نقص هائل في الحقن يهدد بكبح جهود اللقاح عالميا

السلطات الصحية مطالبة بالتخطيط لاحتياجاتها مسبقا لتجنب الاكتناز والشراء المدفوع بالذعر.
الخميس 2021/11/11
لقاحات الجيل الثاني ستكون أسهل في الاسـتخدام من الحقن بالإبر

أدت حملات التحصين ضد كوفيد – 19 إلى ازدياد استخدام الحقن في كل أنحاء العالم أكثر من المعتاد بكثير بالمليارات من المرات، ما أثر سلبا على الإمدادات العالمية. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة مواكبة الإمداد بالحقن لتجنب إبطاء جهود التحصين. ويمكن أن يؤدي النقص في الحقن إلى ممارسة غير آمنة تتمثل في إعادة استخدام الحقن والإبر.

جنيف- حذّرت منظمة الصحة العالمية من احتمال حدوث نقص في الحقن الطبية يصل إلى مليارين في العام 2022، ما يهدد بفرملة جهود اللقاح على مستوى العالم إذا لم يتحسن إنتاجها.

وهذا النقص ناتج عن حملات التحصين ضد كوفيد – 19 إذ ازداد استخدام الحقن أكثر بمليارات عن المعتاد في كل أنحاء العالم، وهو أمر يؤثر سلبا على الإمدادات العالمية.

وقالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية ليزا هيدمان “مع زيادة الإمدادات باللقاحات المضادة لكوفيد – 19 يجب مواكبة الإمداد بالحقن”.

وأضافت للصحافيين “هناك قلق فعلي من احتمال وجود نقص في الحقن المخصصة للتلقيح، ما سيؤدي بدوره إلى مشكلات خطيرة مثل إبطاء جهود التحصين”.

وحتى الآن، أعطيت أكثر من 7.25 مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد – 19 على مستوى العالم، وفقا لإحصاء أعدته وكالة فرانس برس.

وهذا الرقم يعادل ضعف عدد عمليات التلقيح الروتينية التي تعطى سنويا وبالتالي استخدام ضعف عدد الحقن.

يمكن أن يؤدي النقص إلى ممارسة غير آمنة تتمثل في إعادة استخدام الحقن والإبر
يمكن أن يؤدي النقص إلى ممارسة غير آمنة تتمثل في إعادة استخدام الحقن والإبر

وأشارت هيدمان إلى أن إحدى النتائج الخطيرة للنقص في الحقن قد تكون التأخير في عمليات التلقيح الروتينية، ما قد يكون له تأثير على الصحة العامة “لسنوات مقبلة” إذا فوّت جيل من الشباب لقاحات الطفولة العادية.

ويمكن أن يؤدي النقص أيضا إلى ممارسة غير آمنة تتمثل في إعادة استخدام الحقن والإبر. وحضت هيدمان البلدان على التخطيط لحاجاتها من الحقن في وقت مبكر لتجنب حالات الاحتكار والشراء بدافع الذعر.

وقالت إن السلطات الصحية الوطنية لا بد أن تخطط لاحتياجاتها مسبقا لتجنب “الاكتناز والشراء المدفوع بالذعر والموقف” الذي حدث في بداية الجائحة مع نقص معدات الوقاية الشخصية.

وذكرت “قد نتعرض لنقص عالمي في محقن التطعيم مما قد يؤدي بدوره إلى مشكلات خطيرة مثل تباطؤ جهود التطعيم وإثارة مخاوف بشأن السلامة”.

وأضافت “إذا حولنا القدرة من إنتاج نوع واحد من الحقن إلى آخر أو حاولنا توسيع القدرة على إنتاج محقن تطعيم متخصصة، فإن الأمر سيستغرق وقتا ويحتاج إلى استثمارات”.

ومن جهة أخرى، قالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية سمية سواميناثان إنها تنتظر بفارغ الصبر إطلاق الجيل الثاني من اللقاحات المضادة لكوفيد – 19 والتي قد تشمل بخاخات أنف أو حبوبا.

وقالت على حسابات منظمة الصحة العالمية في مواقع التواصل الاجتماعي إن لقاحات الجيل الثاني ستكون أسهل في الاستخدام من الحقن بالإبر ويمكن أن تؤخذ ذاتيا.

وتجري مراجعة 129 لقاحا على الأقل، بعضها قيد التجارب السريرية، وبالتالي اختبرت على البشر، مقابل 194 لقاحا لم يصل بعد إلى هذه المرحلة المتقدمة.

وقالت المسؤولة “هذه اللقاحات المحتملة تغطي مجموعة كاملة من التقنيات”.

وأضافت “مازالت قيد الدراسة لكنني على ثقة في أن بعضها سيكون آمنا وفعالا جدا والبعض الآخر لن يكون كذلك”. وستختار منظمة الصحة العالمية اللقاحات الأنسب وهي تفكر أيضا في استخدام بعضها لتطوير لقاحات ضد أمراض أخرى.

وقالت سواميناثان إن ميزة اللقاح الذي يعطى عن طريق الأنف، كما هي الحال في بعض البلدان للإنفلونزا، هي أنه قد يعالج الفايروس حتى قبل أن يصل إلى الرئتين.

ومنحت منظمة الصحة العالمية موافقة طارئة لسبعة لقاحات مضادة لكوفيد تصنعها مختبرات فايزر – بايونتيك وموديرنا وأسترازينيكا وجونسون أند جونسون وسينوفارم وسينوفاك وبهارات بايوتيك.وأوضحت سواميناثان “حتى الآن، في ما يتعلق باللقاحات التي اعتمدناها، لم يكن هناك ما يدعو إلى القلق لدرجة أن نقول حسنا، علينا مراجعة هذا اللقاح”. وأعطي أكثر من 7.25 مليار جرعة لقاح في كل أنحاء العالم، وفقا لإحصاءات أعدتها وكالة فرانس برس.

وقررت فرنسا تمديد حملة التطعيم بالجرعات المعززة ضد فايروس كورونا للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما فأكثر اعتبارا من بداية ديسمبر. وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون ذلك في خطاب متلفز مساء الثلاثاء.

وبالنسبة إلى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما والذين تم استدعاؤهم بالفعل لتلقي جرعة ثالثة من التطعيم، ستصبح الجرعة المعززة إلزامية للحصول على التصريح الأخضر الخاص بكوفيد – 19 اعتبارا من منتصف ديسمبر.

ولن يتمكن السكان من زيارة المطاعم وحضور الفعاليات أو السفر بالطائرة أو بالقطار لمسافات طويلة إلا لدى تقديم هذا الدليل على التطعيم أو التعافي أو إبراز نتيجة اختبار سلبية للفايروس.

ونصحت الهيئة العليا للصحّة في فرنسا بعدم إعطاء لقاح موديرنا المضادّ لكوفيد – 19 لمن هم دون 30 عاما، في توجيه أصدرته بعدما أظهرت دراسة فرنسية كبيرة أنّ اللقاحات العاملة بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال تزيد قليلا خطر الإصابة بالتهابَي عضلة القلب وغلاف القلب (التامور) لدى الشباب.

إحدى النتائج الخطيرة للنقص في الحقن قد تكون التأخير في عمليات التلقيح الروتينية
إحدى النتائج الخطيرة للنقص في الحقن قد تكون التأخير في عمليات التلقيح الروتينية

وجرت الدراسة التي أشرفت عليها مؤسسة “إيبي – فار” للدراسات والبحوث التي تجمع وكالة الأدوية “آ.إن.إس.إم” وصندوق التأمين الصحي الوطني الفرنسيين، على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 12 و50 عاما أدخلوا مستشفيات في فرنسا بسبب التهاب عضلة القلب أو غلاف القلب بين الخامس عشر من مايو والحادي والثلاثين من أغسطس.

وكما أوضحت تقارير اليقظة الدوائية، تؤكد نتائج الدراسة الفرنسية أنّ لقاحَي فايزر وموديرنا يزيدان من خطر حدوث هذين المرضين في غضون سبعة أيام بعد تلقّي اللّقاح.

وتمت مقارنة كل حالة بـ10 أشخاص من السن والجنس ومناطق الإقامة نفسها، لكن لم يعانوا التهابا في عضلة القلب. كذلك، تمت مقارنة حالات الاستشفاء بسبب التهاب عضلة القلب أو التهاب التامور بين الملقحين وغير الملقحين في حالات أخرى مماثلة.

وبدت حالات الاستشفاء أكثر وضوحا لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، خصوصا بعد الجرعة الثانية من موديرنا. وبالتالي فإن التحصين بهذا الأخير سبب 132 حالة من التهاب عضلة القلب لكل مليون جرعة تم إعطاؤها. ولدى النساء دون سن الثلاثين، أصاب التهاب عضلة القلب الناتج عن الجرعة الثانية من موديرنا نحو 37 لكل مليون جرعة.

أما بالنسبة إلى خطر الإصابة بالتهاب غلاف القلب، فهو بدا أكثر وضوحا بعد إعطاء لقاح موديرنا لمن هم دون سن الـ30، خصوصا بعد الجرعة الثانية التي تسببت في حدوث قرابة 18 حالة لكل مليون جرعة لدى الشباب.

ولم يتم الإبلاغ عن أي حالة وفاة بين الأشخاص الذين نقلوا إلى المستشفى بسبب هذه الحالات أُثناء إكمالهم التلقيح. وقال مدير “إيبي – فار” محمود زريق لوكالة فرانس برس “عندما نوازن بين فعالية اللقاحات ضد الأشكال الحادة من كوفيد – 19 (المقدرة بنحو 90 في المئة) وهذه الأخطار الموجودة لكن النادرة، ومع التطوّر الإيجابي، لا نشكك في فائدة اللقاحات”.

النقص في الحقن ناتج عن حملات التحصين ضد كوفيد – 19 إذ ازداد استخدام الحقن أكثر بمليارات عن المعتاد

وعلى ضوء نتائج هذه الدراسة نصحت الهيئة العليا للصحّة في فرنسا بعدم استخدام لقاح موديرنا لمن هم دون سن الثلاثين.

وقالت الهيئة إنّها “توصي، للسكّان الذين تقلّ أعمارهم عن 30 عاما وحالما يكون ذلك متاحا، باستخدام لقاح فايزر، سواء أكان تلقيحا أوليا أو معزّزا”.

وأضافت أنّها بالمقابل توصي “بأنّ لقاح موديرنا الذي تبدو فعاليته التلقيحية أفضل قليلا، يمكن أن يُعطى لمن تزيد أعمارهم عن 30 عاما” في جرعتيه الأوليين كما في جرعة ثالثة معزّزة بشرط أن يكون عيار الجرعة الثالثة نصف عيار الجرعة الأولى. وكانت الهيئة نصحت في الخامس عشر من أكتوبر باستخدام لقاح فايزر حصرا في الجرعات المعزّزة.

17