هل يتهاون أرسنال أوروبيا لصالح الظفر باللقب المحلي

يستعد فريق أرسنال الإنجليزي لاستقبال منافسه فريق سبورتنغ لشبونة البرتغالي في لقاء الإياب من دور الستة عشر ببطولة الدوري الأوروبي، والتي سيحتضنها ملعب الإمارات. ويدخل الغانرز اللقاء بمعنويات لتصدره البريميرليغ، ويسعى لتحقيق الفوز على لشبونة من أجل حسم الوصول إلى ربع النهائي ومواصلة العروض المميزة للغاية هذا الموسم.
لندن- لن تكون المهمة سهلة لأرسنال الإنجليزي لعبور سبورتينغ البرتغالي في إياب ثمن نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم (يوروبا ليغ) بعدما تعادلا 2 – 2 ذهابا في لشبونة، لكن المدرب الإسباني ميكل أرتيتا يؤكد أنه لن يتهاون أوروبيا على حساب حصد لقب البريميرليغ للمرة الأولى منذ 19 عاما. ويحتل رجال أرتيتا صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق خمس نقاط عن مانشستر سيتي صاحب المركز الثاني، مع بقاء 11 مرحلة حتى نهاية الموسم.
وقد يعزّز الإقصاء من يوروبا ليغ آمال أرسنال بالحفاظ على الصدارة في سباق اللقب، إذ يمنحه ذلك مزيدا من التعافي والوقت للاستعداد. لكن أرتيتا لا يتماهى مع هذا الرأي، لأن مدرب “المدفعجية” يحاول إعادة ثقافة الفوز إلى ناد غرق في مستنقع الأداء المتذبذب خلال معظم فترات العقدين الماضيين، بعد حقبة المدرب الفرنسي أرسين فينغر. وقال أرتيتا “المسابقتان ضمن أولوياتنا. أفضل طريقة للاستعداد لأيّ منافسة هي الفوز بالمباراة السابقة والثقة والمشاعر المناسبة للاقتراب من المباراة التالية”.
حنكة قارية
أثبتت فلسفة أرتيتا صحّتها حتى الآن. فقد حقق أرسنال ستة انتصارات وتعادل في سبع مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز مباشرة بعد مباريات الدوري الأوروبي هذا الموسم. ورغم عودته إلى لندن في الساعات الأولى من صباح الجمعة، نجح أرسنال الضيف في الفوز 3 – 0 على فولهام الأحد في مباراة حسمت في شوطها الأول. ومن المعروف أن معركة اللقب في إنجلترا هي بين المعلّم والتلميذ، إذ يواجه أرتيتا مديره السابق في مانشستر سيتي مواطنه بيب غوارديولا، إذ أن أرتيتا كان مساعده على مدى ثلاث سنوات بين 2016 و2019.
ويبدو تأثير غوارديولا واضحا في رؤية وأسلوب أرسنال باللعب تحت قيادة أرتيتا، ولكن أيضا في العقلية التي يحاول الإسباني غرسها. وعودة إلى الدوري الأوروبي، لا يزال مدرب سبورتينغ روبن أموريم متفائلا حيال إمكانية إقصاء أرسنال، رغم أن فريقه فشل في الحفاظ على تقدمه ذهابا وقال أموريم إن “التعادل يبقي الأمور مفتوحة. كنت لأكون أكثر تفاؤلا لو فزنا 2 – 1 أو 3 – 1، لكننا نعتقد الآن أنه من الممكن التأهل”. لكن إذا ما نظرنا إلى الأرقام، فإن أرسنال فاز بالمباريات الثلاث التي لعبها على أرضه أوروبياً هذا الموسم، وحافظ فيها على نظافة شباكه.
في المقابل، يسعى مانشستر يونايتد إلى الإبقاء على مساره التصاعدي في مرحلة التعافي من الخسارة المذلّة أمام ليفربول في الدوري (0 – 7) الأسبوع الماضي، وسيكون قادرا على حسم مواجهة الإياب على ريال بيتيس الإسباني، بعدما فاز عليه ذهابا 4 – 1. لكن لا شيء مضمونا لرجال المدرب الهولندي إريك تن هاغ، ذلك أن نظيره التشيلي مانويل بيليغريني خسر مرة واحدة فقط في سبع مباريات خاضها على أرضه ضد يونايتد، فخرج منتصرا في أربع من آخر خمس مباريات خاضها عندما كان مدربا لوست هام ومانشستر سيتي، وهي سلسلة تتضمن فوزا في ديربي مانشستر 4 – 1 في سبتمبر 2013.
وهناك مفارقة تاريخية قد تخيف يونايتد قبل هذه المواجهة، ذلك أن فريق “الشياطين الحمر” أقصي في حقبة السير مات باسبي من ربع نهائي كأس الكؤوس الأوروبية بموسم 1963 – 1964 على يد سبورتينغ البرتغالي رغم فوز الفريق الإنجليزي ذهابا 4 – 1، بعدما خسر إيابا في لشبونة بخماسية نظيفة.
مضاعفة الجهود
في الدور نفسه، لا يزال يتعين على يوفنتوس الإيطالي مضاعفة مجهوده، عندما يسافر إلى فرايبورغ في ألمانيا للدفاع عن تقدمه 1 – 0 في مباراة الذهاب. وقدّم يوفنتوس الذي لم يخسر إلا مباراة واحدة في آخر 21 مواجهة في “يوروبا ليغ” (11 انتصارا وتسعة تعادلات)، أداء جيدا على أرضه في مباراة الذهاب، حتى أن مدرب فرايبورغ كريستيان شترايش أشاد بأداء الأرجنتيني أنخل دي ماريا قائلا إنه “متعة للمشاهدة”. وبالتالي، قد يكون إخضاع دي ماريا مفتاحا لفرايبورغ لقلب النتيجة، خصوصا وأنه يقدم موسما جيدا في الدوري الألماني مع احتلاله المركز الخامس بفارق الأهداف عن لايبزغ الثالث وأونيون برلين الرابع.
هذا الأخير سقط في تعادل مثير أمام أونيون سان جيلواز 3 – 3 الأسبوع الماضي، مع عودة الفريق البلجيكي إلى المسرح الأوروبي بعد غياب دام 58 عاما، وبالتالي ستكون العيون شاخصة على مباراة قوية إيابا. في المقابل، قد يخوض إشبيلية الإسباني الفائز باللقب ست مرات قياسية معركة هبوط في الـ”ليغا”، لكنه دائما ما يمثل تهديدا في المراحل الإقصائية من الدوري الأوروبي، وسيواجه فنربهتشه التركي في إسطنبول متسلحا بهدفين نظيفين ذهابا. ومثله روما الإيطالي الذي يسعى إلى حسم التأهل بعدما فاز على ريال سوسييداد 2 – 0 الأسبوع الماضي.
ويتعين على باير ليفركوزن أن يلعب مباراة الإياب لدور الـ16 بالدوري الأوروبي أمام فريق فرينكفاروش، اليوم الخميس دون مهاجمه الرئيسي بيتر شيك. وكان اللاعب التشيكي، الذي غاب عن مباراة فريقه أمام فيردر بريمن، يأمل في أن يعود ولكنه مازال يعاني من مشكلة في الفخذ. وقال سيمون رولفس المدير الرياضي للصحافيين “مازال يشعر بالألم ولا يمكنه السفر لبودابست”. ولن يتواجد أيضا كريم بلعربي، المريض، في القائمة. يذكر أن باير ليفركوزن فاز في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين. وعما إذا كان شيك سيكون جاهزا للعب أمام بايرن ميونخ في الدوري الألماني يوم الأحد المقبل، قال رولفس “ليس من السهل الإجابة”، لكنه قال إن ليفركوزن يأمل في ألا يكون هناك حاجة للخضوع لجراحة. وكان شيك هو ثاني هدافي الدوري الألماني في الموسم الماضي برصيد 25 هدفا.