وديات قوية لمنتخبات المونديال قبل انطلاق النهائيات

برلين- تطير حاملة اللقب، ألمانيا، إلى مدينة تيرول النمساوية من أجل خوض مباراة ودية أمام منتخبها في 2 يونيو القادم، قبل أن تواجه السعودية بعدها بستة أيام على ملعب “باي أرينا” في آخر ظهور لـ”المانشافت” قبل بدء حملة الدفاع عن لقبه.
انضم سبعة لاعبين، من بينهم جيروم بواتينغ، إلى المعسكر التدريبي للمنتخب الألماني، استعدادا للمشاركة في نهائيات كأس العالم، لتصبح القائمة التي اختارها يواخيم لوف مدرب الفريق شبه مكتملة. ووصل بواتينغ، الذي يتعافى من إصابة في الفخذ، إلى شمال إيطاليا بجانب زملائه في فريق بايرن ميونيخ ماتس هوميلز ووتوماس مولر وجوشوا كيميتش ونيكلاس شول وحارس مرمى برشلونة مارد أندريه-تير شتيغن، وأنتونيو روديغير مدافع تشيلسي.
وأصبح متاحا أمام لوف حاليا 26 لاعبا من القائمة الأولية، التي تضم 27 لاعبا، استعدادا للمونديال. ومن المقرر أن يعود بواتينغ (29 عاما) إلى التدريبات بعد الحصول على إشارات إيجابية من الأطباء عقب خضوعه لفحص أخير في ميونيخ، وفقا لما قاله أوليفر بيرهوف، مدير المنتخب الألماني، للصحافيين.
تكثف المنتخبات الـ32 المتأهلة لكأس العالم في روسيا هذا الصيف استعداداتها خلال هذه الفترة للوصول في أفضل حالة قبل صافرة بداية المحفل الكروي الأكبر في العالم يوم 14 يونيو المقبل بين أصحاب الأرض ومنتخب السعودية. وقبل نحو 3 أسابيع على بداية المونديال، تخوض هذه المنتخبات العديد من المباريات الودية التحضيرية
وقال بيرهوف إن كل اللاعبين “يريدون تحقيق شيء هام” في روسيا ولكنه حذر أيضا من أن النجاح في الدفاع عن اللقب الذي ناله الفريق في 2014 سيكون مهمة صعبة. وقال بيرهوف محثا اللاعبين على بذل كل ما في وسعهم “ستكون (البطولة هذه المرة) أصعب بطولة كأس عالم لأن الجميع سيلاحقنوننا. الكل سيستمتع بتعثرنا”.
ويتعين على لوف اختيار القائمة النهائية للمونديال التي تضم 23 لاعبا قبل 4 يونيو. ويلعب المنتخب الألماني في المجموعة السادسة مع منتخبات المكسيك والسويد وكوريا الجنوبية. وعبر المهاجم نيلز بيترسن، الذي لم يخض أي مباراة دولية من قبل، عن أمله في أن يكون جزءا من القائمة النهائية للمنتخب الألماني في المونديال حيث قال “ربما أكون مفاجأة اللحظة الأخيرة، لا أحد يعلم”.
استعادة الأمجاد
يبحث المنتخب البرازيلي عن استعادة أمجاده والصعود إلى منصات التتويج من جديد عن طريق مونديال روسيا 2018، بعد غياب عن اللقب دام 16 عاما وتحديدا منذ مونديال كوريا واليابان عام 2002. وتقع البرازيل في المجموعة الخامسة بجانب كوستاريكا وسويسرا وصربيا. ولحجز مكانه في مونديال روسيا، لم يحتج فريق راقصي السامبا إلى الكثير من الوقت فكان أول المتأهلين وبجدارة، بعد أن احتل المركز الأول في تصفيات قارة أميركا الجنوبية برصيد 41 نقطة، بفارق 10 نقاط عن وصيفه منتخب أوروغواي.
وحققت البرازيل 12 انتصارا في 18 مباراة وتعادلت في 5 وتلقت الهزيمة مرة واحدة على يد تشيلي بنتيجة 0-2، في مستهل مشوارها في التصفيات، وسجل راقصو السامبا 41 هدفًا وتلقى مرماهم 11 هدفا. وستفتتح البرازيل مبارياتها في المونديال بمواجهة سويسرا، وهي إحدى القوى الجديدة في عالم كرة القدم ولكن خبراتها لا تقارن بالتأكيد بخبرات السيليساو.
ويمتلك منتخب البرازيل مجموعة من اللاعبين أصحاب المهارات والخبرات في مقدمتهم نيمار دا سليفا وداني ألفيس وتياغو سيلفا (باريس سان جرمان الفرنسي)، وأليسون (روما الإيطالي) وباولينيو كوتينيو (برشلونة الإسباني) وفيرمينيو (ليفربول الإنكليزي) وغيرهم من النجوم.
كما يمتلك تيتي (أدينور ليوناردو باتشي) المدير الفني سيرة ذاتية جيدة، خاصة وأنه تمكن من إعادة بناء السيليساو من جديد بعد انهياره في بطولة 2014 التي استضافتها البرازيل. وبالنظر إلى التاريخ، تأسس اتحاد اللعبة المحلي عام 1914 وانضم إلى الاتحاد الدولي (فيفا) عام 1923، ومن قبله إلى اتحاد أميركا الجنوبية عام 1916، وخاض أول مباراة دولية له أمام الأرجنتين وخسرها بنتيجة 0-3 عام 1914.
داخل المعسكر البرازيلي لا تزال حالة النجم نيمار دا سيلفا هي الشغل الشاغل للجميع، وذلك على الرغم من تأكيدات المدير الفني للسيليساو -تيتي- على أنه سيصل إلى المونديال في قمة جاهزيته. وسيخوض “الكناري”، الباحث عن التتويج السادس له في المونديال والأول منذ 16 عاما، مباراة أمام كرواتيا الأحد المقبل خلال معسكره في إنكلترا، ثم سيواجه منتخب النمسا في الـ10 من الشهر المقبل.
أوضح نيمار أنه ليس جاهزا مئة بالمئة بعد الجراحة التي خضع لها لمعالجة كسر في مشط القدم، لكنه أكد في الوقت ذاته جاهزيته للعب في كأس العالم. وقال نيمار للصحافيين “لست جاهزا بعد بنسبة مئة بالمئة. الأمر يحتاج إلى بعض الوقت”. وتابع “ما زلت أشعر ببعض الخوف، لكن أمامنا بضعة أيام قبل بدء مشاركتنا”.
منتخب البرتغال يضع اللمسات الأخيرة على جاهزيته بمواجهة قوية أمام بلجيكا، وأخرى بنكهة أفريقية- عربية أمام الجزائر
وجاء كلام نيمار قبل توجه المنتخب البرازيلي إلى إنكلترا لمتابعة استعداداته لكأس العالم. وتابع مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي “أحتاج إلى المزيد من الوقت للتخلص من هذا الخوف، ولكنني جاهز للعب ولا شيء يمكن أن يوقفني”. ولم يلعب نيمار (26 عاما) منذ تعرضه إلى إصابة في مباراة سان جرمان ضد مرسيليا في الدوري الفرنسي في 25 فبراير اضطرته إلى الخضوع لعملية جراحية، لكنه عاود التدريبات قبل عشرة أيام في معسكر منتخب البرازيل استعدادا لكأس العالم.
ثقة كبيرة
أحد المنتخبات التي تتطلع إلى الذهاب بعيدا في روسيا، منتخب إسبانيا تحت قيادة جولين لوبيتيغي، الذي يدخل البطولة بثقة كبيرة بعد تجديد عقده حتى 2020، وسيخوض اختبارين أخيرين؛ الأول أمام سويسرا يوم الأحد المقبل على ملعب “لا سيراميكا”، والثاني في الـ9 من يونيو أمام تونس بمدينة كراسنودار الروسية. بينما يضع بطل أوروبا، منتخب البرتغال، اللمسات الأخيرة على جاهزيته بمواجهة قوية أمام بلجيكا في بروكسل يوم السبت المقبل، وأخرى بنكهة أفريقية- عربية أمام الجزائر بملعب “النور” في العاصمة لشبونة كآخر ظهور أمام الجماهير البرتغالية قبل السفر إلى روسيا.
أما منتخب أوروغواي، الذي سيستهل مشواره في روسيا أمام مصر منتصف الشهر المقبل، فسيخوض مباراة توديعية لجماهيره يوم 7 يونيو أمام أوزبكستان. منتخب كولومبيا، الذي يعسكر حاليا في إيطاليا، سيخوض مباراة ودية أمام مصر يوم الجمعة المقبل، بينما سيلعب المنتخب الإنكليزي أمام كوستاريكا بمدينة ليدز يوم 7 يونيو المقبل في آخر تجارب “الأسود الثلاثة” قبل كأس العالم. رفاق النجم أنطوان غريزمان سيخوضون مواجهتين قويتين أمام إيطاليا بمدينة نيس الفرنسية يوم الجمعة المقبل، ثم أمام الولايات المتحدة أيضا داخل فرنسا يوم الـ9 من نفس الشهر.