هنا… تنطوي صفحة هيثم

الاثنين 2025/05/26
أنت باقٍ في كل ذكرى جميلة

هنا… يُطوى كتاب الحياة،

وتُغلق صفحة خطّها الزمن بحبر الصبر والنقاء،

هنا تنتهي حكاية لم نملّ يوما من تفاصيلها،

حكاية شابٍ طموح، لم يعرف اليأس طريقًا إليه،

كافح، تعب، صبر، وبقي شامخًا رغم كل الصعاب.

قدّم من قلبه قبل يده،

كان للعطاء عنوانًا، وللحب سندًا،

ولم ينتظر يومًا جزاءً أو شكرًا،

رحل… بكل هدوء،

وكأنه يعتذر لنا على الرحيل.

لم يُمهلنا لنودّعه،

لم يمنحنا فرصة العناق الأخير،

بل مضى كمن يخاف أن يُبكينا…

وتركنا نحمل أوجاعنا بصمت،

كأننا أطفال فقدوا دفء صدره.

هنا…

انطفأت شمعة كانت تضيء الدروب،

وانكسر صوت كان يملأ المكان طمأنينة،

وغادرتنا روح طيّبة،

غادرت بلا ضجيج، كأنها خجلة من دموعنا.

فيا هيثم…

إن غبت عنا بالجسد،

فأنت باقٍ في كل ذكرى جميلة،

في كل موقف نبيل،

في كل قلب أحبك ولن ينساك.

نم قرير العين يا من تعبت،

نم هادئًا كما كنت حيًّا نقيًّا.

18