هل اقترب العالم من إنتاج طاقة غير محدودة

لوس أنجلس (الولايات المتحدة)- نجح اكتشاف فيزيائي أخير في اجتياز مراجعة النظراء الرسمية. وقد يكون ذلك مؤشرا على بدء تطوير مفاعلات الاندماج النووي القادرة على إنتاج طاقة غير محدودة تقريبا.
وهو ما قام به فريق من الباحثين في منشأة الإشعال الوطنية في كاليفورنيا مسجلين بيانات تشير إلى تحقيق تفاعل اندماج نووي مكّن من توليد طاقة أكثر مما استهلك لإنتاجها. وكانت النتائج المحققة غير مسبوقة.
ويشير علماء الفيزياء فيما بينهم إلى هذا أحيانا بمصطلح “وجبة غداء مجانية”، مما يعني أنه قد يمكن لهم مستقبلا توسيع نطاق مفاعل الاندماج النووي إلى النقطة التي يصبح فيها قادرا على إنتاج طاقة غير محدودة تقريبا.
وإذا كانت النتائج التي أبلغ عنها فريق منشأة الإشعال الوطنية صحيحة، فقد تكون أبحاثهم المتقدمة نقطة انطلاق للتكنولوجيا المستقبلية التي قد تساعدنا في القضاء على اعتمادنا على طاقة الكربون ومجالات الشحن الفائق.
يُذكر أن ندرة الطاقة تبقى حاجزا في تطوير تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية. ولكن الفلكي الأميركي الشهير كارل ساغان يرى أن “الادعاءات غير العادية تتطلب أدلة فائقة للعادة”. واستقبل مجتمع الفيزياء أخبار هذا الاكتشاف بقدر من التفاؤل وبعض الشكوك. وكان الإجماع العام يؤكد وجوب الانتظار حتى مراجعة النظراء قبل أن يصرخ المرء بعبارة “يوريكا”.
وذكر تقرير في مجلة إيه بي إيه فيزيكس أن فرقا متعددة أكدت النتائج وكررتها.
ولم تكن إعادة إنشاء التجربة سهلة. فلتحقيق تفاعل الاندماج الأصلي، استخدم علماء منشأة الإشعال الوطنية تقنية تسمى الاندماج بحصر القصور الذاتي. ويشمل هذا النوع من الاندماج ضرب ذرات الهيدروجين الثقيلة بما يقرب من 200 ليزر. وترفع هذه العملية درجة حرارتها، وتحقق اندماجها تحت ضغوط أعلى من تلك الموجودة في الشمس.
وأكدت مراجعة النظراء هذه النتائج المبكرة التي يمكن أن تصبح منصة لبناء مفاعلات الاندماج العملية. لكن من السابق لأوانه اليوم التنبؤ بموعد إنشاء مفاعل اندماجي قابل للتطبيق.
وسيدفع التوفر المجاني لما يسمّى بمصادر طاقة الجيل التالي إلى زيادة هندسة التقنيات المرتبطة وتطويرها. وهي تشمل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية.
يُذكر أن هذه المجالات تعتبر الشح في الطاقة العقبة الكبرى أمام تقدّمها. وسيمكنها بهذه الاكتشاف أن تحقق قفزات كبرى نحو مراحل متقدمة.
وأفادت منصة كوينتي ليغراف الرقمية مؤخرا أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي، قال إنه لا توجد طريقة لبناء أنظمة الذكاء الاصطناعي للمستقبل حتى تحقيق اختراق في مجال الطاقة الاندماجية. ومن الممكن أن يكون هذا الاكتشاف الذي توصل إليه فريق منشأة الإشعال الوطنية الخطوة الأولى المؤكدة نحو هذه التكنولوجيا المتقدمة.
وقد تكون شركة أوبن أيه آي في أفضل وضع لفهم متطلبات الطاقة اللازمة لتدريب أنظمة مثل برنامج تشات جي بي تي. يُذكر أن ألتمان نفسه يستثمر في شركة خاصة تعمل على الاندماج.