هل تدفع الهزائم المتتالية لمانشستر سيتي غوارديولا إلى الاعتزال

واصل مانشستر سيتي حامل اللقب تدهوره أكثر فأكثر، وذلك بهزيمته أمام أستون فيلا في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإنجليزي، ليتلقى تاسع هزيمة له في آخر 12 مباراة ضمن جميع المسابقات. ويؤكد بيب غوارديولا أن عليه هو ولاعبيه التكيف مع التحدي الحالي لتحسين الأداء، بداية من مواجهة إيفرتون الخميس.
لندن – أثار بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي جدلا واسعا في الأوساط الرياضية، بعد تصريحاته الأخيرة التي أشار فيها إلى احتمال اعتزاله التدريب في المستقبل القريب. وكان غوارديولا قد صرح مؤخرا “لا أتحدث عن المستقبل البعيد، ولكن عندما أغادر مانشستر سيتي، لن أذهب إلى بلد آخر وتدريب فريق جديد.” وتابع “أريد أن أذهب للعب الغولف.. لن أمتلك الطاقة أو القدرة من جديد على القيام بنفس الشيء كما أفعل الآن من التدريبات وهذه الأشياء.”
وجاءت هذه التصريحات بعد سلسلة طويلة من النتائج السلبية التي حققها مانشستر سيتي في الموسم الحالي، مما أدى إلى توجيه انتقادات حادة للمدرب الإسباني. ومع تزايد الضغط، بدت كلمات بيب غوارديولا وكأنها تمهيد لمرحلة جديدة في حياته، بعيدا عن ضغوط كرة القدم. ويوفر موقع أمازون السعودية مجموعة مميزة من الأدوات الخاصة بلعبة الغولف.. يمكن الحصول عليها (من هنا).
ضغوط الرياضة
مع تزايد الضغط بدت كلمات بيب غوارديولا وكأنها تمهيد لمرحلة جديدة في حياته، بعيدا عن ضغوط كرة القدم
تذكر تصريحات غوارديولا الكثيرين بمسيرة الويلزي غاريث بيل، الذي كان يعشق لعبة الغولف أثناء احترافه لكرة القدم. بيل، الذي تألق مع ريال مدريد وحقق العديد من الإنجازات الكبرى، قرر اعتزال كرة القدم مبكرا في 2023، والتفرغ لهوايته المفضلة.
تلك الخطوة أثارت حينها دهشة العديد من متابعي الرياضة، لكنها عكست رغبة بيل في الهروب من ضغوط الرياضة الاحترافية، والبحث عن حياة هادئة. فهل يمكن أن يسير غوارديولا على نفس خطى بيل؟ ربما، خاصة وأن المدرب الإسباني لا يخفي شغفه بألعاب رياضية أخرى مثل الغولف، والتي تبدو بالنسبة له كملاذ مريح بعيدا عن الأضواء والضغوط المستمرة. وتستطيع الحصول على مجموعة كرات غولف ميكس من نايك بسعر 95 ريالا.. يمكنكم التصفح والشراء (من هنا). ومنذ بداية مسيرته التدريبية مع برشلونة، استطاع غوارديولا تحقيق نجاحات رائعة، حيث قاد الفريق الكتالوني إلى تحقيق السداسية التاريخية في 2009.
وانتقل بعد ذلك إلى بايرن ميونخ وواصل تحقيق البطولات، قبل أن يحط الرحال في مانشستر سيتي في عام 2016. وخلال فترته مع السيتي، نجح في تحويل الفريق إلى قوة ضاربة في إنجلترا وأوروبا، حيث حصد العديد من الألقاب، أبرزها دوري أبطال أوروبا في 2023. ومع ذلك، يبدو أن الضغوط المستمرة وطبيعة كرة القدم الحديثة بدأت في النيل من طاقة غوارديولا، فالتدريب على أعلى المستويات يتطلب جهدا ذهنيا وبدنيا هائلا، مما قد يفسر رغبة المدرب الإسباني في التوقف عن العمل والبحث عن حياة هادئة.
وإذا قرر غوارديولا اعتزال التدريب قريبا، فإن مانشستر سيتي سيواجه تحديا كبيرا في العثور على بديل يستطيع ملء الفراغ الذي سيتركه، لأن أسلوبه الفريد وإدارته التكتيكية، جعلت منه أحد أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم، ومن المؤكد أن النادي الإنجليزي سيحتاج إلى وقت من أجل التأقلم مع غيابه.
الاتجاه الصحيح
في المقابل يعيش محمد صلاح نجم ليفربول واحدة من أفضل فتراته منذ بداية مسيرته الاحترافية، خاصة مع سير الريدز في الاتجاه الصحيح على كل الأصعدة هذا الموسم. ويحتل ليفربول صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، كما هو الحال في دوري أبطال أوروبا، الذي حقق فيه العلامة الكاملة حتى الآن. ويلعب محمد صلاح دورا بطوليا في مسيرة ليفربول الاستثنائية هذا الموسم، بفضل إسهاماته التهديفية، من حيث التسجيل أو الصناعة.
شهدت السنوات القليلة الماضية خروج بعض التصريحات، خاصة من لاعبين سابقين في ليفربول، تتهم الفرعون المصري بالأنانية. ومن بين هؤلاء غرايم سونيس أسطورة الريدز، حيث قال عنه في موسم 2019 – 2020 “صلاح مؤثر لكنه أناني دائما، خاصة أنه يريد الفوز بالحذاء الذهبي الثالث له.” وعاد سونيس نفسه لتجديد اتهامه لصلاح بعد واقعة اشتباكه اللفظي مع مدربه السابق يورغن كلوب، خلال مواجهة ضد وست هام الموسم الماضي، قائلا “إنه أكثر لاعب أناني رأيته في حياتي.”
صلاح يهيمن على صدارة عدة سباقات، أبرزها تفوقه على كافة نجوم البريميرليغ، محتلا صدارة قائمة الهدافين برصيد 15 هدفا
وعلى نفس النهج، سار روبرتو فيرمينو، زميل صلاح السابق، حين قال عنه في كتابه الذي يسرد فيه كواليسه في ليفربول “صلاح كان يحبط الجميع عندما لا يمرر الكرة لنا، لكن مع مرور السنوات، تحسن وبات أقل أنانية وأكثر تعاونا.” وفي 2021، خرج مايكل أوين أسطورة ليفربول، بتصريحات مشابهة حين قال “هناك أنانية مفرطة تتسلل بسببه داخل الفريق، حيث لا يمرر صلاح الكرة كثيرا لزملائه، وبلغ الأمر ذروته مؤخرا.” يشهد الموسم الحالي، تطورا في مسيرة صلاح الاستثنائية، خاصة على مستوى صناعة اللعب، إذ بات اللاعب يفكر في تقديم التمريرات الحاسمة على حد سواء مع تسجيل الأهداف. ويظهر ذلك في وصول صاحب الـ32 عاما إلى 15 تمريرة حاسمة بجانب تسجيله 18 هدفا خلال 24 مباراة منذ بداية الموسم الحالي.
لكن ما يثبت أن هذا الأمر ليس بجديد على صلاح، أن الموسم الحالي أيضا شهد استكمال مئويته الأولى على مستوى صناعة الأهداف بقميص الريدز، بوصوله إلى 103 تمريرات حاسمة حتى هذه اللحظة. ويعني هذا أن معدل صلاح يبلغ 13.7 تمريرة حاسمة في كل موسم منذ وصوله إلى ملعب أنفيلد، وهو سجل يبرهن على مدى تعاونه مع زملائه، نافيا عنه تهمة الأنانية. كما أن بعض الاتهامات المذكورة أعلاه، جاءت في عامي 2020 و2021، وهي الفترة التي سنجد أن صلاح وصل فيها إلى 9 تمريرات حاسمة في البريميرليغ خلال نفس الفترة الحالية (17 جولة) مع بداية موسم 2020 – 2021، أي أقل من الموسم الحالي بتمريرتين فقط. وبعيدا عن تلك الاتهامات، فإن صلاح بات في طريقه إلى أفضل نسخة له على الإطلاق، حال استمراره على نفس النهج حتى نهاية الموسم، وذلك بوصوله إلى مرحلة الكمال الكروي، بعدما أصبح بنفس الكفاءة تقريبا في جانب صناعة اللعب، مثلما هو حاله في الجانب التهديفي.
ويهيمن صلاح على صدارة عدة سباقات، أبرزها تفوقه على كافة نجوم البريميرليغ، محتلا صدارة قائمة الهدافين برصيد 15 هدفا، فضلا عن كونه الأكثر مشاركة في الأهداف على كافة الأصعدة برصيد 33 هدفا. هذا بالإضافة إلى الأرقام القياسية التي تسقط تحت قدميه بين كل مباراة وأخرى، من بينها كونه أول لاعب يسجل 10 أهداف أو أكثر ويصنع مثلها في 4 مواسم متتالية (6 مواسم بشكل عام)، وهو برهان تاريخي على خطأ إلصاق الأنانية به مع وجود هذه الحقائق.