"ناسا" تؤجل الحلم الأميركي بالعودة إلى القمر

عاصفة تهدد عملية إطلاق صاروخ ضمن برنامج "أرتيميس 1".
الأحد 2022/09/25
عقبات متتالية

تواجه وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” صعوبات متتالية في إطلاق صاروخ إلى القمر ضمن برنامج أرتيميس، فبعد محاولتي إطلاق فاشلتين قبل بضعة أسابيع بسبب مشاكل فنية، أصبحت المحاولة الجديدة المقرر تنفيذها الثلاثاء مهددة حالياً بفعل عاصفة تتشكل في منطقة البحر الكاريبي.

واشنطن - تتوالى الصعوبات المحيطة بعملية إطلاق صاروخ “ناسا” الجديد العملاق إلى القمر الذي اجتاز بنجاح عملية التزويد بالوقود.

وبعد محاولتي إطلاق فاشلتين قبل بضعة أسابيع بسبب مشاكل فنية، أصبحت المحاولة الجديدة المقرر تنفيذها الثلاثاء ضمن برنامج “أرتيميس 1” مهددة حالياً بفعل عاصفة تتشكل في منطقة البحر الكاريبي.

ولم تجر بعد تسمية “المنخفض الاستوائي رقم 9″، فيما يقع حالياً أسفل جمهورية الدومينيكان، إلا أن هذا المنخفض يُفترض أن يتحول إلى إعصار في الأيام المقبلة وأن يصل عبر خليج المكسيك إلى فلوريدا حيث يقع مركز كينيدي للفضاء الذي سيُطلَق منه الصاروخ.

وقال المسؤول في مركز كينيدي مايك بولغر الجمعة “إنّ خطتنا الرئيسية تتمثل في مواصلة المهمة والمباشرة بعملية الإطلاق في السابع والعشرين من سبتمبر”.

تأجيل موعد الإطلاق يشكل ضربة قاسية لـ"ناسا" بعد أن واجهت مشكلتين منعتاها من إطلاق صاروخها الجديد نحو القمر

وتابع “لكن إذا تعيّن علينا الانتقال إلى الخطة الثانوية، فسنحتاج إلى بضعة أيام للانتقال من الاختبار الحالي (…) وإعادة الصاروخ إلى مبنى التجميع الخاص به”.

وتتولى “ناسا” مراقبة كل تقرير عن حالة الطقس.

ويمكن لصاروخ “إس.إل.إس” البرتقالي والأبيض أن يتحمل على منصة الإطلاق رياحا تصل سرعتها إلى 137 كيلومتراً في الساعة.

وفي حال كان لا بدّ من إزالة الصاروخ عن المنصة، فلن يجري إطلاقه في الفترة المحددة التي قد تمتد حتى الرابع من أكتوبر. وسيتعيّن تمديد فترة إطلاق الصاروخ لتصبح بين السابع عشر والحادي والثلاثين أكتوبر، مع احتمال إطلاقه خلال يوم من هذه الفترة باستثناء أيام الرابع والعشرين والخامس والعشرين والسادس والعشرين والثامن والعشرين أكتوبر.

وسيشكل تأجيل موعد الإطلاق ضربة قاسية لـ”ناسا” التي سبق أن واجهت مشكلتين منعتاها من إطلاق صاروخها الجديد نحو القمر.

وفي بداية شهر سبتمبر، أُلغيت عملية إطلاق الصاروخ في اللحظات الأخيرة بسبب تسرب الهيدروجين السائل أثناء ملء الخزانات بهذا الوقود. إلا أن وكالة الفضاء الأميركية أعلنت هذا الأسبوع أنها اختبرت بنجاح عملية تزويد الصاروخ الجديد بالوقود.

وقالت مديرة إطلاق برنامج “أرتيميس 1” الأميركي للعودة إلى القمر تشارلي بلاكويل تومسون إن “كل الأهداف التي وضعناها تمكنّا من تحقيقها اليوم”.

وأجريت إصلاحات على الصاروخ شملت الأربعاء اختبار ملء تلك الخزانات مرة أخرى.

ورغم اكتشاف تسرب صغير للهيدروجين أثناء الاختبار، تمكن مهندسو “ناسا” من السيطرة عليه.

وحصلت “ناسا” من القوة الفضائية للولايات المتحدة على إعفاء لتجنب إعادة اختبار البطاريات على نظام تفجير يُستخدم لتدمير الصاروخ إذا انحرف عن مساره بشكل لا يمكن السيطرة عليه. وكان لا بد من الحصول على هذا الاستثناء من أجل التمكن من إطلاق الصاروخ الثلاثاء أو في تاريخ احتياطي هو الثاني من أكتوبر.

ويُفترض أن تبدأ نافذة الإطلاق الثلاثاء عند الساعة 11:37 بالتوقيت المحلي وتستمر لسبعين دقيقة. وفي حال نجحت العملية، فستستمر المهمة الفضائية 39 يوماً ثم ستهبط الكبسولة المثبتة على الصاروخ في المحيط الهادئ في الخامس من نوفمبر.

وتأمل المهمة غير المأهولة في اختبار صاروخ “إس.إل.إس” الجديد بالإضافة إلى كبسولة “أوريون” غير المأهولة على رأسه، استعداداً لرحلات مأهولة إلى القمر مستقبلاً.

وعلى الرغم من عدم وجود أي شخص على متنها، فإنه سيتم وضع تمثال عرض الملابس (يُلقب بالقائد مونيكين كامبوس لتكريم مهندس ناسا الأسطوري الذي ساعد في إعادة “أبولو 13” بأمان إلى الأرض) سيكون على متن الكبسولة ويجلس داخل مقعد القائد.

وستجمع أجهزة الاستشعار المختلفة الموجودة على مقعده وبدلة الفضاء بيانات حول الاهتزازات والتسارع والإشعاع خلال المهمة.

وسيكون هناك تمثالان مماثلان إضافيان على متن الرحلة مجهزين بآلاف من أجهزة الاستشعار لتسجيل المزيد من التفاصيل.

وتهدف التجربة إلى اختبار الدرع الحراري للصاروخ والذي سيحمي رواد الفضاء عند العودة، حسبما قال مدير “ناسا” بيل نيلسون.

Thumbnail

وما إن تصبح الكبسولة “أوريون” في مدار القمر الذي يبعد 380 ألف كيلومتر عن الأرض، حتى تنفّذ دورة ونصف دورة حوله وتصل إلى مسافة 64 ألف كيلومتر وراءه، أي إلى نقطة أبعد من أي مركبة فضائية مأهولة قبلها.

وبعد المهمة الأولى، ستنقل رحلة “أرتيميس 2” رواد فضاء إلى القمر في العام 2024، من دون أن تهبط على سطحه.

يذكر أنه في الأساطير الإغريقية أرتيميس هي إلهة الصيد والغابات والحياة البرية والقمر. وهي أيضاً الأخت التوأم لأبولو إله الشمس والموسيقى والشعر.

وليس جديداً على علماء الفضاء تسمية مهامهم بأسماء آلهة الإغريق، خصوصاً أن معظم أسماء الكواكب مستوحاة أيضاً من أسماء آلهة الحضارات القديمة.

وأول هبوط لمهمة مأهولة سيحصل لطاقم “أرتيميس 3” في العام 2025 على أقرب تقدير. وتسعى ناسا لإطلاق مهمة واحدة سنويا بعدها.

والهدف من ذلك هو إنشاء محطة فضائية (غايتواي) في مدار حول القمر بالإضافة إلى قاعدة على سطحه.

وترغب “ناسا” في استخدام هذه المحطة لإجراء اختبارات على التقنيات الأساسية لإرسال البشر إلى المريخ ومن بينها بزّات جديدة، ومركبات تنقّل واستخدام محتمل للمياه الموجودة في القمر.

15