نيمار.. من نجم السيليساو إلى رمز للخيبة

لوكاكو يدافع عن النجم البرازيلي ويبرّئه من التمثيل ويعتبر أنه سيكون أفضل لاعب كرة قدم في العالم.
الأحد 2018/07/08
إلى الديار

قازان (روسيا) - سيتعين على البرازيل أن تنتظر خليفة بيليه، روماريو، رونالدو ورونالدينيو لأربع سنوات أخرى على الأقل، فنيمار الذي كان يؤمل منه أن يكون النجم المتوج لمنتخب السيليساو وقائده للقب العالمي السادس، فشل في مهمته بعد خروج الفريق من الدور ربع النهائي لكأس العالم في روسيا على يد بلجيكا 2-1.

كان نيمار يرغب في السير على خطى “الملك” بيليه الموهوب الذي أحرز اللقب العالمي ثلاث مرات مع السيليساو، إلاّ أن نيمار (26 عاما) حاليا هو “زيكو القرن الحادي والعشرين”، لاعب متألق فشل في رفع كأس العالم.

وبعد مونديال 2014، عندما اضطر للتخلي عن زملائه في نصف النهائي بسبب إصابة في الظهر، فشل النجم حامل الرقم 10 في نسخة 2018، بعد خروج المنتخب البرازيلي أمام نظيره البلجيكي الجمعة من الدور الربع النهائي بنتيجة 2-1.

الأسوأ أن هذا الفشل يعني أن نيمار، أغلى لاعب في العالم، يكون قد أهدر فرصة نيل الكرة الذهبية لأفضل لاعب عالميا، والتي يهيمن عليها البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، وكانت فرصته أكبر هذه السنة بعدما ودع النجمان المونديال من الدور ثمن النهائي.

صفقة قياسية

سقوط آخر
سقوط آخر

خلافا لميسي (31 عاما) ورونالدو (33 عاما) سيكون نيمار في المونديال المقبل في الثلاثين من عمره فقط، والأرجح أمام فرصة جديدة للقب.

وفي انتظار ذلك، سيتحسّر نجم باريس سان جرمان الفرنسي على أدائه ضد بلجيكا، حيث بدا غير قادر على مقاومة اللعب البدني الذي فرضه عليه زميله في نادي العاصمة توما مونييه، وفي حين كادت تمريرته لفيليبي كوتينيو بعد توغل بين المدافعين، تثمر هدف التعادل في الدقيقة 86، إلاّ أن نيمار لم يكن بمظهر القادر على إنقاذ منتخب بلاده من خيبة الأمل.

وراهن نيمار على العودة في المونديال، ونجح إلى حد ما. ففي أواخر فبراير الماضي بدا أن حلم البطولة كاد أن يفلت منه، حيث أصيب بكسر في مشط القدم، وأجرى عملية جراحية، وغاب عن ناديه الباريسي ووضع المنتخب نصب عينيه والمونديال، وعاد مطلع يونيو الماضي.

كان الموسم عبارة عن فترات من الصعود والهبوط للبرازيلي. في أغسطس 2017، أصبح أغلى لاعب في التاريخ بانتقاله من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جرمان مقابل 222 مليون يورو.

أغلى لاعب في العالم يهدر بخروجه المبكر فرصة نيل الكرة الذهبية لأفضل لاعب عالميا، والتي يهيمن عليها البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي

وأراده النادي الباريسي لهدف أساسي هو لقب دوري أبطال أوروبا، إلاّ أنه لم يتمكن من منع إقصائه المبكر من المسابقة القارية في ثمن النهائي أمام ريال مدريد الإسباني، علما وأنه غاب عن مباراة الإياب بسبب الإصابة.

ولدى عودته إلى المنتخب، بدا أن نيمار يبحث عن “الانتقام”، ففي أول مباراة له في أوائل يونيو، سجل نيمار هدفا رائعا في مباراة ودية ضد كرواتيا، استعدادا لكأس العالم انتهت بفوز السيليساو 2-0.

وقال بعدها “مرت ثلاثة أشهر على تعرضي للإصابة، أن أعود وأقوم بما أحب فعله أكثر، ألعب كرة القدم، بالإضافة إلى تسجيل هدف.. هذه فرحة كبيرة”.

العزاء الخجول

مع انطلاق المونديال، استعاد نيمار ببطء قمة مستواه، على غرار منتخب بلاده بعدما عانده الحظ في المباراة الأولى أمام سويسرا 1-1، جثا على ركبتيه وبكى بعد هدفه في الوقت بدل الضائع في المباراة الثانية ضد كوستاريكا 2-0، ثم تألق نسبيا ضد صربيا 2-0، قبل أن يفرض نفسه بشكل لافت في الدور ثمن النهائي ضد المكسيك 2- صفر.

وبعد خيبة الأمل أمام بلجيكا، سيحتفظ عالم كرة القدم من مغامرة نيمار الروسية بمبالغته في السقوط أرضا عند كل احتكاك وتصنّع آلام على أرض الملعب في غالبية الأحيان، حتى أن القناة السويسرية “آر.تي.أس” أوضحت أن نيمار أضاع 14 دقيقة ببقائه على الأرض خلال المباريات الأربع الأولى التي خاضها في روسيا.

ومع ذلك، دافع عنه المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو قائلا “بالنسبة إلي، ليس ممثلا، يلعب مع منافسين أشداء جدا.. نيمار في المستقبل سيكون أفضل لاعب كرة قدم في العالم”.

ولكن في هذه اللعبة، المستقبل غالبا ما يقترن بالحاضر، وحان الوقت بالفعل لإجراء تقييم، يتضمن بالتأكيد الكثير من المحطات المضيئة، لكنه على العموم محبط على الصعيد الدولي.

وإذا كان نيمار جزءا من إحراز البرازيل لقب كأس القارات 2013، فقد فشل في تجنب الإقصاء من ربع نهائي كوبا أميركا 2011 و2015. وفي مونديال 2014 على أرضه، كان على قدر التطلعات، إلاّ أنه أصيب في ربع النهائي ضد كولومبيا، وغاب عن الهزيمة التاريخية 1-7 أمام ألمانيا في نصف النهائي، وكان واحدا من القلائل الذين نجوا من هذه المذلة.

وقاد البرازيل إلى إحراز اللقب الوحيد الذي كان يغيب عن خزائنها، وهو الذهبية الأولمبية. بعد خسارة البرازيل المباراة النهائية لأولمبياد لندن 2012، نجح القائد نيمار إلى جانب جيل من الشباب في إحراز اللقب في ريو دي جانيرو 2016، حتى أنه سجل

ركلة الجزاء الترجيحية التي منحت البرازيل الفوز على ألمانيا في النهائي 5-4 بركلات الترجيح، بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي 1-1، قبل أن يجهش بالبكاء على أرض الملعب.

22