هالاند وأوديغارد تحت دائرة الضوء في قمة سيتي وضيفه أرسنال

سيكون لقاء مانشستر سيتي وضيفه أرسنال مسرحا لمواجهة بين لاعبين نرويجيين خطفا الأنظار بشدة هذا الموسم، الأول هو العملاق إيرلينغ هالاند الذي كسر الرقم القياسي تلو الآخر مع مانشستر سيتي، مقتربا من التتويج بجائزة هداف الدوري. والثاني هو صانع الألعاب مارتن أوديغارد الذي تحول إلى قائد لأرسنال.
لندن – لا تقبل القمة المرتقبة بين مانشستر سيتي وضيفه أرسنال مساء الأربعاء القسمة على اثنين، حيث يتطلع كل منهما للتفوق على الآخر بهدف الاقتراب من لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن الكرة النرويجية ستبقى فائزة بغض النظر عن النتيجة. وليست المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز على لقب البطولة فحسب، بل ثمة منافسة أيضا على لقب أفضل لاعب. وهالاند المرشح الأوفر حظا لحصد جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي هذا العام. وسيكون مارتن أوديغارد وهاري كين في قائمة النجوم المنافسين لمهاجم مانشستر سيتي. وستشهد المباراة المنتظرة مواجهة بين العملاق هالاند (22 عاما) وصانع الألعاب مارتن أوديغارد الذي تحول إلى قائد لأرسنال.
زخم كبير
لم تعرف الكرة النرويجية هذا الزخم في الملاعب الإنجليزية منذ اعتزال المهاجم أولي غونار سولسكاير بعد سنوات أهدى خلالها مانشستر يونايتد الألقاب بأهدافه الحاسمة. كما أن جمهور البلد الأسكندنافي لم يسبق له الشعور بهذا القدر من التفاؤل بخصوص مستقبل منتخبه الوطني، إلا في ظل وجود نجمي السيتي وأرسنال. وفي مانشستر سيتي، نصب هالاند نفسه نجما للموسم، حيث أحرز 48 هدفا في 42 مباراة بكل المسابقات مع الفريق الإنجليزي، منها 32 هدفا في 28 لقاء بالبريميرليغ.
ويتصدر النجم النرويجي أيضا ترتيب هدافي دوري أبطال أوروبا، هذا الموسم، برصيد 12 هدفا في 8 مباريات. كما سجل “هاتريك” في 6 مناسبات مختلفة هذا الموسم، علمًا بأنه أحرز 5 أهداف في مباراة واحدة بدوري الأبطال أمام لايبزيغ. وعلى الجهة الأخرى، لا تقل أهمية أوديغارد (24 عاما) مع أرسنال، فهو صاحب شارة القيادة في أفضل موسم للفريق اللندني منذ فترة طويلة. ويشارك لاعب الوسط النرويجي عادة خلف ثلاثي الهجوم، ويطلق العنان لقدراته الفذة في التمرير وتوزيع اللعب، إضافة إلى التسديد من بعيد، واحتلال المكان المناسب داخل منطقة الجزاء.
وقد شهد الموسم الحالي أعلى معدل تهديفي في مسيرة أوديغارد، الذي أحرز 12 هدفا حتى الآن في 31 مباراة، مقدما 7 تمريرات حاسمة. ويطمح لاعب ريال مدريد السابق إلى تتويج مسيرته المميزة هذا الموسم، بالفوز بلقب البريميرليغ الغائب منذ سنوات طويلة عن الغانرز على حساب مواطنه الفتاك هالاند. وأصبح أرسنال مهددا بفقدان صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد سلسلة من العثرات تمثل آخرها في التعادل مع ساوثهامبتون (3 – 3)، ضمن منافسات الجولة الـ32. وأصبح الفارق 5 نقاط بين الغانرز ومانشستر سيتي صاحب المركز الثاني الذي خاض مباراتين أقل، قبل لقاء الفريقين الأربعاء.
وفي هذا الصدد، ذكرت شبكة “بليتشر ريبورت” أن أرسنال لم يستطع الخروج منتصرا من ملعب الاتحاد، منذ يناير 2015 حينما فاز على السيتي (2 – 0). فبعد ذلك الانتصار، خسر المدفعجية 7 مباريات متتالية عقب تعادل وحيد (2 – 2) في مايو 2016. والمثير أن أرسنال لم يسجل أي هدف في ملعب الاتحاد خلال آخر 4 زيارات بمختلف البطولات، إذ هز شباك السيتي في معقله لآخر مرة في فبراير 2019.
الدعم القوي
طالب بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي مشجعيه بالدعم القوي للفريق خلال مواجهة أرسنال في مباراة قمة مرتقبة مع رغبته في قطع خطوة مهمة نحو الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وقال غوارديولا للصحافيين “يوم الأربعاء سنخوض النهائي أمام فريق هو الأفضل في إنجلترا حتى الآن ويتقدم علينا بخمس نقاط”. وأضاف “أعرف أنه رغم تعادله في آخر ثلاث مباريات، فإنه يلعب لفترات طويلة في المباراة بشكل يصعب إيقافه (…) هذه مباراة حاسمة ومهمة لنا. نعرف أن الفوز سيجعلنا نقطع خطوة لفرض سيطرتنا”.
وتابع “الدوري الممتاز عبارة عن 11 شهرا من العمل والعمل، ونريد استغلال هذه الفرصة. لا يمكن أن نفعل ذلك وحدنا. أتمنى أن يمتلئ ملعب الاتحاد تماما قبل ثلاث ساعات من المباراة”. وسبق لغوارديولا انتقاد مشجعي سيتي بسبب عدم الدعم بقوة وقال عقب تحقيق انتفاضة والفوز 4 – 2 على توتنهام هوتسبير في يناير إن الجماهير كانت “صامتة لمدة 45 دقيقة”. ومن بين جميع المدربين الذين واجههم ميكيل أرتيتا مدرب أرسنال 5 مرات على الأقل في جميع المسابقات، لا يوجد مدرب عانى أمامه أكثر من غوارديولا مدرب مانشستر سيتي. وسبق وأن واجه أرتيتا نظيره غوارديولا في 8 مباريات حقق خلالها انتصارا وحيدا وتعرض لـ7 هزائم.
ميكيل أرتيتا سبق وأن واجه نظيره بيب غوارديولا في 8 مباريات حقق خلالها انتصارا وحيدا وتعرض لـ7 هزائم
وكان انتصار أرتيتا الوحيد في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي موسم (2019 – 2020) بنتيجة (2 – 0). وفي تلك المواجهات سجل مانشستر سيتي تحت قيادة غوارديولا 18 هدفا، بينما سجل أرسنال تحت قيادة أرتيتا 4 أهداف فقط. وبلغ معدل النقاط التي جمعها أرتيتا في مواجهات غوارديولا بجميع المسابقات 0.38 نقطة في المباراة الواحدة، وهو الرقم الأضعف له أمام أي مدرب واجهه 5 مرات على أقل تقدير.
وبالنظر إلى المدربين الذين واجههم أرتيتا 5 مرات على الأقل، ولا يتفوق عليهم في المواجهات المباشرة، الثنائي دين سميث (حقق أمامه انتصارين وتعرض لـ3 هزائم) ويورغن كلوب (حقق أمامه 4 انتصارات وتعادلين وخسر 5 مرات). عدا ذلك يتفوق أرتيتا في المواجهات المباشرة على باقي المدربين الذين واجههم 5 مرات على الأقل (بريندان رودغرز وديفيد مويس ورالف رازينهوتل وغراهام بوتر ومارسيلو بيلسا وفرانك لامبارد وإيدي هاو)، ويتعادل في المواجهات المباشرة مع شين دايتش.
وعلى الجانب الآخر، لا يتأخر غوارديولا في المواجهات المباشرة أمام المدربين الذين واجههم 8 مرات على الأقل، سوى أمام يورغن كلوب (11 انتصارا و5 تعادلات و12 هزيمة)، ويتعادل في المواجهات أمام أولي غونار سولسكاير (4 انتصارات وتعادل و4 هزائم). ومن بين الذين واجههم غوارديولا 8 مرات على الأقل، هناك الكثير الذين حققوا انتصار وحيد على رأسهم أرتيتا، وهناك من فشل في الفوز بأي لقاء من بينهم ماركو سيلفا وإيدي هاو وأوناي إيمري.