هل أخذت تركيا ما تريده من سوريا

تحذير الرئيس التركي من أن المنظمات "الإرهابية" ستجد موطئ قدم لها في أوروبا إذا سقطت حكومة الوفاق يؤكد سعيه نشر الفوضى في ليبيا مثلما فعل بسوريا.
الاثنين 2020/04/27
اردوغان يريد الحسم في ليبيا بعد سوريا

إدلب (سوريا)- تتواتر التقارير الإخبارية التي تشير إلى أن تركيا جنّدت قرابة 10 آلاف مقاتل للحرب في العاصمة الليبية طرابلس وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق
الإنسان.

وأشار المرصد من خلال أرقام جديدة إلى أن أعداد المقاتلين المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ 7400 مرتزق، بينهم مجموعة غير سورية. في حين أن عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريبات بلغ نحو 2500 مجند”.

ويطرح الكثير من المراقبين العديد من الأسئلة حول هذه الخطوة التركية، خاصة بعدما تم الحديث عن تمرّد المرتزقة الذين أرسلتهم للقتال في ليبيا على الضباط الأتراك، ومن أهمها: هل أخذت تركيا ما تريده من سوريا؟

 وفيما يستميت الجيش التركي لإعادة فتح طريق حلب – اللاذقية الدولي، وفقا لاتفاق موسكو لوقف إطلاق النار في إدلب والمنطقة العازلة في مارس الماضي، وتسيير دوريات مشتركة مع روسيا، اعتبر رامي عبدالرحمان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الاتفاقيات التركية – الروسية وصلت إلى خواتيمها من أجل إنهاء تواجد الجهاديين داخل الأراضي السورية، حيث يُراد من الحكومة التركية استخدامهم في بقعة جغرافية أُخرى من العالم، فاختارت ليبيا.

تركيا تعمل على تفريغ إدلب من الجهاديين وإرسالهم إلى ليبيا، بعدما أدخلتهم إلى سوريا لتحويل مسار الثورة

ورأى أنّ تركيا أخذت ما تريده من سوريا، فاحتلت عفرين ومناطق في شمال سوريا وأرسلت آلاف الجنود الأتراك من أجل السيطرة على المنطقة الحدودية بين جسر الشغور جنوب غرب إدلب ومنطقة رأس العين.

وأبلغت الاستخبارات التركية مُقاتلي الفصائل السورية التابعة لها أنها تريد الحسم في ليبيا على حساب الجيش الوطني الليبي خلال الأسابيع القادمة من أجل مساعدة ميليشيات حكومة الوفاق وإحراز المزيد من التقدم.

وفتحت تركيا جسرا جويا آخر للمجموعات الجهادية السورية وغير السورية، والتي لا تنضوي تحت إطار الجيش الوطني السوري، للقتال في ليبيا.

وكشف عبدالرحمان أنّ هناك عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي داعش من الجنسية السورية باتوا ينشطون في ليبيا، وهناك أيضا عناصر من جنسيات شمال أفريقيا من تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات جهادية أخرى، جرى نقلهم إلى ليبيا عبر الأراضي التركية، أي إن هناك خطة لنقل عدد كبير منهم.

واعتبر في تصريحات له نشرها المرصد السوري على منصّته الإلكترونية، أنّ تركيا تعمل اليوم على تفريغ إدلب من الجهاديين وإرسالهم إلى ليبيا، بينما هي التي أدخلتهم إلى سوريا من أجل تدمير الثورة وتحويلها من مطالبة بالحرية والكرامة إلى ثورة فصائل إسلامية متطرفة.

ولا يزال هناك عناصر من الجيش الوطني السوري التابع لتركيا، يخرجون للقتال في ليبيا ردّا على ما يقولون إنّه ردّ الجميل لكل من عبدالحكيم بلحاج ومهدي الحاراتي حين إرسلا مقاتلين ليبيين للمُعارضة السورية بدءا من نهاية العام 2011.

وتواصل تركيا تجنيد المقاتلين السوريين وإرسالهم عبر مطاري غازي عنتاب وإسطنبول إلى ليبيا، وهناك لوائح لأكثر من 2500 مقاتل من جيش الشرقية وأحرار الشرقية والسلطان مراد يستعدون للالتحاق بأكثر من 7500 عنصر باتوا منذ أشهر في ليبيا.

وفي ظلّ تقارير إعلامية وسياسية دولية أكدت تسهيل أنقرة انتقال الدواعش ونظرائهم من الإرهابيين والمُتطرفين في سوريا نحو ليبيا، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقال نشر في مجلة “بوليتيكو” مؤخرا من أن المنظمات “الإرهابية” ستجد موطئ قدم لها في أوروبا إذا سقطت حكومة الوفاق الوطني الليبية التي يدعمها.

عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي داعش من الجنسية السورية باتوا ينشطون في ليبيا
عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي داعش من الجنسية السورية باتوا ينشطون في ليبيا

من جهة أخرى، قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون بجروح وتسمم بالغاز جراء إطلاق الجيش التركي الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لفك اعتصام على طريق حلب – اللاذقية الدولي (M4) في محافظة إدلب بشمال سوري، الأحد.

وقال عبدالعزيز زياد من تجمع اعتصام الكرامة الذي تنظمه فعاليات شعبية وناشطون ضد دخول القوات الروسية إلى ريف إدلب “اقتحمت القوات التركية اعتصام الكرامة برفقة عدد كبير من عناصر الشرطة فجر اليوم بواسطة مدرعات وجرافات وآليات ثقيلة قرب بلدة النيرب في ريف إدلب الشمالي الشرقي قرب مدينة سراقب لطرد المعتصمين بالقوة”.

وأكد زياد لوكالة الأنباء الألمانية “حاول ضباط من الجيش التركي والشرطة إقناع المعتصمين بفتح الطريق لدخول أربع سيارات روسية لكن المعتصمين رفضوا، ما دفع الجيش التركي إلى الاقتحام وإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي”.

وبدأ اعتصام الكرامة في 13 مارس الماضي احتجاجا على الاتفاق الروسي التركي الذي يقضي بفتح طريق حلب اللاذقية أمام مرور دوريات مشتركة روسية تركية.

وأضاف زياد “يرفض المعتصمون دخول الدورية الروسية إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة باعتبار هذه القوات هي شريكة إلى جانب النظام السوري، وطائراتهم وقواتهم قتلت وجرحت المئات من المدنيين ودمرت آلاف المنازل، في محافظات إدلب وحماة”.

7