من هو رئيس وزراء العراق حيدر العبادي المنزوي في المنطقة الخضراء (لا يحل ولا يربط)، أم هادي العامري صاحب الأمر والنهي والطرد والتهجير.

المرجعية الشيعية وحكومة العبادي وأميركا وإيران تعرف أن وجود الحشد الشيعي في مناطق التماس مع "داعش" هو في صالح الأخيرة.

ملامح المشروع الإيراني لإبادة السنة العرب في العراق بدأت تتضح بشكل لا يقبل الجدل، وخيوطه بينة لا تحتاج إلى دليل، وما يجري في محافظتي ديالى وصلاح الدين برهان كاشف.

منذ بداية الاحتلال نجح الأميركان في حشد المرجعيات والأطراف السياسية والدينية الشيعية والكردية وزجها في العملية السياسية التي جاؤوا بخارطتها من واشنطن.

أميركا تعاونت مع إيران خامنئي ونجاد وقاسم سليماني على تقويض الدولة العراقية الحديثة التي شيدها السنة العرب بالجهد والتضحيات، وأسهموا في نهوضها مع إخوانهم الشيعة العرب.

مشروع الإقليمين وهو أفضل من مشاريع التقسيم حتما، قد يوقف طوفان الدم بين السنة والشيعة وينهي حالة العداء المتفاقمة بينهما ويقوض التخادم السياسي المشترك بين إيران وأميركا.

قرار إعدام النائب السابق أحمد العلواني، يتسم بظلم وإجحاف لا نظير لهما في تاريخ المحاكم العراقية، خصوصا وأن قوات "سوات" سيئة الصيت داهمت منزل العلواني بلا أمر قضائي.

سواء اتفقنا أو اختلفنا بشأن زيارات معصوم والعبادي والجبوري إلى السيستاني، قبل سفرهم إلى الرياض وطهران، فإنها تثير حساسية شئنا أم أبينا لدى فئات واسعة من العراقيين.

الذين جاءت بهم المحاصصة الطائفية، بحت أصواتهم جراء التوسل لاستقدام قوات أميركية لحماية أنفسهم ومصالحهم من "داعش".

كما فشلت جماعة الإخوان المسلمين في البيئة السنية على مدى أكثر من نصف قرن، فإن امتدادها الحزب الإسلامي الحالي فشل هو الآخر في العمل والانتشار بالمناطق والمحافظات السنية عقب الاحتلال الأميركي.

الإجماع الشيعي والموقف الإيراني على أن تكون وزارة الداخلية من حصة بدر، كانا هما الأقوى من الإرادة الأميركية والرغبة "العبادية".

كيف السبيل إلى الإصلاح في وزارة تنخرها الطائفية والفساد، وكيف سيكون التغيير نحو الأفضل وتحويلها إلى وزارة لكل الشعب، وليس لطائفة معينة أو فرقة معروفة.

"حسن دنائي فر" سفير الشقيقة الكبرى ومندوب الولي الفقيه "قائد الثورة الإسلامية في العالم" وبالتالي فمن حقه أن يذهب إلى أي مكان يرغب في زيارته، دون إبلاغ وزير الخارجية، وهل يستوي الحاكم والمحكوم؟.

إذا كان في العراق شيء اسمه "حق وقانون" فالمفروض أن يحاكم المالكي، ويتم الكشف عن دوافعه الخفية في كيفية فرار قواته وقواده من أرض المعركة.

محافظة ديالى تتعرض إلى حملة انتقامية لا مثيل لها، يقودها هادي العامري علانية ولا يخفي أغراضها الثأرية التي تتمثل في تهجير ثلاثة أرباع سكانها إلى خارجها.

اتفق قادة الكتل الشيعية على إعادة الاعتبار للمالكي، وأجمعوا على تعيينه في منصب نائب رئيس الجمهورية، لتفادي ملاحقته قانونيا على جرائمه وانتهاكاته، رغم خلافاتهم السياسية معه.

صحيح أن أحداثا داخلية سرعت إسقاط المالكي، آخرها هزيمته أمام داعش في الموصل، إلا أن الحقيقة تؤكد أن واشنطن بعد أن استنفدت أغراضها منه، تركته يتخبط في سياساته.

ليس المهم طرح قضايا عادلة في ورقة الحقوق (السنية) من السهل أن يجامل الطرف الآخر بشأنها، المهم أن يقتنع المفاوضون السـنة بمشروعيتها ويصرون على بحثها ومناقشتها.