هللو أنا هنا... حليمة التي خطفتني بوكو حرام

أبوجا ( نيجيريا) - بعد سبع سنوات من خطف متشددين إسلاميين لاثنتين من بناته من مدرستهما في شمال شرق نيجيريا، أبلغت مكالمة هاتفية عاجلة علي مايانجا أن محنة أسرته قد تنتهي قريبا.
وكانت مكالمة من ابنته حليمة، التي كانت من بين أكثر من 200 تلميذة اختطفهن متمردو بوكو حرام في شيبوك في أبريل 2014، مما أدى إلى إطلاق حملة “أعيدوا فتياتنا” العالمية.
وقال مايانجا الذي كان يستعد للزواج من زوجته الرابعة عندما سمع صوت حليمة على الخط “كنت أبكي، كانت تبكي”.
وأضاف مايانجا، وهو أب لـ18 طفلا، وقد تم لمّ شمله مع ابنته المخطوفة الأخرى في 2016 “لم نتمكن من التحدث طويلا لأنني كنت محاطا بالعديد من الأشخاص وكان المكان صاخبا… بدأ الجميع في القفز عندما أخبرتهم”.
وأخبرته حليمة البالغة من العمر 23 عاما أن الجيش النيجيري أنقذها، لكن مايانجا قال إنه لا يعرف بالضبط مكان وجودها أو ما إذا كانت بمفردها أو مع زميلاتها المختطفات.
وقال متحدث باسم الجيش إنه لم يكن لديه أي من ضحايا اختطاف تشيبوك في الحجز وأن الحكومة لم تصدر بيانا بشأن العثور على أي من النساء المفقودات في الأيام الأخيرة.
عمليات الخطف الجماعي تفرض ضغوطا على الحكومة لاسيما على الرئيس بخاري الذي قال مرارا إن بوكو حرام هُزمت
وقد هرب حوالي نصف الطالبات المختطفات أو أطلق سراحهن. وظهرت العشرات في مقاطع فيديو دعائية للمتشددين وهن يتوسلن لإنقاذهن أو يبايعن الجماعة، وتوفي بعضهن بسبب المرض أو أثناء الولادة أو في ضربات جوية عسكرية.
وأثارت تقارير ضحايا بوكو حرام عن التلقين الديني والزواج القسري مخاوف بشأن النساء مع تصاعد الهجمات التي يشنها متشددون إسلاميون في شمال شرق البلاد.
وقالت مريم، البالغة من العمر 24 عاما والتي اختطفت مع شقيقتها حليمة، إنهما تزوجتا من متمردين قسرا في 2014 وانتقلتا إلى أجزاء مختلفة من المنطقة.
وقرر زوج مريم مساعدة زوجته على الهرب لأنه لم يرد أن يكبر ابنهما في الغابة، وعثر عليها مع طفلهما البالغ من العمر 10 أشهر في منطقة غوزا بولاية بورنو في نوفمبر 2016.
وقالت مريم “أحسست أنني سأرى أختي مرة أخرى يوما ما. عندما سمعت الخبر، كنت سعيدة للغاية. لا أطيق الانتظار لرؤيتها”.
وبعد أن تزوجت الأختان، التقيتا بانتظام. كانت حليمة تزور مريم كل شهر لتساعدها في رعاية طفلها. وقالت مريم إنها كانت تقضي الكثير من الوقت في مواساة أختها بعد ولادتها جنينا ميتا.
ولكن، عندما تم التخطيط للفرار لم تخبر مريم أختها. وقالت مريم التي لا تعرف مكان زوجها منذ أن اعتقله الجيش وقت هروبها “كنت خائفة. لم أرها قبل مغادرتي”.
ومنذ ذلك الحين، سجّلت الحكومة مريم وفتيات شيبوك الأخريات المحررات في دورة علاجية خاصة في الجامعة الأميركية في نيجيريا.
وبعد سنوات من الانتقادات المتزايدة بشأن انتشار العنف الإسلامي وهجمات العصابات المسلحة، أجرى الرئيس النيجيري محمد بخاري تعديلا مفاجئا في قيادات الجيش استبدل بموجبه كبار المسؤولين العسكريين.
ومن بين المعيّنين الجدد الجنرال ليو ايرابور في رئاسة الأركان والجنرال إبراهيم أتاهيرو في قيادة الجيش.

ووصف سكان محليون في مناطق الشمال الشرقي الرجلين بأنهما قائدان ميدانيان سابقان يعرفان التضاريس والتمرد جيدا.
ويواجه الجيش الذي يعاني من نقص تمويل ومن الضغط في مناطق البلاد الأربع تمردا جهاديا داميا منذ أكثر من عشر سنوات في الشمال الشرقي ومجموعات إجرامية منظمة في الشمال الغربي والجنوب الشرقي الغني بالنفط.
ويتصدى الجيش أيضا لمحاولات انفصالية في بيافرا سابقا (جنوب شرق)، ولتزايد مهول للخطف مقابل فدية في كافة أنحاء البلاد، وتصاعد كبير في القرصنة في المياه المقابلة لسواحلها والتي أصبحت في السنوات الأخيرة من بين الأخطر في العالم.
وكانت الآمال كبيرة بعد نجاحات الجيش ضد بوكو حرام في عامي 2015 و2016. لكن، مع صعود فرع تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، تعرضت أجزاء من الشمال الشرقي لهجمات متكررة.
وبينما وضعت المكالمة الهاتفية حدا لانتظار العائلة المؤلم للحصول على الأخبار، قال مايانجا إنه لا يعرف متى سيتمكن من رؤية حليمة. وأضاف “آمل أن أسمع المزيد من الأخبار من الجيش”.
وتشكل بوكو حرام تهديدا مستمرا للمجتمعات في شمال شرق نيجيريا، كما تشن هجمات في تشاد والنيجر والكاميرون.
ومنذ عام 2009، قتل عشرات الآلاف من الأشخاص على أيدي تلك الجماعة المتطرفة في المنطقة، كما تم تشريد ما يقدر بنحو 2.5 مليون شخص من ديارهم. وهدف تلك الجماعة هو فرض تفسير صارم للشريعة الإسلامية.
وتفرض عمليات الخطف الجماعي ضغوطا على الحكومة للتعامل مع المتشددين في شمال البلاد، لاسيما على الرئيس بخاري الذي ينحدر من ولاية كاتسينا وقال مرارا إن بوكو حرام “هُزمت فعليا”.