هل دفع بايرن ميونخ ثمن إقالة جوليان ناغلسمان

ترنح الفريق البافاري يثير الشكوك حول مستقبل توخيل.
الاثنين 2023/04/17
وجهة مجهولة

واصل بايرن ميونخ معاناته من تراجع النتائج تحت قيادة مدربه الجديد توماس توخيل الذي خلف جوليان ناغلسمان في منصب المدير الفني الشهر الماضي، حيث فاز تحت قيادته في مباراتين بالبوندسليغا لكنه خرج من دور الثمانية لكأس ألمانيا كما بات على مقربة من توديع دوري أبطال أوروبا، قبل أن تمتد هذه المسيرة السلبية خلال مباراة السبت بتعادله مع هوفنهايم.

برلين – خاض بايرن ميونخ مباراته الخامسة تحت قيادة مدربه الجديد توماس توخيل، والتي جاءت ضد هوفنهايم بملعب أليانز أرينا في الدوري الألماني. وتولى توخيل مهمة تدريب الفريق البافاري بشكل مفاجئ بعد إعلان إقالة سلفه جوليان ناغلسمان في نهاية مارس الماضي. وتعرض بايرن لتعثر جديد بالتعادل مع هوفنهايم بهدف لكل فريق، وكانت صدارته مهددة لولا تعادل غريمه بوروسيا دورتموند مع شتوتغارت في التوقيت ذاته (3 – 3).

بدأ توخيل مهمته مع فريقه الجديد بمواجهة دورتموند في “دير كلاسيكر” البوندسليغا، ونجح في قيادته إلى الفوز (4 – 2) والابتعاد بالصدارة. لكن ما حدث بعد ذلك لم يسر على هذا النحو، بل بدأت الضربات تتوالى من كل حدب وصوب، حيث جاءت البداية بالخروج من ربع نهائي كأس ألمانيا.

جاء ذلك بعد السقوط في ميونخ بنتيجة (1 – 2) على يد فرايبورغ، ليفوت الفريق فرصة المنافسة على لقب غائب عنه منذ سنوات. وعادت الانتصارات من جديد في المباراة التالية بفوز خارج الديار على فرايبورغ نفسه (1 – 0) في البوندسليغا، لكن مواجهة مانشستر سيتي جعلت البايرن يبدو بحالة لم يكن عليها منذ سنوات. وتلقى العملاق الألماني خسارة مذلة على يد السيتزنز بثلاثية في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ليبقى على حافة الإقصاء من البطولة. وأتبع بايرن تلك الهزيمة بالتعثر أمام هوفنهايم، لتبدأ الشكوك تحوم حول الفريق ومدربه الجديد.

إقالة مفاجئة

oo

جاءت إقالة المدرب الشاب مفاجئة للجميع، بمن فيهم ناغلسمان نفسه، الذي سمع أنباء إقالته من وسائل الإعلام قبل إبلاغه رسميا بها. الإقالة حدثت بعد أيام من خسارة بايرن في البوندسليغا على يد باير ليفركوزن (1 – 2)، والتي لم تتسبب في خسارة الفريق للصدارة. وتوقيت الإقالة أيضا كان محيرا، نظرا إلى اتخاذ القرار قبل أيام معدودة من مباراة من العيار الثقيل ضد فريق بيب غوارديولا.

ومن المعروف أن أي مدرب جديد يحتاج وقتا للتعرف على لاعبيه والاستقرار على أفضل طريقة لعب وتشكيلة ممكنة، وهو ما لم يستطع توخيل التوصل إليه وسط جدول مزدحم وفترة حساسة من الموسم. كما أن ناغلسمان حقق سجلا استثنائيا في دوري الأبطال قبل إقالته، بقيادة الفريق للفوز بكافة مبارياته بالبطولة بنسبة نجاح 100 في المئة.

اللافت في الأمر أن مجموعة ناغلسمان تغلبت في طريقها على فرق كبرى، على رأسها باريس سان جرمان، برشلونة وإنتر دون اهتزاز شباكها في 6 مواجهات أمامها. ومع ذلك، لم يشفع هذا السجل الذهبي لناغلسمان، وفوجئ بقرار إقالته قبل نحو شهرين على نهاية الموسم. وبعد خوض 5 مباريات فقط منذ رحيل ناغلسمان، بدا أن الفريق مترنح بشدة مع مدربه الجديد الذي لم يفز سوى في مباراتين وخسر مثلهما، فيما تعادل في واحدة، ليبدو أن العملاق البافاري قد بدأ مبكرا في دفع ثمن القرار الغريب من الإدارة في هذا التوقيت.

بعد خوض 5 مباريات فقط منذ رحيل ناغلسمان، بدا أن الفريق البافاري مترنح بشدة مع مدربه الجديد توماس توخيل

ورغم الفوز المريح لمانشستر سيتي على بايرن ميونخ، وعودة إنتر ميلان بانتصار ثمين من لشبونة، وتعقد موقف بايرن وميلان، ما يزال إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أبعد ما يكون عن التنبؤ بهوية المتأهلين إلى نصف النهائي. وكان متصدر البريميرليغ قد اكتسح في ذهاب ربع النهائي بايرن ميونخ في ملعب الاتحاد 3 – 0 الثلاثاء الماضي.

ومجددا، أكد السيتي أنه المرشح الأوفر حظا للقب بفوزه الكبير على بايرن حيث تحسم نتيجة 3 – 0 في ملعب الاتحاد بنسبة كبيرة مسألة التأهل لصالح الفريق الإنجليزي. وكان الفريق البافاري قد فاز في جميع مبارياته القارية، قبل مواجهة السيتي، لذا كانت الهزيمة مريرة بالنسبة إلى أحد عمالقة أوروبا لاسيما أنها تكاد تكرر سيناريو الموسم الماضي بالخروج من ربع النهائي وكانت تلك المرة على يد فياريال الإسباني.

وتنتظر توخيل مهمة شبه مستحيلة، لاسيما مع توتر الأجواء والشجار بين ساديو ماني وليروي ساني عقب مباراة الذهاب. لكنه رغم كل ذلك لم يفقد الأمل حين صرح “لا نستسلم قبل أن نلعب. كانت نتيجة الذهاب سيئة للغاية. نلعب جيدا في بعض الأحيان وأثق في اللاعبين والجمهور”. وأصر توخيل “عشت في ميونخ 3 أعوام وأعرف العقلية والجودة التي يتمتعون بها. ما تزال أمامنا مباراة صعبة، لكن لم يحسم شيء بعد”.

وقال توخيل “كنت أعتقد أننا جاهزون وسنلعب بغضب ورغبة في إظهار رد فعل، لكن ذلك لم يحدث، وكنا سيئين”. وأشار المدرب الألماني إلى بطء إيقاع فريقه، فضلا عن البرود وقلة الرغبة في الفوز، مضيفا “نحتاج إلى روح مختلفة بسرعة”. وأكمل صاحب الـ49 عاما “هذه نقطة مستحقة لهوفنهايم، وأعتقد أن هذا يعبر عن كل شيء، لكن من الصعب استيعاب ذلك”. وعاد توخيل للتأكيد على صدمته من فريقه بعدما كان يتوقع ظهوره بوجه مختلف، مشيرا إلى ارتكاب لاعبيه بعض الأخطاء البسيطة وظهورهم بلا حيوية.

النجاح الأوروبي

oo

لا يمكن إغفال حقيقة تحقيق توخيل وناغلسمان نجاحات أوروبية خلال مشوارهما الكروي، سواء للأول في باريس سان جرمان الفرنسي وتشيلسي، أو للأخير مع ريد بول لايبزيغ الألماني وبعده بايرن ميونخ.

وقاد توخيل باريس سان جرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الوحيد في تاريخ النادي في 2020، قبل أن يخسر 0 – 1 أمام العملاق البافاري في لشبونة في مباراة أهدر خلالها نيمار دا سيلفا وكيليان مبابي نجما الفريق الفرنسي العديد من الفرص. وخلال تلك النسخة، كان ناغلسمان يقود لايبزيغ لإنجاز التأهل التاريخي إلى نصف النهائي، قبل أن يسقط ضد فريق توخيل بثلاثية نظيفة في مواجهة ألمانية خالصة على دكة البدلاء. ومع تشيلسي، حقق توخيل إنجاز دوري أبطال أوروبا الذي فشل في التتويج به مع سان جرمان، حيث قاد الفريق في عام 2021 للقب بالفوز 1 – 0 على مواطنه الإنجليزي مانشستر سيتي بقيادة الإسباني بيب غوارديولا، وهو مدرب سابق آخر للعملاق البافاري.

أما ناغلسمان فكان يقدم في الموسم الحالي مع البايرن نتائج مذهلة بدوري أبطال أوروبا، شهدت فوزه بجميع المباريات حتى الآن، حيث حقق 8 انتصارات واستقبل هدفين فقط، وخرج في 7 مباريات بشباك نظيفة، ولم يستقبل أي هدف من فرق بحجم إنتر ميلان الإيطالي وسان جرمان وبرشلونة الإسباني. على عكس التألق الأوروبي عانى توماس توخيل وناغلسمان على الصعيد المحلي، سواء للأول في تجاربه داخل وخارج ألمانيا، أو للثاني في ميونخ.

17