هل ينقذ أوزان كاباك دفاع ليفربول؟

نجم شاب يخطط لرحلة نجاح مبكرة في البريميرليغ.
الأحد 2021/02/07
كاباك موهبة صاعدة تحاكي عمالقة أوروبا

انتهت فترة الانتقالات الشتوية دون أن تشهد صفقات كبيرة، حيث تراجع إنفاق الأندية البارزة في مسابقات الدوري الكبرى لكرة القدم في أوروبا بشكل كبير مقارنة بسوق الانتقالات الشتوية في السنوات الماضية، وذلك في ظل أزمة جائحة فايروس كورونا. ولقد تحرك ليفربول الإنجليزي بقوة لحل مشكلة الإصابات في خط دفاعه، بالتعاقد مع بن ديفيز من بريستون والتركي أوزان كاباك من شالكه الألماني على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم ومع إمكانية الشراء.

لندن – يعتبر التركي أوزان كاباك من أبرز الوجوه الدفاعية الواعدة في كرة القدم الأوروبية، ومع انتقاله على سبيل الإعارة إلى ليفربول الإنجليزي بات بمقدوره إثبات موهبته على المستوى العالمي. وصل قلب الدفاع البالغ 20 عاما إلى منطقة “ميرسيسايد” بليفربول، ومعه عقد إعارة لستة أشهر وخيار شراء مقابل 20 مليون يورو، من شالكه الجريح في الدوري الألماني إلى صفوف حامل لقب الدوري الإنجليزي.

وتقدم ليفربول للتوقيع مع المدافع التركي بعدما سماع نصيحة ديفيد فاغنر، الذي عمل مع كاباك في شالكه ومع يورغن كلوب في بوروسيا دورتموند. وأشاد المدرب الألماني يورغن كلوب بكاباك واصفا إياه بالـ”شخصية المناسبة” و”الموهبة الكبيرة جدا، جدا”. قد تكون إشادة مبالغا فيها نظرا إلى لاعب أمضى آخر موسمين يصارع الهبوط في البوندسليغا مع شالكه وقبله شتوتغارت، لكن تزكية كاباك نقلها مدرب شالكه السابق دافيد فاغنر الذي يتمتع بعلاقة صداقة مع كلوب.

وقال كلوب لموقع ليفربول “قال دافيد دوما إنه (كاباك) سيكون قائدا في المستقبل”. رغم شغله مركز قلب الدفاع، إلا أن سرعته وقدراته الهوائية تجعله لاعبا خطيرا في الحوارات الهجومية. وسجّل اللاعب الذي برز في قلعة سراي التركي، ثلاث مرات في أول عشر مباريات بعد انضمامه من شتوتغارت كلاعب مراهق في يناير 2019 ووصل إلى الشباك في مباراتين تواليا مع شالكه في نوفمبر الماضي.

وكان كلوب قد أعلن منذ أسابيع أن التعاقد مع قطب في الدفاع سيكون بمثابة دفعا كبيرا بالنسبة إلى فريقه في ظل تراجع نتائجه وتخليه عن الصدارة، وحصل المدرب الألماني على مبتغاه في اليوم الأخير من فترة الانتقالات بضمّ بن ديفيس وكاباك. واعترف كلوب “من الواضح أنه في فترة انتقالات عادية، دون مشاكل، لن ننظر إلى بريستون في حال كان هناك لاعب يحظى باهتمامنا”. لكنه أكد “ولكن منذ أن رأيناه ومنذ أن أصبح وضعنا أكثر وضوحا – من حيث المشاكل التي واجهتنا – تحمسنا كثيرا لذلك وفكرنا بأنه مدافع رائع”.

إشادة واسعة

Thumbnail

إشادة واسعة

الوسط الألماني أشاد بمستوى كاباك الذي لعب في ألمانيا بقميصي شتوتغارت، ثم شالكه، حيث قال عنه المدير الرياضي لشتوتغارت، توماس هيتسلسبرغر “كاباك مذهل بالنسبة إلى عمره.. أراه كل يوم وأنا مندهش من نضجه”. ونقلت وسائل إعلام رأي خبير كرة القدم الألماني كونستانتين إيكنر الذي قال من جهته عن اللاعب التركي “سرعان ما أصبح واحدا من المواهب الواعدة في البوندسليغا فور وصوله في عام 2019، لكنه لم يستطع إظهار قدراته في ظل هبوط شتوتغارت إلى الدرجة الثانية، ثم انتقل إلى شالكه الذي يُعاني”. إيكنر قال أيضا أن كاباك يطلق عليه لقب “الجدار التركي” بسبب قدراته الرائعة في المواجهات الفردية سواء على الأرض أو في الهواء.

وبالنظر إلى أرقام كاباك مع شالكه في الدوري الألماني خلال الموسم الحالي 2020-2021 فإنه قام بالتدخل لخطف الكرة 17 مرة في 14 مباراة خاضها، واعترض الخصم 13 مرة، كما قطع العرضيات مرتين والتمريرات 9 مرات والتسديدات 11 مرة، وفاز في 57 صراعا هوائيا من أصل 74 صراعا. وارتكب 21 خطأ وحصل على 7 أخطاء، وطرد مرة واحدة وحصل على 4 بطاقات صفراء. ولا تظهر الأرقام فاعلية واضحة لكاباك في العمل الهجومي، حيث فشل في التسجيل، بينما سدد 12 تسديدة فقط، منها 9 تسديدات من داخل منطقة الجزاء.

ولم يكن ليفربول الفريق الوحيد الذي أراد التوقيع مع كاباك، لأن اللاعب التركي كان قريبا من مغادرة النادي “الملكي” الألماني في الصيف الماضي، بسبب اهتمام كبير من أندية أوروبية عديدة. أي.سي ميلان الإيطالي كان أبرز المهتمين بالتوقيع مع كاباك حتى الرمق الأخير من الميركاتو الصيفي الماضي، وكان هناك خلاف حول القيمة المالية للصفقة لا أكثر، إلى جانب أندية أخرى مثل إنتر ميلان، وهذا ما كشفته العديد من الصحف في وقت سابق. أرسنال أيضا كان من المهتمين بالتعاقد مع كاباك منذ أن كان لاعبا في صفوف قلعة سراي قبل عامين.

ظلال الهبوط

هبوطه مع شتوتغارت إلى الدرجة الثانية وتذيّل فريقه شالكه راهنا ترتيب الدوري الألماني، ألقى بظلال سلبية على موهبة اللاعب الصاعد بقوة. لكنه كان من أبرز لاعبي شالكه في بدايته القوية في موسم 2019-2020، حيث ساهم بصعود تشكيلة فاغنر إلى المركز الثالث قبل الهبوط الدراماتيكي مع نهاية الموسم. قال فاغنر في 2019 “ليس موهبة رائعة فحسب، هو لاعب ذكي جدا، شاب يدرك تماما ماذا يريد”.

يملك كاباك الذي استهل مسيرته الدولية مع منتخب تركيا في سن التاسعة عشرة طموحا كبيرا، بحسب ما كشف عنه في مقابلة مع موقع رابطة الدوري الألماني العام الماضي. وقال المدافع التركي (1.86 متر) “هدفي أن أصبح مدافعا عالميا في غضون سنتين أو ثلاث سنوات، على غرار فيرجيل فان دايك.. وهو قدوتي”.

وفي ظل إصابة قوية بالركبة أبعدت الهولندي العملاق شهورا طويلة عن صفوف ليفربول وساهمت كثيرا في تراجع نتائجه المحلية، يملك ابن العشرين ربيعا فرصة التعلّم وإيجاد الحلول من قدوته. كما كانت فرصة لصاحب المباريات الدولية السبع بأن يهجر شالكه بعد بداية موسم كارثية وضعته منطقيا في مصاف أندية الدرجة الثانية من الآن. وأقرّ مدرب شالكه السويسري كريستيان غروس “عندما سمع أوزان باسم ليفربول، لم يتردّد. عندما تسنح لك فرصة مماثلة، لا ينبغي أن تفكر كثيرا”.

وإلى جانب فان دايك، عانى ليفربول أيضا من إصابة قلب الدفاع الآخر جو غوميز وأضيف إليهما الكاميروني جويل ماتيب الذي انتهى موسمه بسبب إصابته في الكاحل خلال مباراة ضد توتنهام، فضلا عن إصابة لاعب الوسط البرازيلي فابينيو الذي اعتمد عليه كلوب على غرار لاعب الوسط الآخر القائد جوردان هندرسون، لتعويض الغيابات في مركز قلب الدفاع. وتراجعت نتائج ليفربول وتخلى عن صدارة الدوري.

مؤشر مشابه

Thumbnail

ذكرت شركة “ديلويت” الشهيرة لتدقيق الحسابات، أن 70 مليون جنيه إسترليني (82 مليون دولار) أنفقت في صفقات اللاعبين في الدوري الإنجليزي خلال يناير الماضي، وهو أقل مبلغ تسجله سوق الانتقالات الشتوية منذ عام 2012 الذي شهد إنفاق 60 مليونا إسترلينيا في الفترة نفسها. وكانت سوق الانتقالات الشتوية في العام الماضي قد شهدت إنفاق 230 مليونا إسترلينيا في صفقات اللاعبين بالدوري الإنجليزي.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن المؤشر كان مشابها في باقي مسابقات الدوري الكبرى في أوروبا حيث سجلت مسابقات الدوري الإسباني والإيطالي والفرنسي والألماني، إجمالي 195 مليون يورو (236 مليون دولار)، مقابل 660 مليون يورو سجلتها في سوق الانتقالات نفسها في العام الماضي.

وتعد أزمة جائحة كورونا السبب الرئيسي الذي دفع الأندية إلى توخي الحذر في الإنفاق، وقد ذكرت ديلويت في تقرير نشرته مؤخرا أن الأندية الــ20 الأعلى دخلا في أوروبا ستسجل خسائر في العائدات بقيمة نحو ملياري يورو مع نهاية الموسم الجاري، وذلك بسبب أزمة الوباء. وتصدرت عقود الإعارة والعقود قصيرة الأجل حتى نهاية الموسم، المشهد مجددا في مسابقات الدوري بأوروبا.

كاباك من أبرز الوجوه الواعدة في كرة القدم الأوروبية، ومع انتقاله إلى ليفربول الإنجليزي بات بمقدوره إثبات موهبته

وشهدت ألمانيا مثل هذه العقود في تعاقد شالكه مع المدافعين شكوردان موستافي وسياد كولاسيناك من أرسنال الإنجليزي وكذلك مع المخضرم كلاس يان هونتلار القادم من أياكس الهولندي ليقضي الأشهر الأخيرة من مسيرته ضمن صفوف شالكه. وانتقل سامي خضيرة، المتوج مع المنتخب الألماني بلقب كأس العالم 2014، من يوفنتوس الإيطالي إلى هيرتا برلين الألماني المتعثر، كما ضم آينتراخت فرانكفورت المهاجم لوكا يوفيتش من ريال مدريد الإسباني حتى يونيو القادم.

ولم يبرم بايرن ميونخ وغيره من الأندية، مثل بوروسيا دورتموند، أيّ صفقات في سوق الانتقالات المنقضية، بل سمح بايرن ميونخ بانتقال لاعبه جوشوا زيركزي إلى بارما الإيطالي بعقد إعارة وكذلك رحيل كريس ريتشاردز إلى هوفنهايم. وأنفقت أندية الدوري الألماني 50 مليون يورو، وهو ما يعادل ربع مع أنفقته في سوق الانتقالات الشتوية في العام الماضي. وجاء إنفاق نصف هذا المبلغ من جانب لايبزيغ، ليتعاقد مع لاعب خط الوسط المجري دومينيك سوبوسلاي من ريد بول سالزبورغ النمساوي، كما أنفق باير ليفركوزن 13 مليون يورو لضم جيريمي فريمبونغ من سلتيك الأسكتلندي.

وفي إيطاليا، ذكرت صحيفة “غازيتا ديللو سبورت” أن أندية الدوري الإيطالي استثمرت 110 ملايين يورو، مقابل 215 مليونا في 2020 . وتعاقد ميلان متصدر الدوري الإيطالي مع المهاجم المخضرم ماريو ماندزوكيتش في صفقة انتقال حرّ، كما ضم المدافع فيكايو توموري من تشيلسي الإنجليزي ولاعب خط الوسط سواليهو ميتي من تورينو بعقدي إعارة.

وكانت أكبر صفقة من نصيب يوفنتوس حامل لقب الدوري الإيطالي حيث تعاقد مع المدافع الشاب نيكولو روفيلا مقابل 18 مليون يورو من جنوة، الذي سيحتفظ باللاعب ضمن صفوفه على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم. وعزز أتلانتا خط وسطه بالتعاقد مع يواكيم ماهلي من جينك مقابل عشرة ملايين يورو، بينما سمح بانتقال لاعبه أليخاندرو غوميز إلى إشبيلية الإسباني. وكانت صفقة انتقال أليخاندرو غوميز، هي الأكبر في الدوري الإسباني وبلغت قيمتها 5.5 مليون يورو إلى جانب مليوني يورو كمتغيرات.

وسمح نادي ريال بيتيس برحيل المهاجم أنطونيو سانابريا إلى إيطاليا حيث انضم إلى تورينو مقابل سبعة ملايين يورو إلى جانب ثلاثة ملايين كمتغيرات. وأنهى أتلتيكو مدريد عمله في وقت مبكر، بالتعاقد مع المهاجم موسى ديمبلي على سبيل الإعارة من ليون الفرنسي. وكان من بين الصفقات البارزة في أوروبا أيضا، انتقال صانع الألعاب الألماني مسعود أوزيل من أرسنال الإنجليزي إلى فناربخشه التركي.

22