هل يتهدد إيلون ماسك الشبكات الاجتماعية بالانهيار؟

الملياردير الأميركي يسعى لإيجاد طريقة لتوليد إيرادات لشركة يقول إنها فقدت أكثر من نصف قيمتها.
الأحد 2023/04/02
محاربة انتحال الهوية بمقابل

واشنطن - في الوقت الذي تسود فيه حالة من الانتظار لرؤية اختفاء العلامة الزرقاء من عدمه اعتبارا من الأول من أبريل على موقع تويتر، قطع إيلون ماسك الجمعة الطريق على أي تكهنات حول التراجع عن هذه الخطوة قائلا “من المهم تحديد ما إذا كان شخص ما ينتمي بالفعل إلى مؤسسة أم لا وذلك لتجنب انتحال الهوية”، مشددا على أن “الشبكات الاجتماعية التي لن تفعل ذلك ستنهار”.

وتشكل العلامة الزرقاء رمزا لتوثيق حسابات الشخصيات والمؤسسات على موقع تويتر، لكنها ستختفي بعد الأول من أبريل لدى جميع المستخدمين، ولن تعود متاحة إلا لمن يدفع رسما ماليا لقاء الحصول عليها.

ودافع ماسك عن قراره المثير للجدل بفرض بدل مالي على المستخدمين الراغبين في توثيق حساباتهم، قائلا إن الشبكات الاجتماعية التي لا تتبع مثاله ستنهار في نهاية المطاف تحت سيل الحسابات المزيفة.

مخاوف تسود لدى المؤسسات من هذا المنحى الجديد، بينما تتم محاكاة الفكرة في شبكات أخرى
مخاوف تسود لدى المؤسسات من هذا المنحى الجديد، بينما تتم محاكاة الفكرة في شبكات أخرى

وأوضح الملياردير الأميركي خلال جلسة أسئلة وأجوبة على منصته، عشية اعتماد التوثيق المدفوع، أن “التحدي الأكبر هنا يكمن في أنه من السهل جدا إنشاء عشرة آلاف أو مئة ألف حساب مزيف على تويتر بواسطة جهاز كمبيوتر واحد وتقنية ذكاء اصطناعي معاصرة”.

وأضاف “لهذا لا يمكن إجراء هذا التحقق إلا باستخدام رقم الهاتف وبطاقة الائتمان، وتوقعي هو أن الشبكات الاجتماعية المزعومة التي لن تفعل ذلك ستنهار”.

وكان ماسك ذكر سابقا في تغريدةٍ له أن شركته ستُلغي علامات التوثيق القديمة، لكونها مُنِحت بطريقة “فاسدة وفارغة من المعنى”.

ويسعى رجل الأعمال أيضا لإيجاد طريقة لتوليد إيرادات لشركة يقول إنها فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ الاستحواذ عليها بأكثر من 40 مليار دولار.

ومع ذلك، يثير هذا التطور تساؤلات كثيرة بين الشركات والمشاهير والسياسيين والصحافيين الذين يستخدمون تويتر كإحدى وسائل الاتصال الرئيسية ويعتمدون على علامة التوثيق الزرقاء كدليل على مصداقيتهم.

كما يطرح هذا التغيير مسألة المحتالين والمخادعين الذين سيدفعون مقابل الحصول على علامة توثيق لكن لحسابات مزيفة.

وقالت الشركة في تغريدةٍ سابقة إنها ستبدأ إلغاء علامة التوثيق القديمة، بالتزامن مع طرح خاصية “تويتر بلو” دوليا بعدما كانت تقتصر على بضع دول.

وأشارت إلى أنه يجب على المستخدمين الراغبين بالحفاظ على علامة التوثيق الزرقاء في حساباتهم، الاشتراك بخدمة تويتر بلو.

وتبلغ تكلفة الاشتراك المسمى “تويتر بلو” في الولايات المتحدة، ثمانية دولارات شهريا، و11 دولارا من خلال متجر تطبيقات أبل.

وأصبحت العلامة الزرقاء منذ إطلاقها عام 2009 عنصرا أساسيا في جعل الشبكة الاجتماعية منتدى موثوقا للكثير من المستخدمين.

Thumbnail

لكن إيلون ماسك اعتبر استمرار هذه العلامة بمثابة شكل من أشكال الفصل الرقمي، وكانت إتاحة العلامة الزرقاء لأي شخص يرغب في دفع ثمنها من أول القرارات التي اتخذها الملياردير عندما اشترى الشبكة الاجتماعية العام الماضي.

ولم تتكلل هذه الخطوة بالنجاح، إذ أدى إطلاق الإصدار الأول من الاشتراك إلى موجة من الحسابات المزيفة، انتحل بعضها أحيانا شخصية إيلون ماسك نفسه، ما أجبره على التراجع عن الخطوة وتأسيس نظام للتحقق من هوية مشتركي هذه الخاصية، مما دفع معلنين كثيرين إلى وقف التعاون مع المنصة وفقدان تويتر إيرادات طائلة.

وفي الوقت الحالي، تصعب معرفة ما إذا كان النظام الجديد سيُعتمد على نطاق واسع أم لا، إذ يتعين الانتظار حاليا لرؤية عدد المستخدمين الذين سيدفعون مبالغ مالية مقابل الاحتفاظ بعلامات توثيق حساباتهم.

وبحسب موقع “أكسيوس” المتخصص، فإن البيت الأبيض الذي سيحتفظ برمز خاص كجهة حكومية، أعلن أنه لن يدفع مقابل حسابات موظفيه.

وتنتظر غالبية وسائل الإعلام والشركات كذلك لترى كيف ستسير الأمور قبل أن تقرر ما إذا كنت ستدفع ألف دولار شهريا أم لا، و50 دولارا إضافية لكل حساب في الولايات المتحدة.

ويشار إلى أن العلامة الزرقاء عانت من عدة مشكلات خلال العام 2017 مما أدى إلى إيقاف استخدامها بشكل مؤقت، لتعود بعد ذلك بسياسة جديدة أنهت حصرها على الحسابات ذات الاهتمام العام على الموقع.

وأقرت تويتر حينها أن المسار الذي اعتمدته لتوثيق الحسابات لم يكن يأخذ في الاعتبار وجود رسائل مثل خطابات الكراهية أو الدعوات إلى العنف أو أي شكل آخر لا يحترم شروط الاستخدام الخاصة بالشبكة.

ويرى ماسك في الخطوة الجديدة أن “هذه طريقة للتعامل بمساواة مع الجميع”. إلا أنه تسود مخاوف لدى المؤسسات من هذا المنحى الجديد، بينما تتم محاكاة الفكرة في شبكات أخرى.

13