نهائيات مونديال 2022 تبدأ الآن بالنسبة إلى ساوثغيت

عقدة السقوط أمام الكبار كابوس يطارد إنجلترا.
الثلاثاء 2022/12/06
المشوار طويل

حصل منتخب إنجلترا على بطاقة التأهل الرابعة لربع نهائي بطولة كأس العالم إثر تخطي عقبة السنغال. وضربت إنجلترا بذلك موعدا ناريا مع فرنسا في الدور ربع النهائي. وستكون المواجهة بين عملاقي أوروبا هي الأولى بين المنتخبين، في مرحلة خروج المغلوب ببطولة كبرى (كأس العالم أو اليورو).

الدوحة - بعد دور أول هادئ بدأه على وقع الانتقادات بسبب سلسلة من ست مباريات متتالية من دون فوز، واختبار “سهل” في ثمن النهائي ضد سنغال محرومة من نجمها المطلق ساديو مانيه، يبدأ مونديال قطر الآن بالنسبة إلى منتخب إنجلترا ومدربه غاريث ساوثغيت.

ودخل منتخب “الأسود الثلاثة” إلى النسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم لكرة القدم على خلفية أسوأ سلسلة منذ 1993، لكنه استفاد إلى حد كبير من الوضع المعنوي المهزوز للمنتخب الإيراني المأزوم نتيجة الاحتجاجات الحاصلة في البلاد، كي يحصل على الدفعة المعنوية اللازمة للبرهنة على جدارته بالفوز 6 - 2.

وبعد تعثر أمام الأميركيين في مواجهة أعادته مجددا إلى دائرة الانتقادات، عاد المنتخب الإنجليزي ليتحرر من الضغط أمام جاره الويلزي (3 - 0) قبل أن يكرر النتيجة ذاتها أمام السنغال على ملعب البيت في الخور ضمن لقاء عانى في بدايته قبل أن يحسم الأمور بشكل كبير في نهاية الشوط الأول بتقدمه بهدفين، أحدهما لقائده هاري كاين الذي افتتح رصيده بعد صيام عن التهديف دام ثلاث مباريات.

وقت الجد

صراع لا ينتهي
صراع لا ينتهي

لكن الآن جاء وقت الجد بالنسبة إلى المنتخب الحالم بمعانقة اللقب الذي توج به مرة واحدة عام 1966 على أرضه، إذ يواجه كيليان مبابي وزملاءه في المنتخب الفرنسي حامل اللقب.

وعلق ساوثغيت على هذه المواجهة بالقول “إنه أكبر تحد يمكن أن نواجهه. إنهم أبطال العالم.

يملكون عددا هائلاً من المواهب ولاعبين مذهلين على الصعيد الفردي”، مضيفا “إنه تحد رائع… إنها مباراة رائعة بالنسبة إلينا من أجل أن نختبر أنفسنا ضد الأفضل”.

وخلافا للمشاركتين الكبريين الماضيتين في مونديال 2018 وكأس أوروبا 2020، سيكون رجال ساوثغيت مطالبين بتجاوز منافس عملاق من أجل محاولة تكرار أو التفوق على ما حققوه قبل أربعة أعوام في روسيا حين وصلوا إلى النهائي والصيف الماضي حين بلغوا نهائي البطولة القارية للمرة الأولى في تاريخهم قبل الخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا.

في مونديال روسيا 2018 كان مسار إنجلترا معبدا إذ تواجهت في ثمن النهائي مع كولومبيا، ثم السويد قبل السقوط عند عقبة لوكا مودريتش ورفاقه في المنتخب الكرواتي، في حين أن القسم الثاني من القرعة تَكوَّن من برتغال كريستيانو رونالدو وأرجنتين ليونيل ميسي وبرازيل نيمار وفرنسا مبابي التي توجت باللقب.

خلافا للمشاركتين الماضيتين في مونديال 2018 وكأس أوروبا 2020، سيكون رجال ساوثغيت مطالبين بتجاوز المنافس

وكانت القصة مشابهة في كأس أوروبا التي أقيمت صيف 2021 عوضا عن 2020 بسبب تداعيات فايروس كورونا، إذ ضم مسار الإنجليز في الطريق إلى النهائي كلا من السويد وأوكرانيا وألمانيا وهولندا وتشيكيا والدنمارك، فيما تنافست في القسم الثاني منتخبات بلجيكا والبرتغال وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

 وبعد الفوز على منتخب ألماني بعيد كل البعد عن المنتخب الذي توج بمونديال 2014 ومازال يعاني من تبعات خروجه من الدور الأول لمونديال 2018 في صدمة تكررت مجدداً في هذه النهائيات، تواجه رجال ساوثغيت مع أوكرانيا ثم الدنمارك قبل أن يسقطوا في معقلهم “ويمبلي” بركلات الترجيح أمام إيطاليا.

وبعدما اعتمد على خط دفاعي من أربعة لاعبين منذ بدء النهائيات، قد يضطر ساوثغيت إلى اللعب بخمسة مدافعين في مواجهة السبت على ملعب البيت من أجل محاولة إيقاف توغلات مبابي الذي وصل إلى خمسة أهداف في هذه النهائيات، بينها ثنائية الأحد في الفوز على بولندا 3 - 1.

وعلق ساوثغيت على مواجهة مبابي قائلا إن نجم باريس سان جرمان “لاعب من الطراز العالمي وسبق أن أثبت قدراته في اللحظات الهامة خلال هذه البطولة والبطولات التي سبقتها”.

لكن ساوثغيت ليس متخوفا من مبابي فحسب، فـ”هناك أيضا (أنطوان) غريزمان الذي أراه لاعبا استثنائيا. وهناك أوليفيه جيرو الذي نعرفه جيدا (لعب مع أرسنال وتشيلسي)، ولديهم لاعبو وسط شبان رائعون”.

وسيحاول ساوثغيت ورجاله التخلص من عقدة السقوط أمام الكبار في الأدوار الإقصائية للمونديال وكأس أوروبا، إذ تكرر السقوط أمامهم في مناسبات كثيرة منذ الفوز بلقب كأس العالم على أرضهم عام 1966.

وقد انتهى مشوار “الأسود الثلاثة” على أيدي ألمانيا الغربية عامي 1970 (ربع نهائي) و1990 (نصف نهائي)، والأرجنتين عام 1986 (ربع نهائي) و1998 (ثمن نهائي)، والبرازيل عام 2002 (ربع نهائي)، والبرتغال في كأس أوروبا 2004 (ربع نهائي) ومونديال 2006 (ربع نهائي)، وألمانيا عام 2010 (ثمن نهائي) وإيطاليا في كأس أوروبا 2012 (ربع نهائي). وكي يتجنب ساوثغيت أن تنضم فرنسا إلى هذه اللائحة، يتوجب عليه إيجاد طريقة لإيقاف مبابي بشكل خاص.

إشادات واسعة

منتخب يحلم بمعانقة اللقب
منتخب يحلم بمعانقة اللقب 

في سياق آخر انهالت الإشادات على لاعب وسط منتخب إنجلترا جود بيلينغهام بعد عروضه الرائعة في مونديال قطر حتى الآن، لكن الامتحان الأكبر لابن التاسعة عشرة سيكون في مباراة “الأسود الثلاثة” المرتقبة ضد فرنسا.

كان بيلينغهام صاحب التمريرة العرضية التي جاء منها الهدف الافتتاحي لمنتخب بلاده وترجمها جوردان هندرسون بنجاح، قبل أن يقوم بمجهود فردي رائع راوغ فيه لاعبين من السنغال ليمرر كرة أمامية باتجاه فيل فودن ومنه إلى هاري كاين هداف المنتخب الإنجليزي ليفتتح باكورة أهدافه في النسخة الحالية، علماً أنه توج هدافا لنسخة عام 2018 برصيد 6 أهداف.

وأشاد به كاين بعد المباراة بقوله “أعتقد أنه لاعب رائع. يملك كل الصفات عندما تكون الكرة بحوزته أو من دونها، يضغط بشكل جيد، ويقوم بالتدخلات عندما يلزم الأمر”. وأضاف “عندما تكون الكرة في حوزته يستطيع الركض، المراوغة ويقوم بتمريرات بينية كما رأينا، كان حاسما في الأهداف التي سجلناها”.

ونوه به قائلا “أحب جود جدا، إنه شخص جيد، ناضج بالنسبة إلى عمره ويملك خصالاً قيادية”.

بات بيلينغهام بعمر السادسة عشرة و38 يوما أصغر لاعب يخوض باكورة مبارياته الرسمية مع برمنغهام نادي الطفولة قبل أن يصبح بعدها بـ25 يوما أصغر لاعب يسجل له. عندما انضم إلى صفوف بوروسيا دورتموند الألماني مقابل صفقة بلغت 25 مليون يورو، أصبح اللاعب الأعلى ثمنا بعمر السابعة عشرة قبل أن يصبح أصغر لاعب يسجل هدفا في صفوف النادي الألماني.

19