ناغلسمان يغادر بايرن ميونخ من الباب الضيّق

بايرن ميونخ الألماني يمنح مفاتيح المهام الفنية لتوماس توخيل.
الأحد 2023/03/26
التاريخ يعيد نفسه مع توخيل

ميونخ (ألمانيا) - قرار تحذيري وصاعق من فربق بايرن ميونخ الألماني، قبل أيام قليلة من بدء شهر أبريل الحاسم بالنسبة إلى النادي البافاري الذي قرر الاستغناء عن مدربه يوليان ناغلسمان ومنح مفاتيح المهام الفنية لمواطنه توماس توخيل.

ووصل ناغلسمان في فترة ما بعد الظهر مع مستشاريه إلى مقر النادي البافاري حيث قضى قرابة الساعة قبل أن يعلن البايرن بعد قرابة الساعتين عن قراره.

وشرح المدير الرياضي البوسني حسن صالح حميديتش “كان هذا القرار الأصعب خلال تواجدي كعضو مجلس إدارة للرياضة في بايرن ميونخ. يؤسفني هذا الفراق مع يوليان. لكن بعد تحليل شامل للتطور الرياضي لفريقنا، خاصة منذ يناير ومع تجربة النصف الثاني من الموسم السابق، قررنا الآن تحريره”، علمًا أنه تحدث قبل أيام عن “مشروع طويل الأمد”.

بطل ألمانيا في المواسم العشرة الأخيرة عاش في حقبة الفني الشاب البالغ 35 عامًا أسوأ موسم له محليًا منذ 11 عاماً

أما المدير التنفيذي أوليفر كان فقد تحدث عن تراجع في جودة اللعب، خاصة بعد العطلة الشتوية.

ووصل ناغلسمان من لايبزيغ في صيف 2021 بعقد حتى 2026 مقابل صفقة قُدرت بين 20 و25 مليون يورو. ولاستبداله، تعاقد القادة البافاريون مع توخيل حتى صيف عام 2025 على أن يتم تقديمه السبت في مؤتمر صحافي.

في وقت سابق من الأسبوع، لم يبخل رئيس البايرن هيربرت هاينر في الثناء على ناغلسمان عندما أدلى بتصريح لصحيفة كيكر جاء فيه “أجد أن يوليان متقدم (فنيًا). هو مدرب رائع أظهر أمام باريس سان جرمان في ثمن نهائي دوري الأبطال تفوقه التكتيكي والإستراتيجي على أعلى مستوى أوروبي”.

يعد 5 أيام من الكلمات الشهيرة للرئيس، قامت إدارة العملاق البافاري بانقلاب بقياس 180 درجة.

التوقيت مفاجئ. فقبل شهر مليء بالمواعيد الرياضية المهمة أبرزها الموقعة المنتظرة أمام بوروسيا دورتموند متصدر “بوندسليغا” بفارق نقطة عن البايرن، وأخرى في ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر سيتي الإنجليزي، ما الذي يمكن أن يكون قد دفع “ريكوردمايستر” إلى مثل هذا التحول في خضم استراحة دولية؟

وتدهورت العلاقة بين ناغلسمان وقائده مانويل نوير منذ إصابة حارس عرين البايرن وألمانيا بكسر في الجزء السفلي من ركبته خلال ممارسته رياضة التزلج في بداية ديسمبر .

وبعد طرد مدرب حراس المرمى منذ صيف 2011 توني تابالوفيتش والمقرّب جدًا من نوير في يناير، عبّر قائد بافاريا عن غضبه الشديد في مقابلتين مع صحيفتي أثلتيك وزود دويتشه تسايتونغ قائلاً “يبدو الأمر كما لو أن قلبي قد اقتُلع”.

وخلال مؤتمره الصحفي التقليدي قبل المباراة في ليفركوزن الأسبوع الماضي، أبدى ناغلسمان انزعاجه من وجود “جاسوس” في فريقه، بعد تسرب خطط المباراة في صحيفة سبورت بيلد الأسبوعية.

حسابيًا، عاش بطل ألمانيا في المواسم العشرة الأخيرة في حقبة الفني الشاب البالغ 35 عامًا أسوأ موسم له محليًا منذ 11 عاماً، حيث حصد 52 نقطة فقط في 25 مباراة ليحتل المركز الثاني في الدوري متأخرًا بفارق نقطة خلف دورتموند. وخسر زملاء توماس مولر ثلاث مرات هذا الموسم في الدوري، آخرها الأحد في ليفركوزن 1 - 2.

خروج صادم
خروج صادم

وللمرة الأولى منذ موسم 2011 - 2012، عندما أفلت آخر مرة لقب الدوري من ابايرن لصالح دورتموند، لا يجد البافاري نفسه في الصدارة قبل تسع مراحل من نهاية الموسم، بعد أن تنازل عنها لصالح غريمه الذي لم يذق طعم الخسارة منذ مطلع 2023 (9 انتصارات مقابل تعادل).

وبخلاف معاناته في الدوري، حقق عملاق بافاريا نجاحًا ساحقًا في المسابقة القارية الأم، مع سلسلة من 8 انتصارات تواليًا ومواجهات ضد برشلونة الإسباني وإنتر الإيطالي في دور المجموعات وسان جرمان في ثمن النهائي انتهت جميعها بالفوز ذهابًا وإيابًا من دون أن تهتز شباكه بأيّ هدف.

ومن الواضح أن الديناميكية في “بوندسليغا” غير مواتية للبايرن، إذ حصد دورتموند 10 نقاط أكثر منذ نهاية العطلة الشتوية، والأسابيع القادمة هي تلك التي تنطوي على جميع المخاطر: استضافة بوروسيا في الأول من أبريل المقبل أمر حاسم في سباق الرمق الأخير للتتويج باللقب. ثم مواجهة فرايبورغ بعد 4 أيام في ربع نهائي الكأس، وخاصة المواجهة القارية ضد مانشستر سيتي الإنجليزي.

المسألة الآن باتت متروكة بين يدي توخيل لحسم الأمور بعدما انتهت مهامه في الأندية السابقة التي أشرف عليها على غرار دورتموند وباريس سان جرمان وتشلسي الإنجليزي بشرارات وإقالات. ويقود حصته التدريبية الأولى الاثنين في ظل غياب معظم لاعبيه لانشغالهم مع منتخباتهم الوطنية.

والتاريخ يعيد نفسه مع توخيل. فبعدما أقيل من نادي العاصمة الفرنسية في أواخر عام 2020، عُيّن مدربًا لتشلسي بعد أسابيع في نهاية يناير، ليحرز لاحقًا لقب دوري الأبطال مع “البلوز”. هذا كل ما يريده البايرن بعد هذه الثورة المفاجئة.

17