ودية هولندا بروفة مميزة للمنتخب الإسباني

يتطلع المنتخب الإسباني إلى استعادة بريقه الهجومي خلال مبارياته المقبلة، وذلك بعد ثلاث مباريات سجل خلالها هدفا وحيدا. لكن منتخب “لاروخا” سيتوجب عليه خوض المباريات الدولية الثلاث المتبقية له في العام الحالي محروما من خدمات مهاجمه الناشئ أنسو فاتي.
مدريد - يستعيد المدربان لويس إنريكي وفرانك دي بور ذكرياتهما في نادي برشلونة عندما يلتقي منتخبا إسبانيا وهولندا لكرة القدم اليوم الأربعاء وديا. وبعد 17 سنة من انتهاء مشوارهما المتزامن مع النادي الإسباني، يلتقي إنريكي ودي بور كخصمين هذه المرة على ملعب “يوهان كرويف” الذي جسّد هوية لعب المنتخب البرتقالي وفريق برشلونة.
وهذه أول مباراة بين المنتخبين منذ خمس سنوات، علما وأن إسبانيا حسمت نهائي مونديال 2010 في الوقت الإضافي، قبل أن تثأر هولندا جزئيا 5-1 في الدور الأول من مونديال 2014.
وسيفقد إنريكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، جهود نجمه فاتي خلال المباريات الثلاث المقبلة له في الأيام القادمة، حيث يحل ضيفا على نظيره الهولندي وديا ثم يحل ضيفا على نظيره السويسري ويستضيف المنتخب الألماني في 14 و17 من الشهر الحالي على الترتيب في مجموعته بدوري أمم أوروبا. وتعرض فاتي إلى إصابة بقطع في غضروف الركبة اليسرى خلال مباراة برشلونة بالدوري الإسباني. ولم يلجأ إنريكي إلى الخيارات المنطقية والمتوقعة لتعويضه وإنما وضع ثقته هذه المرة في ماركو أسينسيو لاعب ريال مدريد.
وخلال آخر ثلاث مباريات خاضها المنتخب الإسباني، سجل الفريق هدفا وحيدا كان حاسما في التغلب على المنتخب السويسري 1-0 في دوري أمم أوروبا فيما خسر المباراة التالية في البطولة أمام نظيره الأوكراني 0-1 على الملعب الأولمبي في كييف رغم سيطرة المنتخب الإسباني على مجريات اللعب في المباراة، وكان الفريق تعادل قبل هاتين المباراتين مع نظيره البرتغالي دون أهداف وديا.
ويتصدر المنتخب الإسباني المجموعة الرابعة في دوري القسم الأول بدوري أمم أوروبا وذلك قبل آخر مباراتين له في المجموعة أمام سويسرا وألمانيا. ولكن الفريق يحتاج إلى إيجاد بدائل وحلول تهديفية لترجمة سيطرته وفرصه إلى أهداف خلال المباراتين المقبلتين في مجموعته بدوري الأمم.
بروفة مميزة
تمثل المباراة الودية أمام المنتخب الهولندي اليوم بروفة مميزة للفريق الإسباني قبل هاتين المباراتين الرسميتين. وقال دي بور في العام 2014 خلال مواجهتهما الأولى على مقاعد البدلاء “كانت علاقتنا ممتازة أنا ولويس، في الملعب وخارجه”. وتابع عندما كان فريقه السابق أياكس أمستردام يتواجه مع برشلونة في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا “كان نائب القائد في الفريق ويمتاز بذهنية الفائز والمقاتل. كان محترفا مثاليا”. وخرج إنريكي آنذاك فائزا مع برشلونة مرتين (3-1 ذهابا و2-0 إيابا).
أول مباراة بين المنتخبين منذ خمس سنوات، علما وأن إسبانيا حسمت نهائي مونديال 2010، قبل أن تثأر هولندا في عام 2014
متشربان من الفلسفة الهولندية مع المدرب لويس فان غال (1997-2000 ثم 2002-2003) في كتالونيا، يتشارك المدربان رؤية كروية مشابهة: نسبة استحواذ مطبقة يتخللها تمريرات قصيرة مضاعفة. كان مدرب هولندا الجديد (تعادلان ضد البوسنة وإيطاليا في دوري الأمم) الذي حل بديلا لرونالد كومان المنتقل إلى برشلونة بالذات، عاشقا للعب الهجومي الجميل في حقبته مع برشلونة. وتميز بصرامته وقوته البدنية، وأحب بناء الهجمات من الخلف بفضل مهارته بقدمه اليسرى. وكان قارئا جيدا للعب، متعطشا للفوز ومزودا بثقة هولندية لافتة.
ذكريات جوهانسبرغ
الأمر عينه بالنسبة إلى إنريكي العائد للإشراف على “لاروخا” بعد وقفة محزنة شهدت وفاة طفلته المريضة خانا. ويحاول نقل تجربته الناجحة نسبيا مع برشلونة (2014-2017) بعد سنتين من رحيل المدرب الفذ بيب غوارديولا (2008-2012). وإذا كان اللقاء أمام منتخب إسبانيا سيفرح دي بور، إلا أن مواجهته السابقة مع الفريق الأيبيري لا تبشر بالخير.
وكان مع فيليب كوكو مساعدا للمدرب بيرت فان مارفيك في نهائي مونديال 2010، الذي حسمه أندريس إنييستا في الدقيقة 117 لصالح إسبانيا المتوجة باللقب العالمي الوحيد في تاريخها في مدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية. وكان دي بور أيضا من المرشحين لقيادة برشلونة في 2013 وخلافة تيتو فيلانوفا الذي توفي نتيجة إصابته بمرض سرطاني.
وستشهد المباراة مواجهة بين لاعب برشلونة الجديد وزملائه الحاليين في الفريق، وذلك عندما يقود فرينكي دي يونغ وسط هولندا، أمام رفاقه في وسط البلوغرانا على غرار سيرجيو بوسكيتس أو سيرغي روبرتو، فيما يغيب عن وسط إسبانيا لاعب الوسط الهجومي إنسو فاتي الذي حقق بداية موسم رائعة مع برشلونة، قبل تعرضه لإصابة قوية في ركبته الأسبوع الماضي ستبعده نحو أربعة أشهر عن الملاعب.
وتحتل إسبانيا صدارة المجموعة الرابعة من المستوى الأول في دوري الأمم الأوروبية، بسبع نقاط وفارق نقطة عن ألمانيا وأوكرانيا. وتلعب في الجولة الخامسة السبت على أرض سويسرا، ثم تستضيف ألمانيا في 17 الجاري، علما وأن بطل كل مجموعة يبلغ نصف النهائي. أما هولندا، فتحتل المركز الثالث في المجموعة الأولى (5 نقاط)، بفارق نقطتين عن بولندا المتصدرة ونقطة عن إيطاليا الثانية. وتستضيف البوسنة الأحد قبل الحلول على بولندا في الجولة الأخيرة في 18 الجاري.
اقرأ أيضاً: قمة البرتغال تشغل بال ديشامب مدرب فرنسا