هنيئا لإيران عش الدبابير

الدبابير السامة عدوة للجميع، وتفضل التخفي في الجحور تتربص بمن حولها كي لا ينتبه إليها أحد. هكذا هي العلاقة التكاملية بين إيران وحزب الله وقطر وبعض المنشورات اللبنانية؛ دبابير تأكل من عسل المنطقة وتستخدم إيراداتها لتمويل الإرهاب.

صعّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، هذا الأسبوع، لهجته حيال التهديد الأميركي بتصفير صادرات النفط الإيرانية. تصريح روحاني أن “الحرب مع إيران ستكون أم المعارك” مثير للسخرية، بل يشبه كثيرا تصريحات صدام حسين النارية. صدام أيضا هدد بشن “أم المعارك”، فأصبحت بغداد خرابا فوق خراب، وتشرد الشعب العراقي الكريم يتسول لقمة العيش في بقاع الأرض.

درجة وقاحة روحاني وصلت إلى درجة تصريحه بأن قوات بلاده “حاضرة في سوريا والعراق”. الجنرال سليماني كان أكثر وقاحة بتهديده “إما هرمز للجميع أو ليس لأحد”. على العموم، ستبدأ في الرابع من أغسطس المقبل، عقوبات أميركا على من يبيع الذهب والمعادن لإيران، وفي نوفمبر، يبدأ الحصار الأميركي للنفط الإيراني.

انضم بنك الاستثمار الأوروبي هذا الأسبوع إلى المؤسسات المالية العالمية الأخرى بالتحذير من مخاطر التعاون المالي مع إيران. النتيجة هي فشل المحاولات الأوروبية في فتح قناة مالية لحصول إيران على التعاون المصرفي العالمي.

تجاوب حزب الله بسرعة فائقة للوقوف بجانب طهران عبر الإساءة للدول العربية الملتزمة بمحاربة الإرهاب. شنت أبواق الإعلام الصفراء حملات إعلامية رخيصة تهدف إلى الإساءة للعلاقات المميزة بين الإمارات العربية المتحدة والدول الخليجية والعربية. عاجلا أم آجلا، ستعاني ميليشيا حزب الله من نقص الموارد الإيرانية بعد أن كانت تتلقى أكثر من 700 مليون دولار سنويا من طهران.

أما قطر، فهي “مِتْعوّدة” حسب مقولة عادل إمام، على محاولاتها اليائسة لتقويض الالتزامات السياسية والأخلاقية تجاه المنطقة والعالم. النظام القطري لجأ كعادته إلى تحريك عناصر الإخوان وتمويل الإعلام المشهور بالتحريف والتزوير.

للأسف، الشعب القطري هو الضحية بعد أن أنفقت الدوحة الأموال وعائدات النفط والسلاح على الجماعات الإرهابية. من الواضح أن حلفاء قطر اليوم هم فقط الحوثيون وحزب الله وجبهة النصرة والإخوان. نعم، سجل يا تاريخ أن قطر دفعت مليار دولار كأكبر فدية في التاريخ للجماعات الإرهابية. كذلك سجل يا تاريخ أن قضاة محكمة العدل الدولية رفضوا الاثنين الماضي “المطالب القطرية” ضد الإمارات العربية المتحدة.

المستجد أخيرا محاولة يائسة من صحيفة لبنانية مفلسة ركوب الموجة القطرية للإساءة إلى دولة الإمارات الشقيقة. من فترة إلى أخرى، تعمل مطويات لبنانية تمر بأزمات مالية على إشعال مناكفات طائفية في المنطقة.

هنيئا لإيران عش الدبابير. المسؤولون الإيرانيون في حالة تخبط منذ الإعلان عن العقوبات الصارمة القادمة. الوضع العام في إيران يزداد سوءا، والإعلام الرسمي الإيراني أعلن عن سقوط 19 من قوات الحرس الثوري بين قتيل وجريح على الحدود مع كردستان العراق. أضف إلى ذلك أن طهران غير قادرة على الوفاء بوعودها بالإصلاحات الاقتصادية، وأن معظم المدن في البلاد ستعاني من ندرة المياه في السنوات القادمة.

كيف تعامل الإيرانيون مع تصريح وزير الخارجية الأميركي بومبيو أن النظام الإيراني الحالي هو بمثابة كابوس على الشعب الإيراني؟ ارتفعت حدة المظاهرات والاحتجاجات المنددة بتردي الوضع في إيران، ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل النظام الإيراني. فعلا، هنيئا لإيران عش الدبابير.