ورقتا ميرينو ونوانيري.. خطة طوارئ تستر العجز الهجومي لأرسنال

التحول المفاجئ في الأداء الهجومي يطرح تساؤلات حول ما إذا كان المدرب ميكيل أرتيتا قد توصل أخيرا إلى التوليفة الهجومية المثلى.

الاثنين 2025/03/10
قيمة ثابتة

لندن - انتقل أرسنال من العجز عن التسجيل في مباراتين متتاليتين في الدوري أمام وست هام ونوتنغهام فورست، إلى اكتساح آيندهوفن 7-1 في دوري أبطال أوروبا. هذا التحول المفاجئ في الأداء الهجومي، يطرح تساؤلات حول ما إذا كان المدرب ميكيل أرتيتا قد توصل أخيرا إلى التوليفة الهجومية المثلى، خاصة في ظل اضطراره للاعتماد على حلول مؤقتة في الهجوم، مع فشل إدارة النادي في التعاقد مع رأس حربة في ميركاتو الشتاء الماضي.

وشهدت المباريات الثلاث الماضية اعتماد أرتيتا على الثلاثي لياندرو تروسارد، ميكيل ميرينو، وإيثان نوانيري في الخط الأمامي، بعد إصابة كاي هافيرتز، وافتقاد أرسنال خدمات نجومه الأساسيين في الهجوم مثل بوكايو ساكا، غابرييل مارتينيلي، وغابرييل جيسوس.

رغم الانتقادات التي يتعرض لها هافيرتز منذ شغله موقع رأس الحربة، فإن غيابه عن أرسنال يظهر بوضوح مدى أهميته للفريق. وأدى اللاعب الألماني عملا رائعا مع أرسنال، وإن كان البعض يرى أنه ليس المهاجم الذي يمكن أن يقود الفريق إلى التتويج بلقب الدوري الممتاز.

لكن أرتيتا يفضل دائما وجود لاعب متعدد الاستخدامات في الخط الأمامي، وحتى لو لم يكن هافيرتز مهاجما من الطراز الرفيع، فإنه يبقى لاعبا من طينة الكبار. يعتمد أرتيتا على تكتيك يحوّل الظهيرين إلى الداخل لخلق تفوق عددي يمنح الفريق شكل 3-2-5 هجوميا. وبالنسبة لميرينو، الذي صرح بأنه يدرس طريقة لعب هافيرتز، فهو يمتلك غريزة هجومية واضحة، كما ظهر عند تسجيله ثنائية ضد ليستر سيتي. كما أنه تعلم من اللاعب الألماني كيفية التراجع إلى عمق الملعب.

◙ رغم الانتقادات التي يتعرض لها هافيرتز منذ شغله موقع رأس الحربة، فإن غيابه عن أرسنال يظهر بوضوح مدى أهميته للفريق

أمام آيندهوفن، كان لدى أرسنال دائما ما لا يقل عن 3 لاعبين يضايقون حامل الكرة، بما في ذلك ديكلان رايس ومارتن أوديغارد، وهذه التحركات أجبرت المدافعين على التراجع وأحدثت فوضى أمام المرمى، مع تمركز ميرينو كحلقة وصل تسهل حركة زملائه في الهجوم.

وفي حال تم الدفع بريكاردو كالا فيوري في مركز الظهير الأيسر، فمن المحتمل أن ينطلق إلى مناطق هجومية تشبه تمركز المهاجم، ما يمنح أرسنال خيارا إضافيا. وبغض النظر عن التشكيل النهائي في المقابلات المقبلة، فإن ميرينو يؤدي دور هافيرتز، وسيكون عنصرا حاسما في نتيجة المباراة على ملعب أولد ترافورد.

ومن المتوقع في قادم الجولات أن يكون نوانيري الجناح الأيمن، وهي الجبهة التي يفضلها أرسنال عادةً، لميل أفضل لاعبيه للتواجد فيها. لكن في ظل غياب نجوم الفريق، عمل أرسنال على تحقيق توازن أكبر في هجومه. في مواجهة آيندهوفن، كان توزيع الهجمات أكثر تنوعا، بل إن الجبهة اليسرى حصلت على نسبة أكبر من الهجمات على غير المعتاد. هذا التنوع يضع دفاع الخصم في مشكلة أكبر، ويشتتهم بين أكثر من جهة لمحاولة إيقاف خطورة أرسنال.

عادةً ما يلتزم ساكا بالبقاء قريبا من خط التماس على اليمين لفتح المساحات للمتحركين من العمق. أما نوانيري، فقد حصل على حرية أكبر للتحرك إلى الداخل في وقت مبكر من الهجمة. وهذا يعني أن نوانيري يصبح خيارا إضافيا للتمركز في وسط الملعب والتفاعل مع ميرينو، الذي يميل للتراجع قليلا وترك المساحات التي يشغلها عادةً رأس الحربة التقليدي.

وميزة أخرى يتمتع بها نوانيري مقارنةً بساكا هي قدرته على التسديد بكلتا قدميه، إضافة لرغبته في مواجهة المدافعين في مواقف فردية. قد تنجح خطة أرتيتا مجددا، بيد أن أرسنال لن يستعيد كامل عافيته إلا بعودة المصابين، ولن يتمكن من المنافسة في الموسم المقبل دون شراء خدمات رأس حربة حقيقي.

17