هل وجد دوري أبطال أوروبا طريقه إلى الزوال

المسابقة الأسمى قد تجد طريقها إلى الزوال في حال نجحت المساعي القائمة بقيادة ريال مدريد إلى إطلاق الدوري السوبر.
الأربعاء 2024/05/29
بطولة عريقة

مدريد - يبحث ريال مدريد الذي نصّب نفسه ملكا لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، عن إحراز لقبه الخامس عشر في المسابقة القارية المرموقة ضد بوروسيا دورتموند الألماني في النهائي المرتقب السبت على ملعب ويمبلي، لكن المسابقة الأسمى قد تجد طريقها إلى الزوال في حال نجحت المساعي القائمة بقيادة نادي العاصمة الإسبانية إلى إطلاق الدوري السوبر.

يتقدّم ريال وغريمه التقليدي برشلونة الساعيان بقوّة لإطلاق الدوري السوبر، متحدّين المعارضة الكبيرة التي يلقاها المشروع من جميع أنحاء “القارة العجوز”.

وفي طليعة المعارضين خصم ميرينغي المقبل بوروسيا دورتموند، حيث أعرب الرئيس التنفيذي للنادي هانس – يواكيم فاتسكه غير مرّة رفض ناديه للمشروع. انهارت المحاولة الأولى لإطلاق دوري منفصل في عام 2021 في غضون أيام، بعد ردّ فعل عنيف من المشجّعين والحكومات والاتحادات القارية والمحلية.

لكنّ مؤيدي الدوري السوبر حققوا انتصارا لافتا هذا الأسبوع، حيث وجدت محكمة في مدريد أن الهيئتين الحاكمتين: أي الاتحادين الدولي لكرة القدم (فيفا) والأوروبي (ويفا) “أساءا استخدام سلطتهما المهيمنة” و”منعا المنافسة الحرة” من خلال معارضة الدوري الجديد الانفصالي.

قد تكون أسباب سعي ريال مدريد لإحداث خضّة في الكرة الأوروبية محل استغراب بعض الشيء. فالفريق الملكي قد فاز بلقب دوري الأبطال خمس مرات في آخر عشرة أعوام.

وفي الوقت عينه، تمكّن من تحديث ملعب سانتياغو برنابيو الذي يتسع لـ85000 متفرج ليصبح ملعبا عالمي المستوى، ويبقى وجهة مفضّلة لأفضل اللاعبين في العالم.

مهاجم صريح

ريال مدريد الذي نصب نفسه ملكا لدوري أبطال أوروبا، يبحث عن إحراز لقبه الخامس عشر في المسابقة القارية

ولم يحقق ريال مدريد أي لقب في دوري أبطال أوروبا خلال القرن الحالي من دون وجود مهاجم صريح، لكن في النسخة الحالية وعلى غير العادة بلغ الملكي نهائي البطولة دون الاعتماد على رأس حربة في تشكيله الأساسي.

وسبق العبقري الإسباني بيب غوارديولا كل المدربين في زمنه وما قبله، بابتكار حيلة المهاجم الوهمي، التي كانت من ركائز تكتيك برشلونة في عصره الذهبي.

ورغم المحاولات المضنية لتقليد غوارديولا أخفق الكثير من المدربين في اتباع النهج نفسه، ولم يقترب من تطبيق الفكرة بنجاح سوى عدد قليل للغاية، أبرزهم توماس توخيل في فترته مع تشيلسي، حين وظف كاي هافيرتز في هذا الدور. ولم يكن النجاح سيعرف طريقه لخطة المهاجم الوهمي من دون عبقري آخر: ليونيل ميسي، الذي أبدع في تنفيذها، فمنح هذا المركز بريقا فريدا، بموهبته الاستثنائية ومهارته الفائقة، التي لا يضاهيها أحد.

لجأ غوارديولا إلى خطة المهاجم الوهمي باختياره، لأنه كان يملك في الفريق مهاجما كبيرا بحجم زلاتان إبراهيموفيتش، لكنه فضل وضع النجم السويدي في الجناح أو على مقاعد البدلاء، من أجل الرهان على ميسي في هذا المركز المبتكر.

على عكس ذلك، لم يكن كارلو أنشيلوتي من أنصار المهاجم الوهمي، لكنه أجبر على ذلك مطلع الموسم الحالي، بعد رحيل المخضرم كريم بنزيمة في الصيف الماضي، دون تعويضه باسم كبير.

وهنا كان على المدرب الإيطالي أن يبتكر خطة طوارئ تتناسب وقائمة اللاعبين المتاحين لديه. وخلال الموسم الجاري تبادل الثلاثي الأكثر مشاركة في هجوم ريال مدريد: رودريغو جويس وفينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام، تقمص دور المهاجم الوهمي في خطة أنشيلوتي.

وعلى سبيل المثال كان بيلينغهام يتقدم أحيانا من وسط الملعب ليقتحم منطقة جزاء المنافس منتظرا كرة عرضية من الظهيرين، كي يقابلها برأسه كمهاجم صريح.

وعندما يتحرك بيلينغهام إلى أحد الأجنحة، فإن واحدا من فينيسيوس أو رودريغو يتحول مباشرة إلى مهاجم وهمي تاركا الخط صوب عمق الملعب. ومع نجاح الخطة طوال الموسم، فلا شك أن الميرنغي سيطبقها مرة أخرى في موقعة بوروسيا دورتموند، السبت المقبل.

لمحة خوسيلو

Thumbnail

يعد خوسيلو المهاجم الصريح الوحيد في قائمة ريال مدريد، ورغم أنه لا يبدو ذلك الاسم الكبير الذي يفرض نفسه على التشكيل الأساسي، يجيد أنشيلوتي استغلاله إذا فقد الفريق سبيله لمرمى المنافس. ولطالما لجأ أنشيلوتي إلى خوسيلو في الأوقات الحرجة، خاصة عندما يتطلب الأمر الدفع برأس حربة تقليدي، ولم يخيب اللاعب الإسباني ظن مدربه أبدا.

لقد لعب خوسيلو الدور الرئيسي في عبور ريال مدريد لعقبة بايرن ميونخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ومن ثم قد يحصل على دور مماثل ضد دورتموند، لكن سيكون ذلك في الشوط الثاني إذا تعثر الميرنغي في نيل غايته من المباراة مبكرا.

17