نيمار ممثل هوليوودي خارج حسابات "السيلساو"
لن يكون نيمار عريس كوبا أميركا في نسختها الحالية المحتفية بمئوية أعرق البطولات في العالم، ولن يكون نيمار حاضرا ومساهما في بروز ممكن ومحتمل لمنتخب بلاده البرازيل في هذه البطولة المحتدمة والمقامة في بلاد العمّ “سام”.
نيمار غاب عن البطولة لأسباب مرتبطة أساسا بفريقه الأسباني برشلونة الذي جعل الاتحاد البرازيلي أمام خيارين أحلاهما مرّ، فإما المشاركة في كوبا أميركا أو في دورة الألعاب الأولمبية، وبما أن الحلم البرازيلي بالحصول على المعدن النفيس في الأولمبياد يبدو الأهم، فإن نيمار لم يكن ضمن المدعوين لهذا الحفل الكروي “الشهي”.
غاب إذن نيمار، ولم يكن مشاركا في عملية رمزية لإنقاذ روح “السيلساو” والثأر من سباعية مونديالية خالدة ضد المنتخب الألماني، ذلك أن البرازيل فازت على هايتي بسباعية ربما أنست نسبيا جماهير المنتخب “الأصفر والأخضر” تلك الهزيمة النكراء في المونديال الأخير.
غاب نيمار في الوقت الذي صنع خلاله زميلاه في برشلونة سواريز وميسي الحدث إلى حد الآن في هذه البطولة، فسواريز لم يكن محظوظا بعد إصابته اللعينة التي تعرض لها مع برشلونة ما كلفه عدم المشاركة في المباراة الأولى لمنتخب بلاده الأوروغواي، وكذلك المباراة الثانية، فكانت النتيجة خروجا بطعم الفضيحة منذ الدور الأول لصاحب الرقم القياسي في عدد البطولات القارية، والأهم من ذلك أن سواريز صنع الحدث بطريقته الخاصة عندما ثار على مدرب منتخب بلاده طالبا منه تفسيرا مقنعا لعدم إشراكه في اللقاء الثاني الذي كان خلاله جاهزا تماما للعب، لكنه لم يلعب.
ميسي أيضا صنع الحدث في هذه الحفلة الكروية الرائقة، حيث غاب عن اللقاء الأول ثم ظهر خلال الشوط الثاني من اللقاء الثاني ضد منتخب هايتي، فكانت 19 دقيقة فقط كافية لهذا اللاعب كي يسجل ثلاثية كاملة ويبرهن أنه أحد النجوم البارزين في البطولة، ورد بطريقته على اتهامات مواطنه مارادونا وشكوك البرازيلي بيليه في عدم قدرته على التألق مع منتخب التانغو، في الوقت الذي غاب فيه نيمار وترك مصير منتخب بلاده بين أقدام مواطنه نجم فريق ليفربول كوتينهو الذي افتك النجومية المؤقتة في منتخب “السيلساو”.
ومع ذلك، فنيمار الغائب الحاضر لم يكن سوى مرآة عاكسة لما يحدث في المعسكر البرازيلي، فالحالة المعنوية لنجم برشلونة انعكست على حال منتخب بلاده، إذ في الوقت الذي يبحث خلاله نيمار عن موطئ قدم دائم ضمن النجوم الخالدة، حيث يريد أن يصنع لنفسه مجدا دائما لا ينسى، فإن منتخب البرازيل مازال يحنّ إلى أيام السعادة المنتهية منذ زمان.
يبدو أن نيمار وجد الحل لنفسه، فصنع الحدث خارج الحفل الكروي، صنعه لنفسه بلا شك، لأنه أراد أن يضرب عدة عصافير بحجر واحد، هكذا وبكل بساطة.
نيمار الغائب عن منافسات كوبا أميركا ظل حديث أغلب وسائل الإعلام طيلة الفترة الأخيرة، والسبب في ذلك الأخبار الرائجة حول إمكانية مغادرته نادي برشلونة والالتحاق بريال مدريد أو باريس سان جيرمان المستعدّين لدفع قيمة الشرط الجزائي المقدر بحوالي 190 مليون يورو.
نيمار صنع الحدث أيضا، وكان نجم الصحف البرازيلية التي كالت له المديح عندما لم يتوان عن مؤازرة زملائه في المنتخب، فزارهم في معسكر التدريبات وشجعهم بلا هوادة في المباراة الأولى ضد الأكوادور.
النجم البرازيلي أراد أن يجعل لنجوميته طعما آخر وبعدا أكثر شمولية، فاستغل وجوده في عطلة بالولايات المتحدة الأميركية ليتابع إحدى مباريات نهائي دوري محترفي كرة السلة، ومن الطبيعي أن يجلب حضوره الاهتمام حتى وإن كانت كرة القدم ليست اللعبة الشعبية الأولى في الولايات المتحدة الأميركية، بل كرة السلة طبعا الذي كان في حضور نيمار لإحدى منافساتها بريق خاص.
والأكثر من ذلك أن نيمار أراد أن تكون له حفلة خاصة قريبا من مكان حفل كوبا أميركا، وفي حفله الخاص والاستثنائي، تحول النجم البرازيلي من لاعب كرة قدم إلى نجم نجوم في عالم هوليوود السينمائي.
أي نعم.. فنيمار سيكون أحد نجوم فيلم هوليوودي، ليشارك فين ديزل وصامويل آل جاكسون بطولة الجزء الثالث من سلسلة أفلام الحركة الشهيرة “تريبل أكس”.
كم أنت ذكي يا نيمار، فلا أحد كان يتوقع بعد تأكد غيابك عن المشاركة في منافسات كوبا أميركا، أن يزيد نجمك في السطوع، وتبقى أحد أكثر العناوين المغرية في سوق وسائل الإعلام العالمية.
لقد أردت أن يكون لك حفلك الخاص، فتحوّلت من لاعب كرة شهير إلى ممثل هوليوودي واعد، فالثابت أن من تقاسم أدوار البطولة مع ديزل وجاكسون سيكون له شأن كبير في المستقبل.
نيمار يبدو أنه بدأ يخطط لمرحلة الاعتزال، فوضع قدما في هوليوود وأرسى دعائم مستقبل قد يكون باهرا لنجم كرة قدم يبدو أنه في طريق التحول إلى ممثل شهير.. ولك يا نيمار في النمساوي الأصل أرنولد شوارزينغر الذي تحوّل من رياضي في بلده الأم إلى نجم شباك في هوليوود الأميركية أسوة حسنة، وربما لا يقف طموح نيمار عند هذا الحد، فيرشّح نفسه في لاحق الاستحقاقات الانتخابية لرئاسة جمهورية البرازيل الاتحادية.. من يدري؟
كاتب صحافي تونسي