نجوم البريميرليغ يستعدون لبطولة أفريقية استثنائية في الكاميرون

ستكون مشاركة المحترفين الأفارقة بالدوريات الأوروبية، في كأس أمم أفريقيا 2022، تحت المجهر بشكل كبير. وينشط في القارة العجوز العديد من نجوم أفريقيا السمراء، وعلى رأسهم المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز، نجما ليفربول ومانشستر سيتي على الترتيب.
جوهانسبرغ - يعدّ ثلاثي الدوري الإنجليزي لكرة القدم محمد صلاح وساديو مانيه ورياض محرز من أبرز الوجوه المنتظرة في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بدءا من الأحد المقبل في الكاميرون، والتي تعد بأن تكون “استثنائية” حسب رئيس الاتحاد القاري بعد تكهنات بتأجيلها وإلغائها.
وتنطلق المباريات الـ36 في دور المجموعات في التاسع من يناير الجاري على ملعب “أوليمبي” الجديد في ياوندي ويُسدل الستار على المنافسات في السادس من فبراير المقبل على الملعب عينه الذي يتسع لستين ألف متفرّج.
تتقدّم الجزائر، حاملة اللقب، 24 منتخبا تبحث عن لقب النسخة الثالثة والثلاثين من مسابقة انطلقت عام 1957 في السودان. وإلى جانب الجزائر، تضمّ لائحة المتوجين باللقب والمشاركين راهنا منتخبات الكاميرون، مصر، إثيوبيا، غانا، كوت ديفوار، المغرب، نيجيريا، السودان وتونس.
وفيما تبرز مصر، حاملة اللقب سبع مرات (رقم قياسي)، بمشاركتها القياسية الخامسة والعشرين، ستختبر كلّ من غامبيا وجزر القمر البطولة القارية للمرة الأولى.
وتبدو الجزائر مرشحة قوية للحفاظ على لقبها، إذ نجح لاعبو المدرب جمال بلماضي في خوض 33 مباراة دون خسارة منذ نهاية العام 2018. لكن “محاربي الصحراء” قد يواجهون منافسة من أمثال الكاميرون المضيفة، مصر، كوت ديفوار، المغرب، نيجيريا، السنغال وتونس، فيما تحاول بوركينا فاسو وغانا ومالي لعب دور الحصان الأسود.
وأبلغ قائد المجلس العسكري في غينيا مامادي دومبويا منتخب بلاده بالعودة إلى كوناكري مع اللقب وإلا سيتعين عليهم سداد تكاليف الإعداد المموّلة من الدولة.
ورافقت الإعداد لهذه البطولة أخبار مستمرة عن إمكانية إلغائها أو تأجيلها لعدم جاهزية الكاميرون ثم لظهور متحوّرات جديدة لفايروس كورونا.
وهذه المرة الثانية التي تستضيف فيها الكاميرون النهائيات بعد 1972، علما بأن الدولة الواقعة وسط القارة أخفقت في تلبية المواعيد لاستضافة نسخة 2019 التي راحت لمصر.
لكن مع مشاركة نجوم ليفربول الإنجليزي المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه ومانشستر سيتي بطل البريمير ليغ الجزائري رياض محرز، بدا رئيس الاتحاد القاري الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي واثقا من نجاح البطولة.
وقال موتسيبي خلال زيارة إلى ياوندي الشهر الماضي “سنستضيف مع شعب الكاميرون بطولة استثنائية. ستكون أنجح كأس لأمم أفريقيا”. وتابع الملياردير الجنوب أفريقي “سيشهد العالم على أفضل كرة وضيافة أفريقية. يمكننا استضافة بطولة كرة قدم جيّدة مثل أي بطولة في أوروبا”.
إيتو الغاضب

أبدى الرئيس الجديد للاتحاد الكاميروني النجم السابق صامويل إيتو غضبه حيال أخبار تكهنت بتأجيل البطولة بسبب الجائحة.
وقال إيتو “إذا كانت كأس أوروبا أقيمت هذه السنة (2021) وسط الجائحة بحضور جماهيري كامل في بعض المدن، لماذا لا يمكن إقامة كأس أفريقيا في الكاميرون؟”. وتابع هداف برشلونة الإسباني السابق “أم إن الناس يحاولون القول، كما هو الحال دوما، إن الأفارقة لا يستحقون شيئا ويجب أن نتأقلم مع ذلك؟”.
وفيما سعى المنظمون لإنهاء الأعمال في الملاعب الستة المضيفة للنهائيات، من دوالا على المحيط الأطلسي وصولا إلى غاروا في شمال – غرب البلاد، أشعل يورغن كلوب مدرب ليفربول عاصفة كلامية. ووصف الألماني البطولة القارية المقامة مرّة كل سنتين بأنها “بطولة صغيرة” خلال مؤتمر صحافي، قبل أن يسحب كلامه لاحقا. وعبّر مدرب السنغال أليو سيسيه عن غضبه وسأل “من يعتبر كلوب نفسه؟”.
وقال النجم السابق “أحترم ليفربول لكن ليس كلوب الذي يقلل من مكانة الكرة الأفريقية. وصل إلى هذه المكانة بفضل لاعبين أفارقة مثل صلاح، مانيه، (الغيني نابي) كيتا و(الكاميروني جويل) ماتيب”. ولطالما يؤدّي ترك اللاعبين الأفارقة أنديتهم الأوروبية منتصف الموسم إلى صراع مع مدربي أندية المقدّمة، فوصف مدرب نابولي الإيطالي لوتشانو سباليتي البطولة بأنها “وحش غير مرئي”.
عندما أطلق سباليتي هذا التصريح، كان يخشى فقدان نواة تشكيلته، على غرار الجزائري آدم وناس، الكاميروني أندري – فرانك زامبو أنغيسا، النيجيري فيكتور أوسيمهن والسنغالي خاليدو كوليبالي لمدة ستة أسابيع.
ويرى الفرنسي من جذور سنغالية باتريك فييرا مدرب كريستال بالاس الإنجليزي أنه “يجب احترام كأس الأمم أكثر، لأنها مهمة بقدر كأس أوروبا”.
ومن المدربين الذين سيتأثرون كثيرا بسبب كأس الأمم، الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، إذ سيدفع ناديه الأهلي المصري ثمنا باهظا لتضارب مواعيد البطولة مع مونديال الأندية، حيث يمثل النادي القاهرة والقارة الأفريقية في الإمارات بين الثالث والثاني عشر من فبراير.
خبرة المهاجمين

تعوّل الكاميرون المضيفة على خبرة مهاجميها لضمان صدارة مجموعتها الأولى في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم التي تنطلق الأحد، بمنافسة سهلة على الورق أمام بوركينا فاسو، الرأس الأخضر وإثيوبيا. ويضمّ هجوم منتخب “الأسود غير المروّضة” فنسان أبو بكر (29 عاما) لاعب النصر السعودي، إريك مكسيم تشوبو – موتينغ (32 عاما) لاعب بايرن ميونخ الألماني وكارل توكو إيكامبي (29 عاما) لاعب ليون الفرنسي.
وفي لقبها الخامس الأخير الذي أحرزته عام 2017 في الغابون، سجّل بوبكر هدف الفوز للكاميرون قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي أمام الفراعنة (2 – 1).
ويغيب عن تشكيلة المدرب البرتغالي توني كونسيساو اللاعبون المحليون، فاستدعى تشكيلة معظمها يحترف في الدوري الفرنسي.
ولعب عامل الأرض دورا هاما في النسخ الأولى من الكأس القارية، فتوّجت ثلاثة منتخبات على أرضها من أصل النسخ الأربع الأولى، لكن المعادلة تبدلت لاحقا مع توسّع دائرة المشاركة.
لم يُتوّج أي منتخب على أرضه منذ مصر عام 2006، وما فرض هذا الواقع استضافة النهائيات من دول متواضعة فنيا على غرار أنغولا والغابون وغينيا الاستوائية.
وتستضيف الكاميرون النهائيات للمرة الثانية في تاريخها، بعد حلولها ثالثة عام 1972 وراء الكونغو برازافيل ومالي بمشاركة ثمانية منتخبات.
وعلّق صامويل إيتو، أسطورة الكاميرون المنتخب أخيرا رئيسا لاتحادها الكروي، على حظوظ بلاده بتصدّر المجموعة “يمكنهم الفوز بها”.