هل تقدر تونس على تلميع صورتها المونديالية أمام فرنسا

السعودية تتمسك بالحلم وتبقي حسابات التأهل مفتوحة.
الاثنين 2022/11/28
رهان صعب

تلقى منتخب تونس هزيمة مريرة على يد أستراليا في الجولة الثانية من المجموعة الرابعة ببطولة كأس العالم لتتضاءل آمال نسور قرطاج في التأهل إلى دور الـ16. وباتت تونس أمام مهمة صعبة ضد فرنسا حاملة اللقب، في حين ما زالت السعودية تتمسك بحلم التأهل في مواجهة المكسيك.

الدوحة - ظلّ المنتخب التونسي صائما عن التسجيل في التعادل السلبي أمام الدنمارك والخسارة أمام أستراليا 0 – 1 ضمن منافسات المجموعة الرابعة من مونديال قطر لكرة القدم. وبدا مفتقرا إلى الحسم في اللمسات الأخيرة وحذرا جدا. ويتعيّن على “نسور قرطاج” معالجة هذه الثغرات والتحليق عاليا في حال أرادوا الفوز على منتخب فرنسا بطلة العالم الأربعاء.

دفاع قوي لكن الهجوم متهالك، هي النتيجة الإجمالية للمباراتين الأوليين للمنتخب التونسي الذي سيضطر للظهور بأفضل صورة ممكنة وهزّ الشباك الفرنسية، كما فعلت أستراليا في الخسارة 1 – 4 والدنمارك التي سقطت بدورها 1 – 2. من أجل ذلك، يجب على التونسيين الفوز على فرنسا الضامنة للتأهل بتصدرها راهنا المجموعة بالعلامة الكاملة (6 نقاط) على أمل أن تنتهي المباراة الثانية بين الدنمارك وأستراليا بالتعادل أو بفوز الدنمارك بفارق ضئيل.

وقال لاعب خط الوسط نعيم السليتي بعد الخسارة أمام أستراليا “هذه المباراة أمام ‘سوكروز’ خسرناها تحديدا في الشوط الأول (…) حصلنا على فرصتين صريحتين، وكان يجب علينا التسجيل”.

وتابع “أردنا تحقيق نتيجة جيدة، ولكن هذه هي كرة القدم، المستوى الأعلى. عندما لا تسجل، تُعاقب”. وحجبت هذه الخسارة إيجابية التعادل أمام الدنمارك وجرعة الثقة التي حصل عليها المنتخب التونسي، حتّى لو أن المدرب جلال القادري تأسف حينها بسبب هجوم “غير فعال كثيرا مع الكرة”.

دفاع قوي لكن الهجوم متهالك، هي نتيجة المباراتين الأوليين لمنتخب تونس الذي سيضطر للظهور بأفضل صورة

واعتُبر الدرس قاسيا وبطعم المرارة على تونس التي تخوض النهائيات للمرة السادسة من دون أن تنجح في تجاوز دور المجموعات. غير أن اللائمة تقع على المنتخب التونسي، إذ مع بعض الواقعية كان بإمكانه أن يرفع رصيده إلى أربع نقاط بدلا من نقطة يتيمة، كما هي الحال حاليا، قبل مباراة القمة أمام حامل اللقب والتي شبهّها البعض بـ”تسلق قمة جبل إيفرست”.

ومعاناة منتخب شمال أفريقي أمام مرمى المنتخبات المنافسة ليس مفاجأة في الحقيقة. ويعتمد المنتخب في المقام الأول على الدفاع القوي، حيث حافظ على نظافة شباكه في تسع من مبارياته الـ11 الأخيرة. لكنه فشل في هز شباك المنتخبات المنافسة في سبع من مبارياته الـ14 في عام 2022. ومن الواضح أن الخصوم لهم دورهم في ذلك، مثل التصدي الاستثنائي لحارس المرمى الدنماركي كاسبر شمايكل أمام عصام الجبالي في الجولة الأولى أو التدخل في الوقت المناسب للمدافع هاري سوتار لإبعاد تسديدة يوسف المساكني ضد أستراليا في الجولة الثانية.

لكن سوء حظ التونسيين بتسديدة خارج الخشبات للمساكني أمام المرمى الأسترالي، يفسّر أيضا هذه الحالة. ومع نظام لعب بمهاجم واحد في المقدّمة في شخص الجبالي الذي يدافع عن ألوان أودنسي خامس البطولة الدنماركية المتواضعة، وُجّهت أصابع الاتهام إلى المدرب القادري بعدم المجازفة.

وانتظر القادري حتى الدقيقة 67 ليقوم بتغيير هجومي حقيقي بخروج لاعب الوسط الدفاعي عيسى العيدوني ودخول وهبي الخزري الذي لم يخض المباراة الأولى. ولم تكن بداية الموسم جيدة بالنسبة إلى مهاجم مونبلييه الفرنسي، لكنه كان أحد أفضل اللاعبين التونسيين في مونديال روسيا في 2018 ويبدو أنه يفتقد إلى تجربته.

وأقرّ القادري عقب المباراة الأولى ضد الدنمارك أن “الخزري مهاجم جيد، لاعب كبير للمنتخب الوطني (…). لا يزال ورقة رابحة بالنسبة إلينا ولدينا ثقة كبيرة في قدراته”. لكن لم يعد “نسور قرطاج” يملكون مصيرهم بأيديهم ويتعيّن عليهم التركيز على استغلال الإصابات التي تضرب خط دفاع المنتخب الفرنسي لتسجيل الأهداف.

Thumbnail

ومن ناحية أخرى أجلت منتخبات المجموعة الثالثة حسم بطاقتي التأهل إلى دور الـ16 إلى الجولة الأخيرة في دور المجموعات بمونديال قطر 2022. وعادت الأرجنتين بقوة للمنافسة بفوز ثمين (2 – 0) على منتخب المكسيك الذي لم يفقد حظوظه في السباق بعد رغم الخسارة.

وبنهاية الجولة الثانية، تصدرت بولندا المجموعة برصيد 4 نقاط، وجاءت الأرجنتين ثانية (3)، ثم السعودية ثالثة (3)، وأخيرا المكسيك في المركز الرابع بنقطة واحدة. وعلى صعيد الأهداف، تمتلك بولندا هدفين، تليها الأرجنتين ولها 3 أهداف وعليها 2، ثم السعودية ولها هدفان وعليها 3، وأخيرا المكسيك بهدفين في شباكه ولم يسجل.

وستكون حسابات التأهل مفتوحة على كل الاحتمالات يوم الأربعاء، حيث الصدام الناري بين الأرجنتين وبولندا، والتحدي الخاص بين السعودية والمكسيك.

وسيكون الفوز هدفا للمنتخبات الأربعة في الجولة الثالثة، خاصة السعودية والأرجنتين وبولندا إذ سيكون الخيار الحاسم لتأهل كل منهم مباشرة، دون انتظار الهدايا من المنافسين.

وفي حال فوز السعودية على المكسيك ستصل للنقطة السادسة، وتحسم التأهل لتودع المكسيك البطولة، إذ سيتوقف رصيدها عند نقطة واحدة.

فوز المكسيك سيرتفع رصيده إلى النقطة 4، وينتظر نتيجة الأرجنتين وبولندا، بينما سيودع الأخضر. لكن التعادل يصبح للأخضر 4 نقاط، وينتظر نتيجة الأرجنتين وبولندا، وتودع المكسيك البطولة.

في حال فوز الأرجنتين على بولندا سيصبح رصيدها 6 نقاط، تضمن تأهلها، بينما يتوقف رصيد بولندا عند 4 نقاط، وتنتظر نتيجة السعودية والمكسيك.

وفي حال فوز بولندا ستصل للنقطة السابعة، وتحسم التأهل، فيما يتجمد رصيد الأرجنتين عند 3 نقاط، وتخرج من المونديال.

وفي صورة التعادل ستصل الأرجنتين للنقطة الرابعة، ويرتفع رصيد بولندا للنقطة الخامسة لتتأهل مباشرة، وبالتالي ينتظر رفاق ميسي نتيجة السعودية والمكسيك.

18