطر المتغيرات الوبائية للفايروس التاجي.
الأجسام المضادة الأحادية النسيلة المنتجة في المختبر عبارة عن بروتينات على شكل Y تمنع الفايروس من غزو الخلايا البشرية
ووافق الاتحاد الأوروبي على أربعة لقاحات تحمي من جميع المتحورات المنتشرة في أوروبا، ومنها المتحورة دلتا. وقال مسؤول في الوكالة الأوروبية للأدوية إنه حاليا يبدو أن اللقاحات الأربعة التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي تحمي من جميع المتحورات المنتشرة في أوروبا، ومنها المتحورة سريعة الانتشار دلتا، مشيرا إلى أن المعطيات النابعة عن أدلة واقعية تظهر أن جرعتين من اللقاح تحميان من المتحورة دلتا التي تم رصدها لاول مرة في الهند.
وأجازت وكالة الأدوية الأوروبية استخدام لقاح فايزر- بايونتيك المضاد لفايروس كورونا للأطفال ما بين 12 و15 عاما، ليصبح بذلك أول لقاح يحصل على الضوء الأخضر لتحصين الأطفال في الاتحاد الأوروبي.
وأفاد مدير استراتيجية التطعيم لدى الوكالة ماركو كافاليري الصحافيين “كما كان متوقعا، وافقت لجنة الأدوية البشرية التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية على استخدام لقاح فايزر- بايونتيك للأطفال ولليافعين الذين تبلغ أعمارهم ما بين 12 و15 عاما”.