نابولي ينهي هيمنة يوفنتوس وميلان وإنتر على الدوري الإيطالي

يتأهب نابولي وجماهيره لتتويج موسم تاريخي في مسيرة النادي من خلال حسم لقب الدوري الإيطالي لكرة القدم قبل الجولات الـ5 الأخيرة من المسابقة هذا الموسم، رغم فشله في الفوز على ساليرنتانا. وعندما يتوج نابولي باللقب سينهي هيمنة الثلاثي يوفنتوس وميلان وإنتر ميلان على لقب البطولة خلال آخر 20 موسما من المسابقة.
نابولي (إيطاليا) - استفاقت مدينة نابولي الإثنين على وقع خيبة عدم ظفر نادي المدينة باللقب الثالث في تاريخه والأوّل منذ عام 1990، مع إدراك حقيقة أن التكريس المنتظر يمكن أن يتحقق أمام مضيفه أودينيزي غدا الخميس في ختام منافسات المرحلة الـ33 من الدوري الإيطالي لكرة القدم، وأن نقطة يتيمة تفصل الفريق عن الإنجاز.
استعدّت جماهير النادي للاحتفال بالفوز بالـ”سكوديتو” قبل 6 مراحل من النهاية، وهو رقم قياسي، الأحد عندما مُني مطارد نابولي المباشر لاتسيو بخسارة متأخرة في عقر دار إنتر 1 – 3، ما شرّع باب اللقب أمام رجال المدرب لوتشانو سباليتي في حال الفوز على ساليرنيتانا في الأمسية.
عندما افتتح المدافع الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا التسجيل لنابولي، انفجرت مدرجات ملعب “دييغو أرماندو مارادونا” وأطلقت المفرقعات اعتقادا في اقتراب الموعد المنتظر، إلا أن هدف التعادل للسنغالي بولاي ديا أعاد نابولي إلى نقطة الصفر، وعزّز حظوظ فريقه أكثر في منطقة الأمان بعيدا عن مراكز الهبوط.
وبات على نابولي انتظار رحلته إلى أودينيزي الخميس، في حين غابت الخيبة عن وجوه جماهير النادي الذين عادوا من ملعب مارادونا إلى وسط المدينة مع مشاعل وبعزيمة قوية، ولم يخفت وهج الاحتفالات إلا تساقط أمطار الربيع في وقت لاحق من المساء.
وقال سباليتي لمنصة “دازون” للبث التدفقي بابتسامة ساخرة “من وجهة نظري لقد أجّلنا فقط الحفلة، أنا مرتاح جدا لما وصلنا إليه في الدوري”. وأضاف “كل ما فعلناه هو إطالة أمد الحفلة”. وبالفعل، يبدو من رابع المستحيلات ألاّ يظفر نابولي بلقبه الثالث في تاريخه بعد عامي 1987 و1990 بقيادة “الولد الذهبي” مارادونا.
وتكفي نابولي، من رحلته إلى أودينيزي، نقطة واحدة ليتوج بطلا، وعلى الرغم من تراجع النتائج بات أسلوب لعب الفريق الهجومي الشرس الذي سحر أوروبا أكثر اتزانا، فمن المستحيل ألا تحتفل نابولي في لحظة تاريخية طال انتظارها منذ بداية مارس والعودة من النافذة الدولية.
لقب المجد

وفي سيناريو مخالف للأول، ومع فارق 18 نقطة عن لاتسيو الثاني (79 مقابل 61)، بإمكان نابولي أن يتوج باللقب حتّى من دون أن يركل الكرة، إذ يتوجب على نادي العاصمة روما الفوز على ضيفه ساسوولو الأربعاء لكي يبقى حسابيا في سباق الصراع على السكوديتو.
ويبدو أن اللقب لن يفلت من براثن نابولي منذ أشهر عدة، وتحديدا عندما فشل كبار الدوري على غرار إنتر وميلان ويوفنتوس في اللحاق بنمط نادي الجنوب وذلك عقب عودة عجلة المنافسات للدوران بعد نهاية مونديال قطر.
وبين بداية سبتمبر ونهاية فبراير فاز نابولي بـ19 مباراة من أصل 20 في “سيري أ”، ما حطّم آمال الثلاثي الذي ابتعد عن رجال سباليتي الذين حلقوا منفردين في الصدارة.
ودخل هذا الثلاثي في صراع سداسي شرس على المراكز المؤهلة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث يتقدّم لاتسيو بفارق 6 نقاط فقط عن أتالانتا صاحب المركز السابع (55 نقطة).
نادي يوفنتوس عانى كثيرا خلال شهر أبريل الماضي، ولم يسعد سوى بتأهله إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي
من ناحيته يحتل إنتر برصيد 57 نقطة المركز الرابع الأخير المؤهل إلى المسابقة القارية الأم، وذلك قبل رحلته الأربعاء إلى فيرونا الثامن عشر الذي يحاول تفادي الهبوط، إلا أن “نيراتسوري” لا يتقدم سوى بفارق الأهداف عن ميلان الخامس حامل اللقب وروما السادس اللذين يواجهان كريمونيزي ومونتسا تباعا في اليوم ذاته.
وستحدد المراحل المقبلة هوية الصراع على المراكز الأوروبية، فالمرحلة الـ34 ستكون إعادة للمرحلة الـ32 والموقعة بين مدينتي روما وميلانو، حيث يستضيف روما منافسه إنتر، فيما يسافر لاتسيو إلى ملعب سان سيرو للمرة الثانية في غضون 7 أيام لمواجهة ميلان، في حين يستقبل أتالانتا ضيفه يوفنتوس الثالث والذي حصد نقطة واحدة من مبارياته الأربع الأخيرة في الدوري.
وبالتزامن مع صراع الدوري، يستعدّ ناديا مدينة ميلانو لأشرس ديربي، وذلك عندما يتواجهان في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال في العاشر من الشهر الحالي، قبل الإياب في السادس عشر من الشهر نفسه.
كما يصارع روما، الذي سقط في فخ التعادل أمام ميلان 1-1 السبت الماضي بالرغم من افتتاحه التسجيل عبر مهاجمه الإنجليزي تامي أبراهام في الدقيقة 90+4 قبل أن يتقاسم الضيوف النقاط بهدف بعد 3 دقائق، بدوره لرفع استحقاقه الأوروبي أمام باير ليفركوزن الألماني الأسبوع المقبل في ذهاب نصف نهائي مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”.
ويسافر فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إلى مونتسا اليوم الأربعاء مثقلا بالغيابات بسبب الإصابات حيث يفتقد مدافعيه الهولندي ريك كارسدورب والإنجليزي كريس سمولينغ والإسباني دييغو يورنتي والألباني ماراش كومبولا، فيما يستمر غياب لاعب خط الوسط الهولندي جورجينيو فينالدوم والمهاجم أندريا بيلوتي، والصربي نيمانيا ماتيتش بسبب الإيقاف.
نتائج سيئة

عانى نادي يوفنتوس كثيرا خلال شهر أبريل الماضي، ولم يسعد سوى بتأهله إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي. ووقع اليوفي على نتائج سيئة خلال الشهر المنقضي، مما يهدد طموحات الفريق في إنهاء الموسم بشكل إيجابي. ويحتل يوفنتوس المركز الثالث في جدول ترتيب الكالتشيو برصيد 60 نقطة، بفارق 3 نقاط عن إنتر ميلان رابع الترتيب.
افتتح يوفنتوس الشهر الماضي بالفوز 1 – 0 على هيلاس فيرونا، لكنه ظهر بعد ذلك بشكل غير جيد، وفقد العديد من النقاط في الدوري الإيطالي. وخسر فريق السيدة العجوز خارج ميدانه أمام لاتسيو بنتيجة 1 – 2 في الجولة الـ29 من الدوري الإيطالي، كما انهزم بهدف دون رد أمام ساسولو.
واستمرت نتائج يوفنتوس السلبية بالخسارة على أرضه وبين جماهيره أمام نابولي بهدف دون رد في الوقت القاتل. واختتم يوفنتوس شهر أبريل بالتعادل 1-1 مع بولونيا، ليحصد 4 نقاط من أصل 15 نقطة ممكنة، وبات مهددا بالخروج من المربع الذهبي المؤهل لدوري الأبطال.
كان كأس إيطاليا بمثابة بطولة الإنقاذ لموسم السيدة العجوز، لكن البيانكونيري ودع المسابقة على يد خصمه إنتر ميلان.
وتعادل اليوفي في نصف نهائي كأس إيطاليا على أرضه بنتيجة 1-1، قبل الخسارة بهدف دون رد في الإياب.
وبلغ يوفنتوس نصف نهائي الدوري الأوروبي على حساب سبورتينغ لشبونة البرتغالي، بعدما فاز ذهابا بهدف دون رد في تورينو، قبل تعادله خارج أرضه بنتيجة 1-1.