نابولي يستعد للتتويج بالسكوديتو وإحياء أيام مارادونا

مخاوف أمنية من فوضى خلال اللقاء مع ساليرنيتانيا.
الأحد 2023/04/30
استعادة الزمن الجميل

المسيرة المتميزة لنابولي الإيطالي هذا العام تضعه على عتبة التتويج بالسكوديتو للمرة الثالثة في تاريخه، بالرغم من تراجع نتائجه في الفترة الأخيرة وخروجه من رابطة الأبطال أمام جمعية ميلانو. فالجماهير تنتظر الأحد الفرصة لاستعادة أمجاد الفريق زمن المتألق مارادونا.

روما - ينتظر أحباء نادي نابولي الإيطالي بفارغ الصبر لقاء فريقهم بجاره ساليرنيتانيا مساء الأحد للاحتفال ببطولة تاريخية جديدة تعيد إلى الأذهان أيام العز مع نجم الأرجنتين الراحل دياغو أرمندو مارادونا الذي فاز مع الفريق ببطولتين. وأرجئت المباراة التي كانت مقررة السبت بين نابولي المتصدر وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى اليوم الأحد، الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13.00 ت غ)، لدواع أمنية وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة.

وسبق لصحيفة “كورييري ديلو سبورت” أن كشفت الخميس عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في “سان سيرو” كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا السبت فيما تقام مباراة لاتسيو وإنتر الأحد. وطالب رئيس بلدية نابولي والنادي الجنوبي بنقل المباراة ضد ساليرنيتانا إلى الأحد لأسباب أمنية، ووافقت لجنة أمن الأحداث الرياضية على ذلك.

وسيكون نابولي على معرفة بنتيجة لقاء لاتسيو وإنتر التي تقام الساعة 12.30 ظهراً، قبل دخوله أرضية ملعب “دييغو أرماندو مارادونا”. ونتيجة إرجاء المباراة إلى الأحد، لن يكون هناك متسع من الوقت أمام نابولي لخوض مباراته المقررة الثلاثاء في المرحلة الثالثة والثلاثين على أرض أودينيزي، فأرجئت إلى الخميس. وطلبت السلطات من جماهير نابولي، التي تستعد للاحتفال بفوز فريقها بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 1990، الابتعاد عن بركان جبل فيزوف المطل على مدينة نابولي الواقعة جنوبي إيطاليا.

◙ نابولي يحتاج إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر كي يحسم اللقب قبل الأوان

وساور سلطات حديقة فيزوف قلق بعد تقارير بشأن خطط جماهير نابولي المتعصبة إطلاق ألعاب نارية لإضاءة البركان بألوان علم إيطاليا حال فوز الفريق بالدوري، إذ وصفتها بالخطيرة. وسيحسم نابولي لقب الدوري للمرة الثالثة إذا فاز على ضيفه ساليرنيتانيا وتعثر لاتسيو صاحب المركز الثاني أمام إنتر ميلان في ملعب سان سيرو.

وقال مفوض الحديقة رافائيلي دي لوكا “جميعنا سعداء بنجاح نابولي الذي سيكون مفخرة منطقتنا وسيدخل البهجة على الناس. لكن يجب أن تظل الاحتفالات في إطار السلوك المتحضر”. وفي واقعة شهيرة ثار البركان في عام 79 بعد الميلاد ما أدى إلى دمار مدينة بومبي الرومانية القريبة لكنه لا يزال نشطا. وفي العاشر من مايو 1987، جلب نابولي أول لقب سكوديتو إلى الجنوب الإيطالي “ميتزوجورنو”، بعد تعادله مع فيورنتينا 1 – 1، في المرحلة قبل الأخيرة على ملعب سان باولو المنتشي.

وحتى تلك اللحظة “لم يفلت اللقب سوى ثلاث مرات من أندية الشمال، لمصلحة سردينيا (كالياري) وناديي العاصمة روما ولاتسيو”. وطوى “الكالتشو (الدوري) بذلك صفحة من تاريخه بتتويج نابولي الذي أبصر النور عام 1926.

ونجح رئيس النادي كورّادو فيرلاينو بتحقيق هدف رسمه عام 1984، موعد استقدامه النجم مارادونا، عندما حدّد مهلة ثلاث سنوات للتتويج باللقب. وبنى الفريق المدرب أوتافيو بيانكي، مرتكزاً على صلابة دفاعية تخدم الأرجنتيني صاحب القامة القصيرة والموهبة الاستثنائية الذي وصل إلى قمة مستوياته بعمر السادسة والعشرين، بعد سنة من رفعه كأس العالم في المكسيك.

وقال اللاعب الرقم 10 فيما كانت نابولي غارقة في الاحتفالات “لقب لنابوبي يوازي عشرة ليوفنتوس”. وتراجع مستوى الشغف بين نابولي ومارادونا في 1990، نتيجة محاولته الرحيل الصيف الذي سبقه إلى مرسيليا الفرنسي، وذلك بعد تتويج “بارتينوبي” بلقب كأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ راهناً).

◙ نابولي سيكون على دراية بنتيجة لقاء لاتسيو وإنتر قبل دخوله أرضية ملعب “دييغو أرماندو مارادونا”

لكن مارادونا أشعل نيران الإثارة لدى جماهير المدينة الفقيرة، بلقب ثان في الدوري ضمنه في الجولة الأخيرة بفوزه على لاتسيو (1 – 0). كانت الاحتفالات عارمة في كل الشوارع الفقيرة للمدينة، فووريغروتا، سانيتا، سبانيولي، وصولاً إلى الأحياء السكنية الفاخرة في بوزييليبو وفوميرو، شعار واحد تردّد “إيل نابولي كامبيوني، إي فيفا نابولي” أي نابولي بطل، يعيش نابولي. لكن الألعاب النارية بدت وكأنها تودّع النجم الأرجنتيني الرائع.

وقبل أسابيع قليلة، تعرّض صانع اللعب المبدع لصافرات الاستهجان في ملعب سان باولو خلال نصف نهائي مونديال إيطاليا 1990 ضد الدولة المضيّفة التي تخطاها قبل أن يخسر النهائي أمام ألمانيا الغربية. ضربة جديدة لمارادونا، صاحب الشخصية غير المألوفة داخل الملاعب وخارجها، إذ لم يعد إلى مستوياته السابقة وترك نابولي في ربيع 1991 بعد ثبوت تعاطيه مادة الكوكايين. وكتب صحافي فرانس برس مساء الأول من أبريل 1991 “ترك اللاعب الأرجنتيني نابولي مساء الاثنين متجها بالسيارة إلى مطار روما – فيوميتشينو، حيث يستعد للسفر إلى بوينس آيرس”.

17