هاجس الهيمنة على الجيل الجديد للتنس يراود ديوكوفيتش

بعد اعتزال فيدرر ووصول مسيرة نادال إلى نهايتها، انطلق ديوكوفيتش بتصميم أكثر في السعي ليصبح الأفضل.
الثلاثاء 2023/09/12
البحث عن الصدارة

نيويورك - فرض الصربي نوفاك ديوكوفيتش، بعدما كرّس تفوّقه على عمالقة جيله أمثال السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافائيل نادال، إرادته المهيمنة على الجيل الجديد في عالم كرة المضرب، حتى لو اضطر إلى دفع هوسه الرياضي إلى حدوده القصوى.

ومنذ تكريسه الأول في البطولات الأربع الكبرى عام 2008 في أستراليا، حتى لقبه الـ24 الأحد في فلاشينغ ميدوز ليعادل الرقم القياسي المطلق في فئتي الرجال والسيدات بحوزة الأسترالية مارغريت كورت، يبدو واضحا للعيان أن ديوكوفيتش يرتجل ويتكيّف ويهيمن. وأفضل مثال على ذلك، فوزه ببطولة أستراليا المفتوحة عام 2021 رغم معاناته من تمزّق في بطنه، وفي 2023 رغم إصابته بتمزّق في فخذه.

وقال الصربي البالغ 36 عاما “لقد رسمت طريقي وأستمر. الأجسام تتغير، ويجب أن أكون قادرا على التكيّف مع الفترات، والمواسم والاحتياجات المختلفة لجسدي”. فالكمال في إعداد واستخدام جسده دفعه إلى التضحية ببطولتين من البطولات الأربع الكبرى حيث كان من الممكن أن يكون المرشح الأوفر حظا، إذ غاب عن أستراليا وفلاشينغ ميدوز 2022 لأنه رفض الحصول على اللقاح المضاد لفايروس كورونا. وقد أثار موقفه انتقادات وسخرية أكثر من الإقرار بمستوى تضحيته بنفسه.

وظلّ ديوكوفيتش بمنأى عن الإصابات الخطرة طوال مسيرته، باستثناء ابتعاده عن الملاعب لفترة وخضوعه لعملية جراحية جراء إصابة في المرفق، كما أثار الإعجاب للمستوى الذي ظهر به منذ مطلع العام الحالي في حين يشتعل فتيل المنافسة مع الجيل الجديد، وبات عليه أن يجد أفضل السبل للتغلب عليهم. ومنذ أمد طويل، تعامل الصربي مع جسده ليمنحه بشكل خاص ليونة وحتى مرونة لا تشرع أمامه فقط أبواب إمكانات عدة في ملاعب الكرة الصفراء، خاصة في الدفاع، بل تمنع تعرضه للإصابة.

غغ

ويدفع ديوكوفيتش تمارينه الذهنية إلى الحدّ الأقصى، حتى لو كان ذلك يعني إثارة انتقادات ضده عندما يستعين بمدرب غامض هو الإسباني بيبي إيماس (49 عاما)، أو يذهب إلى سفح “هرم الطاقة” في البوسنة. ويوضح اللاعب الذي بنى نفسه في الشدائد، وتحت وابل من قنابل حرب البلقان “الحياة مجرّد رحلة رائعة يمكنها أن تقدّم لك الكثير إذا كنت منفتحاً على التجارب”. ويتابع “أريد دائما الاستمرار في النمو والتعلم والتطور وفهم الفوارق الدقيقة والتفاصيل، سواء كان ذلك في أسلوب لعبي أو جسدي، أو نظامي الغذائي أو التعافي، أو أيّ شيء يمكن أن يسمح لي باتخاذ خطوة إضافية صغيرة”.

سعى ديوكوفيتش، لفترة طويلة، إلى سحر جماهير الكرة الصفراء، فهو شخص ودود ومحترم ومتاح للجميع ومضحك ووطني ولكن منفتح على العالم وذكي ومثقف ومتعدد اللغات.. باختصار شديد يمكن القول إنه وضع جميع مواهبه بتصرف كرة المضرب. ورغم كل هذه المواصفات، إلا أنه من الصعب على “ديوكو” أن يقترب أو حتى يلامس شعبية منافسيه الرئيسيين خلال مسيرة طويلة وهما فيدرر ورافائيل.

وبعد اعتزال السويسري ووصول مسيرة الإسباني إلى فصلها الختامي، انطلق ديوكوفيتش بتصميم أكثر في السعي ليصبح بلا شك الأفضل في التاريخ. من ناحية الأرقام، هذا الصربي الذي قال، وهو في سن السابعة، إنه يريد أن يصبح اللاعب الرقم واحد عالميا، بات الآن أفضل لاعب في كل الأزمنة.. ومن دون نقاش.

ويتضمن سجله الفوز بـ24 لقبا في البطولات الأربع الكبرى في رقم قياسي مطلق، و96 لقبا في دورات المحترفين (ايه تي بي)، منها 39 في دورات الماسترز ألف، وهو رقم قياسي، كما سيمضي 390 أسبوعا في صدارة تصنيف اللاعبين المحترفين اعتبارا من الاثنين في رقم قياسي آخر.

Thumbnail
17