هل يقدر مانشيني على حل الأزمات لمواصلة قيادة المنتخب السعودي

ثورة الاستقطابات التي قام بها مسؤولو الدوري السعودي أثرت بشكل مباشر على مستوى الأخضر.
الجمعة 2024/02/02
انسجام مفقود

الرياض - ضاع حلم منتخب السعودية في استعادة لقب كأس أمم آسيا مبكرا، بعد خسارته على يد كوريا الجنوبية، لكن ما هي الأسباب التي قادت كتيبة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني لهذا المصير؟ وبات على المنتخب السعودي الانتظار حتى نسخة 2027 التي تستضيفها المملكة، لمحاولة استعادة اللقب القاري المفقود منذ 1996.

وهناك أسباب عدة أدت لفشل مساعي الأخضر في النسخة الجارية من البطولة القارية، فيما يأتي مانشيني في مرمى الانتقادات لأكثر من سبب. وفشل مانشيني في تكرار إنجازه مع منتخب بلاده إيطاليا بكأس أمم أوروبا 2020، رغم تشابه الظروف، بل إنه أثار الجدل في أكثر من مناسبة، سواء داخل الملعب أو خارجه، كان آخرها لقطة مغادرته ملعب مباراة كوريا الجنوبية قبل النهاية.

ولا يخفى على أحد أن ثورة الاستقطابات التي قام بها مسؤولو الدوري السعودي للمحترفين أثرت بشكل مباشر على مستوى الأخضر في كأس أمم آسيا. وتعاقدت أندية الدوري السعودي مع محترفين من نجوم الصف الأول بالدوريات الأوروبية الكبرى الصيف الماضي، وبالتالي ضم كل فريق 8 أجانب في قائمته، ليحصلوا على مقاعد المحليين في التشكيل الأساسي. وبالتالي لم تظهر عناصر المنتخب السعودي مع أنديتها بالشكل الكافي منذ بداية الموسم، ما أثّر على مستواهم الفني بشكل ملحوظ.

وعانى مانشيني من هذه الظاهرة، حيث طالب في أكثر من مناسبة مدربي الأندية بمنح الدوليين فرصة أكبر للمشاركة، بل إنه قدم مقترحا مثيرا لم يتم تنفيذه على أرض الواقع حتى الآن. واقترح المدرب الإيطالي أن ينتقل الدوليون في الأندية الكبرى إلى أندية الوسط بهدف الحصول على عدد دقائق أكبر للعب، لكن مدربي الأربعة الكبار رفضوا هذا المقترح، وتمسكوا بلاعبيهم.

◙ مانشيني يأتي في مرمى الانتقادات لأكثر من سبب
◙ مانشيني يأتي في مرمى الانتقادات لأكثر من سبب

وبالنظر لمباريات المنتخب السعودي الأربع في كأس أمم آسيا، سنجد أن مانشيني لم يكن مقتنعًا بمستوى مهاجمي الفريق، بدليل أنه لعب في كل مباراة برأس حربة مختلف. واعتمد مانشيني على صالح الشهري في مباراة عمان، قبل أن يلجأ لفراس البريكان ضد قيرغيزستان، ثم استعاد بعبدالله رديف أمام تايلاند.

وبعدما فشل المهاجمون الثلاثة في تسجيل أو صناعة أي هدف في دور المجموعات، لجأ مجددًا للشهري أمام مباراة كوريا الجنوبية، ثم استبدله بين الشوطين برديف. ويعاني المنتخب السعودي في مركز رأس الحربة على مدار الأعوام القليلة الماضية، إذ يفتقد للمهاجم الهدّاف، حتى قبل سيطرة المحترفين على الدوري المحلي.

وعقدت الجماهير السعودية الآمال على البريكان للعب هذا الدور، بعد أن أصبح أكثر لاعب سعودي تسجيلًا للأهداف في دوري روشن منذ بداية الموسم بـ11 هدفا، إلا أنه لم تكن له بصمة واضحة في الدقائق التي لعبها بالبطولة.

وبخلاف الأزمات الفنية داخل الملعب، كانت هناك أزمة كبيرة خارج الخطوط، استحوذت على اهتمام الجميع قبل ساعات قليلة من ضربة بداية الفريق في البطولة. وفجر مانشيني مفاجأة كبيرة في مؤتمر مباراة عمان، عندما رد على انتقادات استبعاده لعدد من نجوم المنتخب بالتأكيد على رفض هؤلاء اللاعبين الانضمام للمنتخب. واستبعد مانشيني عددا من اللاعبين البارزين في الدوري السعودي، على رأسهم سلمان الفرج، وسلطان الغنام، ونواف العقيدي.

واتهم مانشيني الثلاثي بالتمرد على المنتخب، ورفض الانضمام لمعسكرات المنتخب إلا عند ضمان فرصة اللعب ضمن التشكيل الأساسي، الأمر الذي نفاه اللاعبون، ما دفع الاتحاد السعودي لكرة القدم لفتح تحقيق حول الأزمة. وعاب النقاد والخبراء على المدرب الإيطالي خروجه بهذه التصريحات في وقت حسّاس، أثّر على الجو العام داخل المعسكر السعودي في قطر.

استبشرت الجماهير السعودية خيرًا بعدما وقع المنتخب السعودي في مجموعة سهلة نسبيا على الورق، إذ تجنب عمالقة القارة في الدور الأول. إلا أن القدر لم يكن رحيمًا بمنتخب السعودية، حيث وضعته الظروف في مواجهة مبكرة مع العملاق كوريا الجنوبية، أحد المرشحين لنيل اللقب، في دور الـ16.

ورغم التوقعات بابتعاد منتخب السعودية عن الكبار على الأقل في ثمن النهائي بعد أن تصدر مجموعته، إلا أن المنتخب الكوري لم يتمكن بدوره من اعتلاء صدارة المجموعة الخامسة، واكتفى بالوصافة بعد تعادل مجنون مع المتواضع ماليزيا 3-3.

وتكمن قوة المنتخب الكوري الجنوبي في العناصر المحترفة في كبرى الدوريات الأوروبية، ولعل أبرزهم القائد هيونج مين سون، نجم توتنهام هوتسبير، وكانغ لي إن، لاعب باريس سان جرمان، ومين جاي كيم، مدافع بايرن ميونخ. وأشار مانشيني وياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي، في أكثر من مناسبة قبل وأثناء البطولة إلى قوة المنتخبات الأربعة التي تسبق الأخضر في تصنيف "فيفا"، كوريا الجنوبية، واليابان، وأستراليا، وإيران.

16