وداع أهلي جدة لكأس السعودية يضع يايسله تحت الضغط

الرياض - فجرت خسارة الأهلي أمام الجندل في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين السعودي، حالة من الغضب والصدمة لدى أنصار الراقي، بعد الخروج غير المتوقع على الإطلاق من الدور الأول للبطولة. وفاز الجندل بهدفين مقابل هدف، في مباراة اعتمد فيها المدرب الألماني ماتياس يايسله على تشكيلة تضم حوالي 70 في المئة من العناصر الأساسية، وهي المواجهة التي لم يكن من المتوقع أن يتعثر فيها الراقي حتى ولو بالصف الثاني من اللاعبين.

ولا تعد هزيمة الأهلي أمام فريق دوري الدرجة الأولى السعودي مجرد خسارة في بداية موسم بالنسبة للراقي، بل أنها بداية صدع في جدار قلعة الكؤوس لعدة أسباب. والأهلي أكثر فريق حاز على بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وهو ما كان سببًا في تسميته بقلعة الكؤوس، حيث حصل على البطولة 13 مرة من قبل، بفارق بطولتين فقط عن الهلال الذي فاز بآخر نسختين واقترب بشكل كبير من عرش الراقي. وخسارة الفريق في هذه المرحلة تعني ضياع فرصة المنافسة على لقب جديد في بطولة تبدو في المتناول وعدد مبارياتها قليل بما يزيد من طموحات أي فريق في الظفر بها.

على خطى لويس كاسترو المدير الفني البرتغالي السابق للنصر، كأول مدرب يرحل عن فريق هذا الموسم بالدوري السعودي، فإن يايسله رغم ثقة الإدارة في كونه الأنسب للمشروع، لكن دوام الحال من المحال. المدرب الألماني بهذه الخسارة الموجعة من حيث كونها جاءت أمام فريق من الدرجة الأولى ربما تعيد حسابات إدارة الأهلي بشأن مستقبل الألماني، خاصة أن البداية في الدوري لم تكن مثالية أيضا.

الأهلي هذا الموسم يصارع على أكثر من جبهة فبجانب بطولة الدوري، خاض أول لقاء في دوري أبطال آسيا للنخبة ورغم أنه فاز بشق الأنفس على بيرسبوليس الإيراني، لكن الخروج من الكأس يقلص الخيارات أمام الفريق هذا الموسم، لاسيما بعد خسارة بداية الموسم بسيناريو درامي ضد الهلال في نصف نهائي السوبر السعودي.

بالأساسيين أو البدلاء يبدو أن الأهلي يعاني من أزمة فنية تتمثل في افتقاد الهوية، فربما يكون ما قاله المدرب يايسله بأن اللاعبين يرتكبون أخطاء “غبية” – على حد تعبيره – لكن مهمة المدير الفني هو علاج تلك الأخطاء، لاسيما أن أغلب هزائم الأهلي وفقدانه للنقاط حتى في الدوري جاء بسبب أخطاء مماثلة، مثلما حدث في التعادل مع النصر في الكلاسيكو. وبعيدا عن ذلك فإن بعض نجوم الفريق الأهلاوي دون تأثير واضح في الملعب، علاوة على ضعف مستوى المحليين الذين لا يعوضون بشكل كبير الأجانب في التشكيلة، وهو أمر يعاني منه الفريق منذ الموسم الماضي.

أكد الألماني ماتياس يايسله، مدرب أهلي جدة، أن فريقه لعب بمستوى سيئ أمام الجندل بكأس خادم الحرمين الشريفين. وقال يايسله في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، “من الصعوبة إيجاد الكلمات لوصف ما حدث، لعبنا بمستوى سيئ، ولم نحترم فريق الجندل”. وأوضح، “ارتكبنا الأخطاء واستقبلنا هدفين، هذه نتيجة كارثية ولم نقدم أي شيء في الشوط الأول، والجندل فريق وضع كل إمكانياته للانتصار”.

وأضاف المدرب الألماني “أعلم مدى أهمية كأس الملك للمشجعين ولا توجد أعذار لنا، وأنا أتحمل مسؤولية الخروج”. وعن عدم البدء بالتشكيل الأمثل في المباراة قال يايسله “التغييرات التي أجريتها بين الشوطين لم يكن مخطط لها، والسبب لعدم إشراك النجوم الحمل البدني، لأن لدينا مشاركات عديدة وفضلت إراحتهم”. وأكد المدرب أنه لا يخشى إقالته مشيرا إلى أنه مدرب محترف ويعمل بشكل يومي وأن جميع من في النادي يعرف ذلك لتطويره على جميع الأصعدة. وردا على صافرات استهجان الجماهير ضده، أوضح “أعتذر لجماهير الأهلي هذا رد فعل طبيعي، وأتفهم ذلك”.

وفي سياق متصل شدد محمد الدعيع أسطورة الهلال السعودي السابق، على ضرورة أن يتخذ خالد العيسى رئيس نادي أهلي جدة، قرارا حاسما بعد الخسارة في كأس الملك. وقال الدعيع، في تصريحات لبرنامج “دورينا غير”، “إذا لم يكن خالد العيسى قادرا على اتخاذ قرارا لصالح الفريق فالانسحاب من رئاسة النادي هي الأفضل، ويفعل مثلما فعل لؤي ناظر رئيس الاتحاد السابق، والمهيدب الذي قرر ترك رئاسة النصر أيضا”.

وتابع “الألماني يايسله (مدرب الأهلي) ليس بالقوي، ولذاك فإن اللاعبين يقومون بالدخول للمباريات وكأنها ودية، وهذا الأمر أثر على نتائج الفريق من ناحية الأداء أيضا”. وأتم “ما ذنب جماهير الأهلي فيما يحدث؟ لم يكن طموح الأهلي أن يحتل المركز الثالث، يجب أن يكون منافسا على اللقب".