نزيف النقاط يهدد مسار اتحاد جدة في سباق الدوري السعودي

الاتحاد يعاني سوء الحظ بسبب الإصابات المستمرة التي ضربت الفريق على مدار الموسم الجاري.
الاثنين 2025/04/07
صراع مشتعل

الرياض - وصل صراع التتويج بلقب دوري روشن للمحترفين إلى أقصى درجات المتعة، وذلك بعد تعادل الاتحاد مع جاره اللدود الأهلي 2 – 2، في الجولة الـ26 من الدوري. وما جعل الصراع أكثر حدة وشراسة، هو خسارة الهلال الوصيف أمام النصر الثالث، بنتيجة 1 – 3، لتصبح المنافسة على صفيح ساخن قبل 8 جولات من نهاية المسابقة. الاتحاد يعتلي قمة الترتيب، برصيد 62 نقطة، متفوقا على الهلال بفارق 5 نقاط (57)، وخلفهما النصر (54)، والقادسية الرابع (52).

كانت جميع المؤشرات تصب في صالح الاتحاد، ولكن نزيف النقاط في الجولات الأخيرة، جعله أكثر عرضة لخسارة اللقب، لأحد الأندية الثلاثة الأخرى، وخاصة الهلال والنصر. الاتحاد تعثر في 4 من آخر 5 جولات في الدوري السعودي، حيث تعادل مع كل من الأخدود والخليج والقادسية والأهلي، واكتفى بفوز وحيد كان أمام الرياض (2 – 1). في المقابل، تعرض الهلال لـ5 هزائم هذا الموسم، أمام أندية الخليج والقادسية والأهلي والاتحاد والنصر، وسقط في فخ التعادل 3 مرات أخرى، ليرفض هدايا الاتحاد.

صراع التتويج بلقب دوري روشن للمحترفين وصل إلى أقصى درجات المتعة، وذلك بعد تعادل الاتحاد مع جاره اللدود الأهلي

أما بالنسبة للنصر، فقد تعثر 10 مرات، بالخسارة في 4 مناسبات والتعادل خلال 6 مباريات، حيث كانت أمامه العديد من الفرص للمضي قدما نحو القمة، ولكنه فرط في ذلك. لكن بعد نتائج الجولة الـ26، أصبحت جميع احتمالات التتويج واردة، في ظل تذبذب مستوى الثلاثي.

لا يمكن إغفال المستويات المميزة التي يقدمها القادسية هذا الموسم، حيث تفوق على كل من الهلال والنصر وتعادل مع الاتحاد. ورغم أن القادسية بعيد عن الترشيحات الأولية لتحقيق اللقب، لأن الفارق مع المتصدر يصل إلى 10 نقاط، إلا أنه ضمن الحسابات رقميا. وحال استمرت ظاهرة نزيف النقاط من ثلاثي المقدمة، مع قدرة القادسية على تحقيق الانتصارات بصورة متتالية، فيمكنه الاقتراب من القمة، وتحقيق المفاجأة. وما يدعم أحلام القادسية هو امتلاكه عدة عناصر قادرة على صناعة الفارق، أمثال الجابوني بيير إيمريك أوباميانغ والإسباني ناتشو فيرنانديز، بجانب المهاجم المكسيكي جوليان كينونيس.

بخلاف الحديث عن النصر والهلال والقادسية، فإن الاتحاد يعاني من سوء حظ غريب، بسبب الإصابات المستمرة التي ضربت الفريق على مدار الموسم الجاري. الاتحاد عانى في البداية من إصابة قوية، ضربت جناحه الفرنسي موسى ديابي، وأبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، قبل أن يعود في النصف الثاني من الموسم. وعلى مدار الموسم، ضربت صفوف الاتحاد إصابات متلاحقة، يبرز منها ما تعرض له البرتغالي دانيلو بيريرا وعبدالإله العمري، قبل أن يتمكنا من العودة.

فضلا عن الألباني ماريو ميتاي، الظهير الأيسر، المهدد بالغياب حتى نهاية الموسم، بالإضافة للهولندي ستيفن بيرجوين، حيث تأكد ابتعاده عن الملاعب من 4 أسابيع إلى شهر ونصف. كذلك، عانى “العميد” من غياب الجزائري حسام عوار في بعض المباريات، بسبب إصابات عضلية مختلفة، ما تسبب في هبوط مستواه خلال عدة مناسبات، هذا بالإضافة إلى الإصابات المستمرة للجناحين عبدالرحمن العبود وعبدالعزيز البيشي، وهو ما يفقدهما إيقاع المباريات.

أما الضربة الكبرى، فتتمثل في مركز حراسة المرمى بعد إصابة حارسه الأساسي الصربي بريدراج رايكوفيتش، قبل أن يتعرض بديله محمد المحاسنة للإصابة في الديربي. وأصبح الفرنسي لوران بلان، مدرب الاتحاد، مجبرا على الدفع بالحارس الشاب حمد الشنقيطي طوال الفترة المقبلة، وهو ما يصعب مهمة الحفاظ على قمة الترتيب.

جميع المؤشرات تصب في صالح الاتحاد، ولكن نزيف النقاط في الجولات الأخيرة، جعله أكثر عرضة لخسارة اللقب

يحسب لإدارة الاتحاد قدرتها على تدعيم الفريق بصورة ممتازة خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، ولكن يبدو أنها لم تعلم أن “العميد” كان بحاجة إلى صفقتين على الأقل في الميركاتو الشتوي الأخير. لوران بلان أكد في وقت سابق أن “الاتحاد يمتلك مجموعة جيدة في مختلف المراكز”، ولكنه قال “سأكون سعيدا إذا حصلت على لاعبين أفضل، الأمر يعود إلى الإدارة الرياضية.”

ورغم تلميحات بلان إلى رغبته في الحصول على صفقات جديدة، إلا أن الإدارة تجاهلت ذلك، ولم تبرم صفقات قوية بالميركاتو الشتوي، ليصل “العميد” إلى موقف لا يحسد عليه، بسبب الإرهاق والإصابات، وعدم توافر بدائل مناسبة. وبالنظر لموقف الاتحاد حاليا، نجد أنه يتصدر ترتيب الدوري، وتأهل لنهائي كأس الملك، لكن “العميد” يعاني حاليا من فلسفة بلان الغريبة مع ظروف الإصابات والإرهاق، بالإضافة إلى رعونة الإدارة في الميركاتو الأخير. وقد تتسبب هذه العوامل في منح المنافسين فرصة للانقضاض على القمة، وهو ما يجعلنا نتساءل: هل تبحر سفينة الاتحاد في الاتجاه الخاطئ؟

17