نجوم الساحرة المستديرة تحت مقصلة التهرب الضريبي

مدريد - يقف البرتغالي جوزيه مورينيو، البالغ 54 عاما أمام تهمتين بالتهرب من ضرائب بقيمة 3.3 ملايين يورو في الفترة المتراوحة ما بين 2010 و2013 عندما كان مدربا لريال مدريد. وكتبت وزارة العدل الإسبانية في بيان “قدم قسم الجنايات الاقتصادية في نيابة مدريد شكوى أمام قاضي التحقيق ضد المدرب البرتغالي السابق لريال مدريد جوزيه ماريو مورينيو دوس سانتوس بارتكابه جنايتين ضد الخزينة العامة”. وتولّى مورينيو الإشراف على ريال مدريد بين 2010 و2013. وتتوزع الضريبة بنسبة 1.6 مليون عن عام 2011 و1.7 مليون عن 2012.
ويبلغ مجموع المبلغ المتهرب من سداده ثلاثة ملايين و304 آلاف و670 يورو وذلك خلال العامين 2011 و2012. وبعد أن رحل عن تشيلسي في 2010 وقع مورينيو على عقد عمل مع ريال مدريد ونقل مقر إقامته إلى مدريد، الأمر الذي بموجبه حصل على صفة مقيم ضريبي في إسبانيا، إلا أنه لم يقدم بيانا بأرباحه الناجمة عن بيع حقوق الصورة الخاصة به، حيث أكد بيان الاتهام الصادر من النيابة العامة أن الهدف وراء ذلك كان تحقيق أرباح غير قانونية.
ومن قبيل المصادفة أن المدرب البرتغالي ومواطنه نجم ريال مدريد يتعاملان مع نفس وكيل اللاعبين، خورخي مينديز، الذي يتعامل أيضا مع لاعبين آخرين وقعوا تحت مقصلة التهرّب الضريبي في إسبانيا مثل أنخيل دي ماريا ورادميل فالكاو وفابيو كوينتراو وبيبي. ويذكر أن مينديز تم استدعاؤه أيضا للمثول أمام القضاء الإسباني على خلفية التحقيقات الجارية ضد اللاعب الكولومبي رادميل فالكاو بعد اتهامه بالتهرب الضريبي خلال فترة احترافه بصفوف نادي أتلتيكو مدريد.
ونفى مدرب كرة القدم البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنكليزي وصول أيّ إشعار من مصلحة الضرائب الإسبانية يؤكد تورطه في قضية تهرب ضريبي. ووفقا لبيان نشرته وسائل الإعلام البريطانية، قال مورينيو “لم يصلني أيّ إشعار من مصلحة الضرائب، كما أؤكد عدم تواصل المدعي العام أو أيّ من أفراد المصلحة معه أو مع ممثليه”.
|
مخاوف الدون
ازدادت مخاوف كريستيانو رونالدو بعد استدعاء النجم البرتغالي الذي يتردد أنه راغب بالرحيل عن ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا، للظهور أمام القضاء بسبب قضية تهرب ضريبي. رونالدو (32 عاما) الذي كثفت وسائل الإعلام أخبارها في الأيام الأخيرة حول تركه للريال، استدعاه القضاء لجلسة في 31 يوليو المقبل للاستماع إليه بتهمة التهرب من دفع ضرائب بقيمة 14.7 مليون يورو (16.5 مليون دولار) بأربع جرائم ضد الخزانة العامة بين 2011 و2014.
وحث وزير المالية الإسباني كريستوبال مونتورو وسائل الإعلام على احترام فرضية البراءة في ما يخص أفضل لاعب في العالم أربع مرات والمرشح بقوة لكرة ذهبية خامسة نهاية العام الحالي.
وقال مونتورو في مؤتمر صحافي “المهم بالنسبة إليّ، الإصرار على قرينة البراءة حتى صدور حكم الإدانة”. وترى النيابة العامة أن رونالدو استفاد من كيان شركة أنشئت في 2010 في ملاذ ضريبي لإخفاء العائدات التي يحصل عليها في إسبانيا من حقوق بيع صورته من أمام سلطات الضرائب الإسبانية التي اشتكت أيضا رونالدو ومدربه السابق في الريال جوزيه مورينيو الذي يشرف حاليا على مانشستر يونايتد الإنكليزي. واتهمت النيابة العامة الإسبانية مورينيو بالتهرب من دفع 3.3 ملايين يورو (3.7 ملايين دولار) خلال توليه الإشراف على ريال. لكن مونتورو قال إن الرياضيين يجب أن يكونوا “نموذجيين” و“خصوصا لناحية الالتزام بواجباتهم الضريبية” لأن أفعالهم “تشعّ على المجتمع بأسره، وعلى سبيل المثال الشباب والأطفال”.
وحسب تقارير صحافية، فإن رونالدو ليس مستقرا في مدريد، إذ يعتقد أن بطل إسبانيا وأوروبا لم يدعمه بما فيه الكفاية في صراعه مع سلطات الضرائب. وترك رونالدو مستقبله مع الريال معلقا، بعد إعلانه خلال الأيام الماضية أن “ضميره مرتاح”. واشتكى في مناسبات سابقة من أنصار الريال الذين أطلقوا صافرات الاستهجان في وجهه عندما كان أداؤه عاديا على أرض الملعب. بيد أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز، كشف أن لا عروض قدمت للريال من أجل إغراء رونالدو، والنادي يصمم على الاحتفاظ به.
ونقلت وسائل إعلام عن بيريز قوله “رونالدو لاعب في الريال وسيستمر كذلك. لم نتلق أيّ عرض بشأنه”. وفي تقرير سابق، ذكرت صحيفة ماركا أن رونالدو أبلغ زملاءه عزمه على الرحيل و“لا عودة” في قراره.
ويدلي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بأقواله أمام القضاء الإسباني في 31 يونيو المقبل على خلفية اتهامه بالتهرب من سداد 14 مليونا و700 ألف يورو (16 مليونا و700 ألف دولار) للضرائب. وفي وقت لاحق، كشفت الصحافة الإسبانية عن رغبة رونالدو بالرحيل عن ريال مدريد على ضوء استيائه من المعاملة الضريبية التي يتلقاها في إسبانيا وتقاعس ناديه عن الدفاع عنه.
وعلم رونالدو بخبر مثوله أمام القضاء الإسباني أثناء تواجده في روسيا حاليا برفقة منتخب البرتغال للمشاركة في بطولة كأس القارات. وبعيدا عن المستقبل الرياضي لرونالدو، الذي يكتنفه غموض كبير، بدا واضحا أن الخناق يضيق عليه من الناحية القضائية، وعلى ممثله خورخي مينديز والمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني الحالي مانشستر يونايتد.
لكن الغريب في الأمر ما كشفه بيريز أنه لم يتحدث مع رونالدو المشارك راهنا مع بلاده في كأس القارات 2017 في روسيا حتى 2 يوليو المقبل. وأكد أن عقد رونالدو محصّن ببند جزائي تبلغ قيمته مليار يورو “لم أتحدث معه. لا نرغب بتشتيت تركيزه مع المنتخب الوطني”.
وتابع “لكنّ شيئا غريبا يجب أن يحدث إذا كان يريد ترك النادي”. ورأى بيريز أنه يتفهم انزعاج رونالدو بعد اتهامه خلال الفترة الماضية، معتبرا أنه لم يرتكب أيّ خطأ. وانتخب بيريز، قطب المقاولات والقريب من رونالدو، لولاية ثالثة بالتزكية على رأس النادي الأكثر نجاحا في البطولات الأوروبية الكبرى. ويتعين على بيريز الحفاظ على رونالدو القادم من مانشستر يونايتد عام 2009 مقابل 94 مليون يورو (105.3 مليون دولار). واستبعد بيريز فكرة أن يكون رونالدو يحاول الضغط على الريال لتحمل جزء من عبئه الضريبي.
استعادة رونالدو
ولم يعلق مانشستر يونايتد حتى الآن حول إمكانية استعادة رونالدو الذي يرتبط بعقد مع “الميرينغي” حتى 2021. وصنفت مجلة “فوربس” الاختصاصية رونالدو الرياضي الأكثر دخلا في العالم بـ93 مليون دولار في 2016. ويتردد أن ناديي باريس سان جرمان الفرنسي وتشيلسي الإنكليزي مهتمان بضم رونالدو، فيما نفى بايرن ميونيخ بطل ألمانيا عن طريق رئيسه التنفيذي كارل-هاينتس رومينيغه رغبته في ذلك.
|
وبدأ فلورينتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، فترة ولاية جديدة وهي الخامسة في تاريخه والثالثة على التوالي مع النادي الملكي والتي سيواجه فيها تحديات كبيرة مثل إيجاد حلول لأزمة اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو وتحصين فريقه ضد أموال الأندية الإنكليزية والحفاظ على تنافسيته وتحقيق المزيد من النجاح معه. وقال بيريز “أشعر بفخر كبير بالاستمرار على رأس هذا النادي، ارتباطنا بريال مدريد هو الأقوى، ندرك مدى تعاطف جميع جماهير ريال مدريد”.
ويستعد بيريز لخوض غمار ولايته الخامسة في تاريخه والثالثة على التوالي في رئاسة ريال مدريد. ووصل بيريز إلى رأس السلطة في النادي الملكي عام 2000 واستمر حتى عام 2006، قبل أن يستقيل وسط عاصفة قوية من الانتقادات التي وجهت لطريقة عمله وإدارته للأمور في النادي.
ولكنه عاد مرة أخرى في 2009 بعد فترة مثيرة للجدل عاشها النادي مع رئيسه السابق رامون كالديرون، وهو الرجل الذي رحل عن منصبه بسبب عدة فضائح شابت طريقة عمله، بالإضافة إلى المعارضة القوية التي كان يقودها ضده بيريز، الذي استقبله قطاع كبير من جماهير النادي المدريدي. وقاد بيريز ريال مدريد خلال فترات ولايته الأربع إلى حصد 19 لقبا، أربعة في دوري أبطال أوروبا وأربعة أخرى في الدوري الإسباني وثلاثة ألقاب في بطولة السوبر الأوروبي وثلاثة في بطولة سوبر إسبانيا ولقبين في مونديال الأندية ولقبين في كأس الملك ولقب واحد في كأس أنتركونتيننتال.
وجاءت الولاية الجديدة لبيريز على رأس إدارة ريال مدريد في أفضل أزمنة الفريق الأول لكرة القدم بعد أن حصد هذا الأخير أول ثنائية له (دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني) منذ العام 1958. بالإضافة إلى فوزه بثلاثة ألقاب في آخر أربع نسخ لبطولة دوري أبطال أوروبا ليدشن حقبة جديدة لسيطرته على كرة القدم في القارة الأوربية.
ويبدو أن مستقبل بيريز في ولايته الجديدة مع الملكي تملؤه التحديات، فبادئ ذي بدء يتعين عليه التعامل بشكل فوري مع القنبلة التي ألقيت بين يديه والمتمثلة في رغبة كريستيانو رونالدو في الرحيل عن النادي، فهل سيستطيع إقناعه بالبقاء أو سينظر بعين الانتفاع والمصلحة لهذه الرغبة ويبرم الصفقة الأغلى في تاريخ النادي؟.